ابتكار المعاني الخالدة عند الإمام علي (عليه السلام) وتأثيرها في الموروث الأدبي

627

smz81270

الحكمة – (خاص):

د. حسين لفته حافظ / مركز دراسات الكوفة / جامعة الكوفة

             احتلت حكم ومعاني كلام الإمام علي (ع) المخترعة والمبتكرة منزلة سامية في نفوس الكتاب القدامى والمحدثين، وتناولوها بالشرح والتحليل وإبداء الإعجاب، ومصدر هذا الاهتمام أن هذه الحكم امتازت بالإبداع والابتكار، لأنها صادرة من شخصية عظيمة خبرت فنون الكلام وأساليبه البلاغية، فأنتجت لنا معاني فريدة عجز الكثير عن الإتيان بمثلها, ولاشك أن الموهبة والطبع لها دور كبير في هذا الشأن, وقد دفع إعجاب كبار الكتاب بمعاني الإمام علي (ع) إلى محاكاته تارة والاقتباس من معانيه تارة أخرى، وفي هذا دلالة كبيرة على رفعة وسمو هذه المعاني التي لم يسبق إليها، وهو ما سنكشف عنه من خلال متابعة  حكمته الخالدة التي يقول فيها :  (( قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئ ٍ مَا يُحْسِنُهُ )) وتأثيرها الكبير في التراث الأدبي من خلال متابعة وتحليل النصوص الأدبية التي استفادت منها بشكل مباشر أو غير مباشر .

وقد كانت بدايتنا الأولى مع الجاحظ (ت255هـ) لكونه أقدم من أشار إلى تأثره الواضح بمقولة الإمام (ع) جاء هذا في قوله :

((وقال عليٌّ رحمه الله: قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئ ٍ مَا يُحْسِن، فلو لم نَقف من هذا الكتابِ إلّا على هذه الكلمة لوجدْناها شافيةً كافية، ومجزئة مغْنِية؛ بل لوَجدناها فاضلةً عن الكفاية، وغيرَ مقصِّرة عن الغاية، وأحسنُ الكلام ما كان قليلهُ يُغْنيك عن كثيرِه، ومعناه في ظاهر لفظِه، وكان اللهُ عزّ وجلَّ قد ألبسَه من الجَلالة، وغَشّاه من نُور الحكمة على حَسْب نيّة صاحبه وتقوَى قائِله، فإذا كان المعنى شريفاً واللفظُ بليغاً، وكان صحيح الطبع بعيداً من الاستكراه، ومنزَّهاً عن الاختلالِ مصوناً عن التكلُّف، صنَعَ في القُلوب صنيعَ الغَيث في التُّربة الكريمة، ومتى فَصَلت الكلمةُ على هذه الشّرِيطة، ونفذَتْ من قائلها على هذه الصِّفة، أصَحبَها الله من التوفيق ومَنَحَها من التأييد، ما لا يمتنع معه من تعظيمها صدورُ الجبابرة، ولا يذهَل عن فهمها معه عقولُ الجَهَلة، وقد قال عامر بن عبد قيس: الكلمة إذا خرجت من القلب وقعتْ في القلب، وإذا خرجت من اللِّسان لم تجاوِز الآذان ))([1]). يتضح لنا من تعليق الجاحظ المطول مدى إعجابه الشديد وتأثره الواضح بقدرة الإمام على صياغة المعنى الكبير باللفظ قليلة موجزة معبرة لا تستطيع عبارات أخرى أن تعطي المعنى حقه, والسبب يعود إلى أن الإمام (ع) جاء بالمعنى التام دون زيادة أو نقصان، وقد تعارف علماء البلاغة على عد هذا النوع من الكلام بأنه قد استوفى شروطه حتى تحول إلى مثل سائر على مدى الدهر والعصور.

