طالب جامعي .. أراد “شهادة بكالوريوس” فنال “شهادة تفجير الكرادة”
الحكمة – متابعة : سبعة شهداء و28 جريحًا حصيلة تفجير منطقة الكرادة ، السبت الفائت، بسيارة ملغومة استهدفت شارع (فالح أبو العمبة) الشهير ومرطبات مشمشة المقابلة له في التاسعة وعشر دقائق ليلًا ، متوقفة عند (موكب) للاحتفال بذكرى ولادة (الإمام علي) ، في مكان مليء بالبسطيات وأصحاب الحياة الميسورة ممن تطاردهم سيارات البلدية وعجلات تنظيم داعش المفخخة في مغامرة ملؤها الحذر والمخاطرة .
وفي مشهد لا يتكرر إلا في شوارع العاصمة وشاشات العرض السينمائي ، تصاعدت على غفلة من الناس والقوات الأمنية ألسنة اللهب وأعمدة الدخان رافعة معها أرواح من اختارهم الموت ضيوفًا أبديين في منزله الشاسع ، لتترك الباقين وسط ذعر وخوف من “واحدة أخرى” كما حدث في كثير من الأحيان أما الجملة الأكثر تكرارًا لحظتها ، فكانت (وين فلان؟؟)
وفلان هذا ربما حالفه الحظ بأن له من يبحث عنه بين الحطام ، متقدمًا في مراتب الموت عن قتيبة جابر محمد (22 عامًا ) ، الذي جاء من كربلاء طالبًا في جامعة بغداد ، وسكن (قسم السلام الداخلي) ليجد فيما بعد أن الأسماء لا تشبه المسميات وأن “السلام” سيشطب اسمه من بين الطلبة النزول إلى الأبد .
وكان من بين المجهولين طالبان من جامعة بغداد ، الشهيد قتيبة جابر من كربلاء ومروان عقيل من أهالي واسط ، وقد استمر البحث عن صديق أو قريب لهما حتى وقت متأخر من الليل ، فأخذت اتصالات الطلبة تتجه نحو (أَمنيَّة الجامعة) بعد أن يئسوا من أَمنيَّة بغداد ، لكن الخبر اليقين جاء من سيارات (متابعة الجامعة) الذين وجدوا مروان بين المصابين مُودِعًا زميله الدراسي ثلاجات المشفى .
ويقول عضو لجنة الأمن في مجلس المحافظة إن التفجيرات تسعى لتشتيت انتباه عمليات بغداد التي تتقدم في المحافظات غربي البلاد ، في ظل استغلال تنظيم داعش للفراغ الذي خلفّه اتجاههم للأنبار ، مبينًا أن أجهزة كشف المتفجرات ليست قادرة على معالجة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة .
ويوضح المطلبي لـ”عين العراق نيوز” ، “بالإضافة إلى المدنيين فإن التنظيم يستهدف عمليات بغداد انتقامًا لتقدمهم في الأنبار ” فيما أضاف أن “التنظيم يغير تكتيكه بين حين وآخر مما يخطئ المعلومات الاستخباراتية عوضًا عن موضوع (الانتحاريين) صعب المعالجة ” .
وفيما يستمر استهداف المناطق الآمنة بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة تهزّ مناطق متعددة من بغداد وتسقط العشرات بين شهداء ومصابين ، وتتعالى المطالبات بتوفير الأمن للمواطنين والقصاص من مرتكبي الجرائم ، خرّجت جامعة بغداد طالبها مبكرًا لينال “الشهادة” في تفجير الكرادة بعد أن أرادها شهادة (بكالوريوس) لتجري الرياح بما لم يشته ” قتيبة “.
ض ح