مقاتلون باكستانيون إلى سورية بأموال بحرينية لمحاربة الشيعة

229

405172

   في الوقت الذي أعلنت فيه جمعية “الأصالة” البحرينية عن حملة تبرعات لتسليح 1640 مقاتلاً في سورية، ذكرت وكالة الـ “أسوشييتد برس” في تقرير لها من باكستان، أن مقاتلين  باكستانيين متشددين بدأوا بالانضمام إلى المسلحين ضد النظام السوري بتمويل من جهات بحرينية وخليجية.

 ذكرت وكالة الـ “أسوشييتد برس” في تقرير لها من باكستان، أن مقاتلين باكستانيين متشددين بدأوا بالانضمام إلى المسلحين ضد النظام السوري بتمويل من جهات بحرينية وخليجية.

 ونقلت الوكالة في تقريرها عن أحد المقاتلين الباكستانيين، واسمه «سليمان»، أنه قضى أعواماً في محاربة المسلمين الشيعة في باكستان، باعتباره منتمياً إلى واحدة من الجماعات المتشددة الأكثر رعباً في تلك البلاد، بحسب ما ورد في التقرير، الذي أشار إلى أنه (سليمان) في طريقه إلى ساحة حرب طائفية جديدة في سورية، إذ يخطط للانضمام إلى المقاتلين ضد النظام السوري؛ لأنه يعتقد أن ذلك يزيد أجره في الآخرة.

 يأتي ذلك في الوقت الذي أشارت تقارير أخرى عن قيام جماعات وشخصيات سياسية في البحرين بجمع الأموال لتسليح المجموعات الارهابية في سورية.

 وقد لفت تقرير الـ أسوشييتد برس من باكستان إلى أن سليمان يعتبر واحداً من المقاتلين، الذين غادروا إلى سورية في الأشهر الأخيرة، وأن تزايد أعداد المقاتلين من المتطرفين الإسلاميين يعقد جهود الولايات المتحدة الأميركية لمساعدة المتمردين في سورية.

 وجاء في التقرير “العديد من المقاتلين مثل سليمان يعتقدون أنهم يجب أن يساعدوا الأغلبية السنية في سورية لهزيمة نظام (الرئيس السوري بشار)«الأسد». ووجود متطرفين إسلاميين في سورية يقوض جهود الولايات المتحدة لمساعدة المتمردين هناك، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى وقوع الأسلحة في نهاية المطاف في أيدي أعداء أميركا”.

 واستند التقرير إلى تأكيدات ثلاثة مسئولين في المخابرات الباكستانية، التي يقع مقرها في المنطقة القبلية على الحدود مع أفغانستان، وكذلك المتشددين أنفسهم، الذين أكدوا أن من غادروا باكستان إلى سورية هم أعضاء من تنظيم “القاعدة” وحركة “طالبان” الباكستانية وجماعة “عسكر جنجوي”.

 وأشار التقرير إلى أن المقاتلين من باكستان ينقسمون إلى فئتين، إحداهما تضم المقاتلين الأجانب القادمين من بلدان مثل أوزبكستان وتركمانستان ومن دول الشرق الأوسط، الذين يُرجح أنهم جاءوا إلى المنطقة القبلية في باكستان لمحاربة القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، ويرون في سورية وجهتهم المقبلة، وفقاً لما أكده مسئول في المخابرات الباكستانية.

 فيما ذكر عدد من مقاتلي حركة طالبان أن هذه المجموعة تضم أعضاء من تنظيم القاعدة، الذين يدربون أفراداً تابعين إلى حركة طالبان في صنع القنابل، ويتجهون الآن إلى ساحة المعركة في سورية.

 إلا أن المصادر التي استند إليها التقرير لم تحدد العدد الإجمالي للمقاتلين الذين غادروا باكستان إلى سورية، أو الطرق التي اتخذوها للوصول إلى الشرق الأوسط.

 وأكد التقرير نقلاً عن المقاتل في شمال سورية «محمد كنعان» أن عدداً من الباكستانيين جاءوا للقتال في منطقته لكن ليسوا بأعداد كبيرة، وأن غالبية المقاتلين هم من العراق والجزائر وتونس والسعودية.

 أما الفئة الثانية من المقاتلين، فتضم الجماعات المنتمية إلى حركة طالبان وجماعة عسكر جنجوي، الذين يتجهون إلى سورية هرباً من المراقبة الشديدة التي يتعرضون لها من قبل السلطات الباكستانية، وتحول دون تمكنهم من القيام بعمليات في الداخل، وذلك بحسب ما أكده أحد المنتمين إلى حركة طالبان «واسمه حمزة: لأسوشييتد برس.

 والفئة الثانية هي التي ينتمي إليها سليمان، الذي كان قد اعتقل خلال الهجوم على مبنى المخابرات في مدينة لاهور، وأسفر عن مقتل 35 شخصاً على الأقل، ونقل التقرير تصريحاً عنه قال فيه “لدينا هدف واحد هو محاربة الشيعة والقضاء عليهم. وسيكون أكثر جدوى محاربة الشر هنا، ثم السفر لهذا الغرض النبيل جداً”.

 وأكد التقرير أن سليمان هو واحد من نحو 70 مسلحاً تم إرسالهم إلى سورية في الشهرين الماضيين من خلال شبكة تدار بشكل مشترك من قبل حركة طالبان الباكستانية وعسكر جنجوي، وأن المتشددين جاءوا من مختلف أنحاء باكستان، بما في ذلك محافظات بلوشستان والبنجاب وخيبر بختونخوا ومدينة كراتشي.