أما المبرد (ت 286هـ) فقد استفاد من قول الإمام في مجال حديثه عن منزلة العالم في قوله :

“ولكن الله – جل ذكره- لم يُؤت عباده من العلم إلا قليلاً، فمن لم يكن نصيبه في ذلك القليل كالمحتوي على أكثره، ولم يكن أغلب الخصال عليه عقله، وأشرف ما يعتقده عليه تقواه لم يعدّ فاضلًا”. وقال أمير المؤمنين (ع): (قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئ ٍ مَا يُحْسِن)([2]).لقد وضع الكاتب مقولة الإمام(ع) في الموضع المناسب لها، حيث استشهد بها على منزلة الإنسان وعلمه تقاس بمقدرته على إجادة فن من فنونه، وكلما أجاد أكثر ارتفع رصيده من المنزلة الرفيعة وخاصة في مجال العلم والانتفاع به .

وذهب إبراهيم البيهقي (ت 320هـ) في المحاسن والمساوئ في حديثه عن محاسن الأدب إلى توظيف قول الإمام (ع) :

(قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: كفى بالأدب شرفاً أنه يدّعيه من لا يحسنه ويفرح إذا نسب  إليه، وكفى بالجهل خمولاً أنه يتبرأ منه وينفيه عن نفسه من هو فيه، ويغضب إذا نُسِبَ إليه. فأخذ بعض المولدين معنى قوله فقال:

ويكفي خمولاً بالجهالة أنني         أراع متى أُنسب إليها وأغضب

وقال، رحمة الله عليه: قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئ ٍ مَا يُحْسِن. فرواه بعض المحدثين شعرًا فقال:

قال علي بن أبي طالب         وهو اللبيب الفطن المتقن

كلّ أمرئ ٍقيمته عندنا         وعند أهل العلم ما يحسن

وأنشد أبو الحسن بن طباطبا العلوي لنفسه:

حسودٌ مريض القلب يخفي أنينه          ويضحي كئيب البال عندي حزينه

يلوم على أن رحت في العلم راغباً         وأجمع من عند الرواة فنونه

فأعرف أبكار الكلام وعونها              وأحفظ مما أستفيد عيونه

ويزعم أن العلم لا يجلب الغنى         ويحسن بالجهل الذميم ظنونه

فيا لائمي دعني أُغالي بقيمتي         فقيمة كل الناس ما يحسنونه

وقيل: الأدب حياة القلب ولا مصيبة أعظم من الجهل. وأنشدنا الكسروي:

عِيّ الشريف يزين منصبه         وترى الوضيع يزينه أدبه

قال: وسمع بعض الحكماء رجلًا يقول: إني غريب. فقال: الغريب من لا أدب له.

وكان يقال: مَن قَعَدَ به حَسَبُهْ نَهَضَ به أدبُه)([3]).

الملاحظ على البيهقي أنه يركز على مسألة تأثر الأدباء بمقولة الإمام (ع) ومحاولة توظيفها في أدبهم، أي تحويل المنثور إلى منظوم، والسبب هو المعنى المبتكر الذي اشتملت عليه حكمة الإمام(ع) إلا أن الفرق بين الناظم ومقولة الإمام الأصلية أنها اتصفت بالإيجاز في حين احتاج الناظم إلى بيتين من الشعر لكي يحولها إلى كلام منظوم، ومن ثم إشادة الشاعر بحكمة الإمام لأن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا من حكيم خبر فنون الكلام وأساليبه الفنية .

ولم يقتر الأمر عند هذا الحد، إنما راح الكتاب يسرد لنا استفادة الكتاب من كلام الإمام وهو يريد أن يشير إلى هذا التأثير لا ينتهي أو يتوقف عند حد معين .

 أما صاحب الصناعتين (ت 395هـ ) فقد تحدث عن إعجاب الشعراء بقول الإمام ومحاولة محاكاته لأن بعضهم فشل والبعض الآخر نجح في إجادة الأخذ لمعنى حكمة الإمام الخالدة جاء هذا في قوله :

(وأخذ ابن طباطبا (ت322هـ ) قول علي رضي الله عنه : (قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئ ٍ مَا يُحْسِنُهُ) ، فقال:

فيا لائمي دعني أغال بقيمتي         فقيمةُ كلِّ الناس ما يحسنونَهُ

فأخذه بلفظه، وأخرجه بغيضًا متكلَّفًا .

