المرجعية العليا تدعو لإشراك العقول العراقية المتخصصة في حل مشاكل البلاد وتطالب بتأجيل الامتحانات الوزارية
كربلاء – الحكمة: جددت المرجعية الدينية العليا دعوتها للمسؤولين الحكوميين للاهتمام بالمتطوعين والجيش وأبناء العشائر الغيورة المدافعين عن البلاد أمام الهجمة الإرهابية، كما دعت المرجعية الجهات ذات العلاقة إلى ضرورة إشراك العقول العراقية وأصحاب الاختصاص في الجامعات في حل المشاكل التي يمر بها العراق كشحّة المياه التي تهدد البلد وكذلك بعض المشاكل الاقتصادية والنقدية، إضافة الى دعوتها لوزارة التربية لتأجيل الامتحانات إلى ما بعد شهر رمضان المبارك حرصا على مستقبل الطلبة “إن لم تكن هناك موانع من ذلك”.
وقال ممثل المرجع السيستاني السيد أحمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة, اليوم, ما نصه أن اندفاع الإخوة المتطوعين و الجيش وأبناء العشائر الغيورة للدفاع عن البلاد أمام الهجمة الإرهابية، أقام الدليل القاطع على أن اعداداً كبيرة من أبناء هذا البلد شيباً وشباناً مستعدون للتضحية بأنفسهم وأرواحهم في سبيل حماية الشعب ومقدساته، موضحا أن هؤلاء يستحقون من الجميع وخاصة من أصحاب القرار من المسؤولين في الدولة كل العناية والاهتمام بالقياس إلى آخرين يتنعمون بالكثير من المزايا من غير أن يقدّموا شيئاً يذكر لبلدهم وهو يمرّ بهذه المحنة القاسية”.
وأضاف الصافي “لو قارنا بين شاب ترك الأهل والأحبّة ورابط في ساحات القتال مع قلّة إمكانياته ووطّن نفسه على الشهادة وهو لا يُريد جزاءً إلا أن يبقى هذا البلد صامداً منيعاً من استهدافه من الإرهابيين أو بين من فقد أحد أطرافه أو كليهما ولا زال موجوداً في ساحات المعركة وهو يعلّم الاصحّاء الثبات والشجاعة ويمدهم بمعنويات عالية، نقول لو قارنّا بين هؤلاء الإخوة وبين بعض الانفار الذين ليس لهم همّ إلا مصالح انفسهم ويعطلون لأجلّها تطور البلد ويستنزفون قدراته ويتنعمون بخيراته بلا أن يقدموا خدمة حقيقية له.. لوجدنا اختلافاً كبيراً بين القيم والمبادئ التي تحكم الطرفين، فمن كان في موقع المسؤولية وبيده القرار فعليه أن لا يساوي بينهما ولابد أن يولي اهتماماً أكبر وعناية أزيد بتلك الشريحة المضحية بأعز ما تملك في سبيل عزّ العراق وشعبه وحمايته من دنس الإرهابيين”.
ودعا السيد أحمد الصافي الجهات ذات العلاقة إلى ضرورة إشراك العقول العراقية وأصحاب الاختصاص في الجامعات في حل المشاكل التي يمر بها العراق كشحّة المياه التي تهدد البلد وكذلك بعض المشاكل الاقتصادية والنقدية بقوله “لقد ذكرنا في أكثر من مناسبة أن هناك عقولا عراقية مبدعة وفي مجالات شتّى وخصوصاً في الوسط العلمي في الجامعات والمعاهد ومراكز البحوث وإن هذه الأوساط تزخر بالكثير من العلماء الذين يمكن الاستفادة منهم في حل جملة من المشاكل الاقتصادية والمالية والعسكرية وغيرها، داعيا إلى إشراك هؤلاء الأساتذة في حل هذه المشاكل كمشكلة شحّة المياه التي تهدد البلد وكذلك بعض المشاكل الاقتصادية والنقدية، موضحا أن الاستفادة من خبرة هؤلاء من أهل الاختصاص سيوفّر على الدولة الكثير من الجهد والمال وفي نفس الوقت من المؤمل أن تؤدي إلى وضع حلول مناسبة للعديد من المشاكل التي تعاني منها البلاد, داعيا كافة مؤسسات الدولة إلى الاستعانة بهؤلاء الأساتذة وطرح أمهات المسائل عليهم مع توفير الإمكانات والوسائل اللازمة لهم في سبيل حلّها.
من جانب آخر دعا ممثل المرجع السيستاني وخطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف وزارة التربية إلى تأجيل الامتحانات إلى ما بعد شهر رمضان المبارك حرصا على مستقبل الطلبة “إن لم تكن هناك موانع من ذلك”, حيث قال بهذا الخصوص ما نصه “إن من الشرائح المهمة في بلدنا كما في سائر البلدان هم شريحة الطلبة الذين نعتزّ بهم ونراهن عليهم في النهوض بالبلد وهم ذخيرته الذين يُنتظر منهم العطاء المستقبلي والملاحظ أن الطلبة الاعزاء في المراحل الاعدادية النهائية يمرّون في هذه السنة ببعض الحرج إذ أن شهر رمضان المبارك قد حلّ وهم على وشك الدخول في الامتحانات الوزارية العامة التي تحدد نتائجها مستقبلهم العلمي ولكن الجو حار وساعات التزويد بالكهرباء قليلة فهم يجدون صعوبة في الجمع بين صيام الشهر الفضيل وبين الاستعداد للامتحانات بالشكل المطلوب كي يضمنوا تفوقهم فيها “.
وبين السيد أحمد الصافي أن الكثير من الطلبة طالبوا منا أن تطرح مشكلتهم أمام أنظار المسؤولين عسى أن يجدوا لها حلاً كتأجيل الامتحانات إلى ما بعد شهر رمضان المبارك إن لم تكن هناك موانع من ذلك، داعيا وزارة التربية النظر بعناية إلى طلب هؤلاء الأعزّة من أبنائنا الطلبة.
(وكالة نون)