(صور) قتلة الشهيد “حسن شحاتة” الشيعي هم الاستثناء الوحيد من اعدامات بالجملة
الحكمة – متابعة: قالت مصادر قضائية إن محكمة مصرية قضت أمس السبت بسجن 23 رجلا 14 عاما لكل منهم لإدانتهم بقتل أربعة من الطائفة الشيعية بينهم الشخصية البارزة في مصر الشيخ حسن شحاتة في 2013 .
واستشهد حسن محمد شحاتة الذي كان من ابرز الوجوه العلمية والاخلاقية في مصر وشقيقه ونجله وأحد أصحابه في 23 حزيران / يونيو 2012 في منطقة ابو النمرس بالجيزة (جنوب القاهرة) .
وقال مصدر إن محكمة جنايات الجيزة برأت ثمانية آخرين من تهم القتل والشروع فيه وإشعال النار في منزل خلال وجود المجني عليهم .
وكان أهالي قرية أبو مسلم تجمعوا، وهاجموا المنزل بأمر التكفيريين المحرضين بعد أن تردد بين السكان أن احتفالاً دينياً بمناسبة ولادة الامام الحجة (ع) يقام فيه .
وكان شهود العيان قالوا إن الحشد رشق المنزل بالزجاجات الحارقة وهاجمه وسحل الجثث في شوارع القرية الضيقة .
وقال مصدر إن الحكم قضى بالسجن المشدد للمحكوم عليهم ما يعني ألا ينال أي منهم عفوا عن جزء من العقوبة نتيجة حسن السير والسلوك في السجن .
والحكم قابل للطعن عليه أمام محكمة النقض. وقال محام إنه سيتخذ هذا الإجراء في الموعد القانوني.
وأكد المفكر الشيعي الدكتور أحمد راسم النفيس أن النيابة العامة أحالت قضية قتل الشيعي حسن شحاتة وآخرين إلى المحكمة بتهمة القتل العمد، ولكن المحكمة حوَّلت التهمة إلى “ضرب أفضى إلى الموت”، وليس إلى “قتل عمد”.
وأشار الى أنه لا يعلم مدى قانونية هذا الأمر، لكن في الحالة الواقعية كل الدلائل تشير إلى أنها قتل عمد بعد هذا التجمع وهذا التحريض الذي رأيناه في مقاطع الفيديو .
وأضاف النفيس، في تصريحات خاصة لـ”الوطن”، أن الأجهزة الأمنية لم تقم بإحالة المحرضين على هذه الواقعة إلى المحاكمة، بدعوى أنهم خارج البلاد ولكن في حقيقة الأمر هناك شخصيات داخل البلاد.
ولفت المفكر الشيعي إلى أن الأمة الإسلامية تتعرض لحرب وجودية من التنظيمات التكفيرية الإرهابية، واصفًا قتلة الشيعة الابرياء بأنهم “وهابيون لا ينتهجون منهج الأزهر” .
وتقول حكومات أجنبية ومنظمات حقوقية إن هناك تمييزا ضد الأقليات الدينية في مصر ومنها الشيعة.
ووقعت هذه الاحداث قبل 10 ايام من الاطاحة بالرئيس الاسبق محمد مرسي السلفي المنهج في الثالث من تموز/يوليو 2013.
وكانت حوالي عشرون أسرة شيعية تقيم في قرية أبو مسلم آنذاك .
وتنشط الجماعة السلفية المتطرفة في مصر، وتكفر أتباع مذهب أهل البيت (ع)، وكان التكفيريون من الجماعة يحرضون في مناسبات علنية كثيرة ضد الطائفة الشيعية في البلاد.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن الجماعة السلفية كانت تتلقى دعما ماليا كبيرا من السعودية في نشاطها المحرض ضد الطائفة الشيعية في مصر.
ولا يوجد إحصاء دقيق معلن لعدد الشيعة في مصر. وبحسب تقرير الحريات الدينية الذي اصدرته الخارجية الاميركية في العام 2006 .
ولكن الطائفة الشيعية تشكو من الاقصاء ومن عدم تمكينهم من اماكن خاصة بهم للعبادة وفق قوانين حريات الدين في مصر .
ويعترف الأزهر بالمذهب الشيعي منذ ستينيات القرن الماضي إلا أن الإمام الأكبر للأزهر الشيخ أحمد الطيب انتقد أكثر من مرة “المد الشيعي” في المنطقة .
ويرى الكثير من المتابعين، ان قضية قتل “شحاته” التي جرت بوحشية وعن عمد، وشارك فيها العشرات من أهل القرية، لم تلق اهتماما حكوميا في القصاص من الجناة، سيما وأن معظم الأحكام الصادرة بحق المعتدين تعتبر أحكاما مخففة.
يذكر أن القضاء المصري في عهد الرئيس الحالي “عبد الفتاح السيسي” أصدر أكثر من 547 حكماً بالإعدام وعدداً أكبر من أحكام السجن المؤبد كعقوبة على العنف أو النشاط السياسي، وقد صدر كثير منها بعد محاكمات جماعية تتضمن مؤيدين مزعومين للإخوان وغيرهم من الإسلاميين، بحسب تقرير أصدرته منظمة “هيومن رايتس وتش” العالمية مؤخرا.
(أبنا)
س ف