والجيد قول الآخر:

                       فقيمة كل امرئ علمه

فهذا وإن كان أخذه ببعض لفظه فإن كُلًّا في بيته أحسنُ موقعاً منه في بيت ابن طباطبا)([4]).

وأبو هلال العسكري هنا يعقد موازنة أدبية بين الأخذ الحسن والأخذ الرديء، ليقول لنا أن الأخذ قد يكون بالمعنى وقد يكون باللفظ، وما حصل مع ابن طباطبا أنه أخذ لفظ الإمام وأخرجه مستكرهًا, وقد تسامح النّقاد كثيراً في هذا النوع من السرقة, وذلك لأن الألفاظ مشتركة بين الناس جميعاً، ولا يحق لأحد حصرها على الآخرين, وبالتالي فإنَّ مجرد المشابهة بين اللاحق والسابق لا يعدُّ سرقة, إلا أن تدخلها استعارة أو تصحبها قرينةً تُحدِثُ فيها معنًى أو تفيدُ فائدةً ما. إلا أن الموقف هنا يختلف تمامًا، فالناقد يؤكد على أن جملة الإمام السابقة اقترنت باسم الإمام (ع) لأنه المبتكر الأول لها، من هنا  فشل الأديب الذي أراد محاكاتها في إنتاج معنى مؤثر كما فعل الإمام، وفي هذا إشارة واضحة إلى عمق تأثير معنى الإمام (ع), أما الأخذ الحسن من وجهة نظر العسكري يتمثل في أخذ الشاعر لمعنى الحكمة مع بعض التحوير، أي إن الشاعر استبدل لفظة ما يحسن بلفظة العلم وكأنه قام بترجمة مضمون الحكمة.

   أما صاحب كتاب الإعجاز والإيجاز الثعالبي (ت 429هـ) فقد عَدَّ مقولة الإمام علي (ع) من الكلام المعجز والموجز نظرًا لما تشتمل عليه من بلاغة عالية مما دعاه إلى اقتباسها في كتابه ممهدًا لها بقوله :

(قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه  : (قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئ ٍ مَا يُحْسِن)([5]).

ومرد إعجاب الكاتب يتمثل في الإيجاز الذي اشتمل عليه النص، فهو يختزن معاني كثيرة فضلًا عن أنه يصلح لكل عصر وزمان حتى تحول إلى مَثَلٍ يستشهد به في المواضع المناسبة .

أما ابن سنان (ت 466هـ) الخفاجي فقد وظَّف في كتابه سر الفصاحة حكمة الإمام (ع) في حديثه عن الإيجاز في قوله :

(هو الذي اخترناه وقلن أنه في إنه على التحقيق ألفاظ كثيرة، ومعان كثيرة، وكذلك قد وافقنا استقباح التطويل وحمد الإيجاز على ما فسره من معنييهما عنده.

    ويجب أن نحد الإيجاز المحمود بأن نقول: هو إيضاح المعنى بأقل ما يمكن من اللفظ، وهذا الحد أصح من حد أبي الحسن الرماني بأنه العبارة عن المعنى بأقل ما يمكن من اللفظ، وإنما كان حدنا أولى لأنا قد احترزنا بقولنا: إيضاح من أن تكون العبارة عن المعنى وإن كانت موجزة غير موضحة له، حتى يختلف الناس في فهمه فيسبق إلى قوم دون قوم بحسب أقساطهم من الذهن وصحة التصور، فإن ذلك وإن كان يستحق لفظ الإيجاز والاختصار فليس بمحمود حتى يكون دلالة ذلك اللفظ على المعنى دلالة واضحة، وقد قدمنا ما ورد في القرآن من أمثلة ذلك وإن كانت كثيرة يطول استقصاؤها ومنه قول أمير المؤمنين (ع): قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئ ٍ مَا يُحْسِن)، فإن هذه الألفاظ على غاية الإيجاز وإيضاح المعنى وظهور حسنها يغني عن وصفه. وروى أبو الفرج قدامة بن جعفر الكاتب عن أحمد بن يوسف الكاتب أنه قال: دخلت يوماً على المأمون وفي يده كتاب وهو يعاود قراءته تارة بعد أخرى، ويصعد ويصوب فيه طرفه، قال: فلما مرت على ذلك مدة من زمانه التفت إليَّ فقال: يا أحمد أراك مفكراً فيما تراه مني؟ قلت: نعم! وقى الله أمير المؤمنين المكاره وأعاذه من المخاوف، قال: فإنه لا مكروه في الكتاب ولكني قرأت فيه كلاماً وجدته نظير ما سمعت الرشيد يقوله في البلاغة، فإني سمعته يقول: البلاغة التباعد عن الإطالة والتقرب من معنى البغية، والدلالة بالقليل من اللفظ على المعنى، وما كنت أتوهم أن أحداً يقدر على المبالغة في هذا المعنى حتى قرأت هذا الكتاب أتوهم أن أحداً يقدر على المبالغة في هذا المعنى)([6]).

