ممثل المرجع الحكيم يدعو علماء المسلمين لمقاومة الفكر السلفي المتطرف وأن لا يسكتوا عنه فيكونوا شركاءه بدماء المسلمين
إندونيسيا – موفد الحكمة: دعا وفد المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله)، علماء الدين في العالم الإسلامي وإندونيسيا بالخصوص, وكذلك الجمعيات والمؤسسات الدينية إلى مقاومة الفكر السلفي التكفيري الذي يكفر ويضلل كل الطوائف الإسلامية ويستبيح دماءهم، جاء ذلك خلال الجلسات الحوارية التي عقدها ممثل المرجع الديني الكبير السيد عز الدين الحكيم والوفد المرافق له مع رئيس وأعضاء فرع جمعية نهضة العلماء في إقليم جاوى الوسطى, السيد عبيد الله صدقة وأساتذة الجمعية، ورئيس جمعية نهضة العلماء في جاوى ورئيس هيئة الشورى في الإقليم وهذه الجمعية هي من اقدم الجمعيات الدينية في إندونيسيا وتضم علماء كبار من أهل السنة.
وأوضح رئيس الوفد السيد الحكيم خلال تلك الحوارات التي جرت كل واحدة منها على حدة عن دور المرجعية وعلاقتها بالناس والمواقف التاريخية التي وقفتها في العصور الماضية منها إعلانها الجهاد ضد الاحتلال البريطاني حينما وقفت مع العثمانيين على الرغم من استبداد الدولة العثمانية للشيعة وممارستها للتميز الطائفي معهم، إلى ذلك عامل الإنكليز الشيعة بخبث حينما سلطوا الأقلية على الشيعة وهم الأكثرية”.
مضيفا ” كما إن للمرجعية دورا آخر حينما وقفت إلى جانب الأكراد السنة وحرمت قتالهم، وذلك كون القتال مهما كانت أسبابه فإنه غير مشروع بين المسلمين”.
وشدد السيد عز الدين الحكيم بقوله “على علماء المسلمين مهام كبيرة بالتصدي للأفكار المنحرفة والمضللة للمسلمين وتكفر فئات منهم وتحل دماءهم وأموالهم التي حرمها الله تعالى”, مشددا بقوله “فيما إذا تركت هذه الأفكار وهذه الحركات تستشري بمجتمعنا المسلم، حينها سيكون علماء المسلمين شركاء بكل قطرة دم تسفك من خلال فتوى هذه الحركات السلفية المتطرفة”.
وأعرب سماحة السيد الحكيم خلال حديثه مع علماء الدين في إندونيسيا عن استغرابه من سكوت علماء الدين تجاه هذه الحركات السلفية الضالة, مشيرا سماحته لهم بقوله إن “السكوت سيفسح المجال لمثل هذه الحركات بالتمادي أكثر وسفك مزيد من الدماء التي حرمها الله سبحانه وتعالى”.
وتطرق وفد المرجعية في حديثه مع عدد من كبار علماء السنة في إندونيسيا إلى حقيقة داعش وحقيقة الصراع الدائر وإنه ليس صراعا طائفيا وإنما صراع سببه تدخل قوى إقليمية ومجاورة من أجل مصالحها الخاصة, وأجاب الوفد عن طروحات علماء الدين السنة من الإندونيسيين “نحن سمعنا وقيل لنا بأن الشيعة يفعلون بالسنة كذا وكذا”، فأجابهم الوفد بأنه “من غير المعقول أن يبني علماء دين أفكارهم وتوجهاتهم بالسماع فقط دون اعتماد الأدلة الشرعية الواجبة”، وقد دعا الوفد علماء السنة أو من يخولونهم بالذهاب بأنفسهم للبحث عن الحقيقة عوضا عن الركون إلى الاقاويل الباطلة التي يجب أن لا تنطلي على عموم الناس فضلا عن علماء الدين”.
وتساءل السيد الحكيم أثناء حواراته مع علماء الدين السنة ورؤساء وأعضاء المؤسسات والجمعيات الدينية الإندونيسية عن تلك الجهة التي لديها إمكانية طبع وتوزيع 10 ملايين كتاب يوزع مجانا على مسلمي إندونيسيا، ويدعو إلى تكفير طائفة برمتها ويضلل المسلمين، وهو مؤشر بتدخل أجنبي ومخابراتي وسلفي تكفيري يعتمد على القتل كمبدأ لنشر افكاره الضالة لزرع الفرقة بين المسلمين.
وأردف سماحة السيد عز الدين بقوله “إذا بقي علماء الدين على صمتهم ولم يتدخلوا بشكل جدي وسريع فإن الشعب الإندونيسي الطيب والمسالم سيقع بنفس المشكلة التي وقعت في بلدان أخرى.
يذكر أن المؤسسات والجمعيات الدينية التي التقاها الوفد يوم أمس الجمعة شملت جمعية نهضة العلماء في اقليم جاوى الوسطى (محافظة سامارانغ), ورئيس وأعضاء معهد فتوحية والذي يضم أربعة آلاف طالب، ورحب السيد عبيد الله صدقة بالوفد وكان متعاطفا جدا مع اطروحات ممثل سماحة المرجع الحكيم دام ظله ، كما التقى الوفد بأعضاء جمعيات ورؤساء مؤسسات كثيرة تم من خلالها نقل وجهة نظر المرجعية في الأمور العامة, و تم توجيه دعوات من قبل مركز الحكمة للحوار والتعاون للمشاركة بالندوات التي يقيمها في العراق وخارجه، كما وجهت العديد من المؤسسات الدينية وغيرها في جمهورية إندونيسيا الدعوة لمركز الحكمة للمشاركة في المؤتمرات التي ستقام مستقبلا في اندونيسيا.
ك ح/س ف