 وأشار كذلك إلى أنه من المتوقع أن تغادر في الأسابيع المقبلة مجموعة أخرى تضم 40 مسلحاً، إلا أن أعضاءها لن ينضموا إلى جبهة النصرة في سورية.

 وأكد التقرير نقلاً عن عضو حركة طالبان، واسمه حمزة، أن المسلحين يسافرون إلى سورية عبر طرق مختلفة، وأن بعضهم يأخذون عائلاتهم معهم، مشيراً إلى أن غالبية المقاتلين يغادرون سرّاً عبر زوارق سريعة من ساحل بلوشستان إلى العاصمة العمانية (مسقط)، ومن ثم يسافرون بعد ذلك إلى سورية.

 أما الجماعات الأخرى – بحسب حمزة – فتسافر من باكستان إلى سريلانكا وبنغلاديش والإمارات والسودان، ثم يشقون طريقهم إلى سورية، مؤكداً في هذا الصدد أن التمويل يتم من مصادر في البحرين والإمارات.

جمع الأموال في البحرين

 واستمرت حملة التبرعات التي يرأسها الأمين العام لجمعية “الأصالة” البحرينية النائب «عبدالحليم مراد» لدعم المعارضة المقاتلة في سورية، والذي دعا عبر حسابه الشخصي في “تويتر” إلى استمرار تقديم التبرعات لإعانة الشعب السوري وتجهيز الغزاة، عبر عدد من المساجد منذ بدء شهر رمضان المبارك.

 وكان وفداً عن جمعية الأصالة برئاسة مراد، توجه إلى سورية في نهاية شهر يونيو/ حزيران (2013، وقدم المساعدات إلى نحو 30 ألف سوري في المناطق الخاضعة لسيطرة ما يسیمی بـ”الجيش السوري الحر”، بحسب ما أعلن أعضاء في الوفد عبر وسائل الإعلام.

 كما تناقلت بعض وسائل الإعلام تصريحات لبعض أعضاء الوفد، أكدوا خلالها أن حملة المساعدات إلى سورية تمكنت من تسليح نحو 1640 من المقاتلين في سورية، من خلال توفير التمويل لهم لاستخدام الأسلحة والذخائر.

 وكان وفد من جمعية الأصالة الإسلامية، ضم رئيس الجمعية «عبدالحليم مراد» والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب «عادل المعاودة» والنائب السابق «حمد المهندي» و«فيصل الغرير» التقوا مع أفراد في “الجيش السوري الحر”، في شهر أغسطس/ آب من العام الماضي (2012).

 ونشر مراد عبر حسابه على تويتر حينها، صوراً للقائه وأعضاء الوفد مع “قائد صقور الشام للجيش السوري الحر”، من بينها صورة لمؤتمر صحافي عقده الوفد مع أفراد من الجيش السوري الحر.

 وأشار مراد عبر تغريداته، إلى أن “الوفد تمكن من دخول الأراضي السورية بغرض توصيل مساعدات أهل البحرين باليد لتجهيز المجاهدين في الجيش الحر” حسب قوله.

“الشفافية” تستغرب الصمت الرسمي

 وفي هذا الصدد؛ قال رئيس جمعية “الشفافية” البحرينية «عبدالنبي العكري» “إن التبرعات التي توجهها بعض الجمعيات في البحرين إلى المسلحين في سورية باتت أكبر من مسئولية وزارة التنمية الاجتماعية على هذا الصعيد، وخصوصاً أن ممثلين عن هذه الجمعيات ونواباً تمكنوا من الدخول إلى سورية بطريق التسلل، وأعلنوا بشكل واضح أنهم يقدمون المساعدات إلى الجيش الحر”.

 وتابع “ما يُستغرب له أن وزارتي الخارجية والداخلية لم تتخذا إجراءات بشأن من اخترق سياسة بلد آخر، على رغم أن الأمر ليس خفيّاً، وهناك دعم معلن لتجهيز غزاة وإرسال مقاتلين إلى سورية، في الوقت الذي لم تعلن فيه الحكومة البحرينية بعد إقرار تقديم مساعدات إلى الجيش الحر في سورية”.

 وختم حديثه بالقول “نحن مع إرسال مساعدات إلى اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا، كإخوان لنا، والمساعدات الإنسانية واجبة، لكن ذلك يجب أن يتم عبر وزارة التنمية الاجتماعية، أمّا أن ترسل مساعدات لتأجيج الحرب فهو أمر مرفوض، وعلى الجهات الرسمية أن تعلن موقفها من هذا الأمر”.

 وفي مايو / آيار 2013، قتل «عبدالرحمن عادل الحمد» (19 عاماً) في المعارك الدائرة بسورية، وعبدالرحمن هو نجل خطيب جامع “النصف” الشيخ السلفي «عادل الحمد».

 ومن التغريدات التي كان عبدالرحمن، وهو من مواليد العام 1994، غرد بها في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) “الجهاد ليس قتالاً فحسب بل هو بذرة تزرع في الصغار وتروى بدماء الشباب ويقطف ثمرتها كل فرد في الأمة الإسلامية”.

 يشار إلى أن الشيخ السلفي الحمد عرف عنه الدعوة إلى “الجهاد في سورية”، داعيا إلى التحريض على القتال، ومنها دعوته لاستغلال الإجازة الصيفية في الجهاد والتحريض بالمال والنفس.

المصدر: أبنا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*