لقد أعجب الكاتب أيَّما إعجاب بقول الإمام (ع)، ولم يجد عبارة أنسب من وصفه بظهور الحسن فهو كالشمس التي لا يحجبها السحاب مهما اشتد وتكاثف، فله روعة في النفوس أتت من دقة اختيار اللفظة، فلم تكن ألفاظه صعبة أو غامضة أو مبتذلة إنما كانت تمتاز بالسهولة والدقة في التعبير عن المعنى، عزز ذلك الإيجاز الدقيق حتى أنه لا يمكن أن تحل كلمة محل كلمة أخرى دون أن يتغير المعنى ويختل، وهذا شأن بلاغة علي (ع), ويبدو أنه مرتبط بالمستوى الثقافي والموهبة العالية التي امتلك الإمام ناصيتها .

وذهب الميداني (ت 518هـ) إلى جعل مقولة الإمام (ع) مثلًا خالدًا في قوله :

(ومن كلام المرتضى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه :(قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئ ٍ مَا يُحْسِنُهُ) ([7]). ومن الجدير بالذكر أن الكُتّاب يتفقون مع الميداني في عدّه حكمة الإمام حكمة خالدة بدليل أننا اليوم نستشهد بها حين يحل موضع الشاهد أو تحصل مناسبة تستدعى هذه الحكمة.

أما الحافظ اليغموري (673هـ) فقد  نقل على لسان محمد بن حفصٍ :

(وكان يقول: جَزَعُكَ في مصيبةِ صديقِك أحسنُ من صبرك، وصَبْرُكَ في مصيبتِكَ أحسنُ من جَزَعِكْ.. قيل له: فلانٌ عليل، أفلا تعوده؟ فقال متمثلًا : (من الطويل):

ولستُ بزوارٍ لمن لا يزوروني         ولستُ أرى للمرء ما لا يرى ليّا

وكان ينشد : (من الكامل):

الحظُّ أنهضُ بالفتى من علمه         فانهض بجدٍ في الحوادثِ أو ذَرِ

وكان يقول: لا تعرف كلمةٌ بعد القرآن وبعد كلام رسول الله (ص) أخصر لفظًا ولا أكمل وصفًا ولا أعمَّ نفعًا من قول أمير المؤمنين عليّ (ع):( قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئ ٍ مَا يُحْسِن). وكان ينشد : (من الخفيف):

قيمةُ المرء مثلُ ما يحسنُ المر         ءُ قضاءٌ من الوصيّ عليّ

قال الصوليّ: ونظمه آخر فقال : (من السريع):

قال عليُّ بنُ أبي طالبٍ         وَهْوَ الإمامُ العالمُ المتقنُ

كلُّ امرئ ٍ قيمتهُ عندنا         وعند أهل العقل ما يحسنُ )([8])

الكاتب هنا يطلق أوصافه المتتالية على جمالية حكمة الإمام(ع) فهي تمتاز بالاختصار والوصف الكامل المقصود منه تمام المعنى، فقد أُعجب نقاد العرب بالكاتب الذي يوفي المعنى حقه, فيبدو للقارئ كاملًا لا نقص فيه, وهم لذلك يذكرون ألوانًا بلاغية يصبح المعنى بها مستوفى، فمن ذلك ما سموه بـ(التتميم) وهو أن يذكر المعنى فلا يدع شيئًا تتم به صحته وتكمل معه جودته ويكون فيه تمامه إلا أورده حتى يصور المعنى تصويرًا مؤثرًا ويحترس من النقص والتقصير .

  أما ابن أبي الحديد (ت 656هـ) فقد نقل لنا كلام الرضي في هذه الحكمة  في قوله :

 (وقال (ع) : قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئ ٍ مَا يُحْسِنُهُ، قال الرضي : و هي الكلمة التي لا تصاب لها قيمة ولا توزن بها حكمة ولا تقرن إليها كلمة) ([9])

وتحدث ابن ميثم البحراني (ت 679هـ) عن هذه الكلمة في قوله :

(الكلمة السادسة قوله (ع): قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئ ٍ مَا يُحْسِنُهُ. أقول: القيمة: يقال بحسب الحقيقة على ما يقوم مقام الشيء ويعوض عنه وهو الثمن ويقال بحسب المجاز على الأمور التي تكتسبها النفس الإنسانية من الهيئات كالعلوم والأخلاق الفاضلة وأضدادها، ووجه المجاز أن التفاوت كما أنه حاصل في قيمة الشيء بحسب تفاوت جوهر المثمن في الجودة والرداءة والشرف والخسة، وبحسب تفاوت أنظار أهل – التقويم ورغبات الطالبين كذلك هو حاصل فيما يحسنه الإنسان مما هو مكتسب له من تلك الهيئات كالاعتقادات المختلفة، فمنها علوم موصولة إلى السعادة الأبدية، ….) ( [10]).

ويعلق الشارح على المقولة بقوله :

  (غرض هذه الكلمة الترغيب في أعلى ما يكتسب من الكمالات النفسانية والصناعات ونحوها، وقيمة المرء مقداره في اعتبار المعتبرين ومحله في نفوسهم من استحقاق تعظيم وتبجيل، أو احتقار وانتقاص، وظاهر أن ذلك تابع لما يحسنه المرء ويكتسبه من الكمالات المذكورة، فأعلاهم قيمة وأرفعهم منزلة في نفوس الناس أعظمهم كمالًا، وأنقصهم درجة أخسهم فيما هو عليه من حرفة أو صناعة، وذلك بحسب اعتبار عقول الناس للكمالات ولوازمها )([11]).

 كشفت لنا هذه الرحلة مع مقولة خالدة من مقولات الإمام علي (ع) مدى تأثر الكتاب والأدباء على مر العصور بكلامه الشريف، فقد كانوا ينتقون الدرر من كلامه الشريف ومن ثم يتحدثون عن إعجابهم مع محاولة بيان أسرار كلامه، وأن هذا الكلام يحتاج إلى قدرة خاصة، ومنهم من كان يجعل من هذا الكلام مثالًا يحتذى به, وهو يقدم زادًا للأجيال القادمة أن تنهل منه وتتعلم منه، فهو الكلام الجامع المانع.

________________________

[1] – البيان والتبيين :1/ 123

[2] – الفاضل في الادب واللغة :254

[3] – المحاسن والمساويء : 213

[4] – كتاب الصناعتين للعسكري : 182

[5] –  الاعجاز والايجاز  للثعالبي :   141ينظر :نهج البلاغة، قصار الحكم، الرقم: 81. وغرر الحكم ودرر الكلم: ص153 ح2829 الفصل الرابع في العمل .

[6] – سر الفصاحة : 176

[7] – مجمع الأمثال : 168

[8] – نور القبس : 245

[9] – شرح نهج البلاغة : 2/125

[10] –  شرحها الشارح (ره) في شرحه على نهج البلاغة هكذا (ص 590 من الطبعة الأولى):

[11] – شرح نهج البلاغة : 590.

( مجلة ينابيع / العدد 63)

ض ح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*