قوميات وأديان العراق تجمعها كلمة لاجئ في مخيم عربت
السليمانية – الحكمة – وكالات: الساكنون في مخيم البلدة الشمالية الصغيرة يعتادون على التعامل مع مختلف اللغات واللهجات والمعتقدات، وكلها تروي قصة “داعش”.
لم يستقبل أي مخيّم آخر لاجئين من قوميات وأديان مختلفة مثلما حدث في مخيّم عربت الذي امتلأ مرات عدة بالنازحين طوال العامين الماضيين.
ناحية عربت تلك المدينة الصغيرة التي يقطنها الأكراد وتقع جنوب مدينة السليمانية استقبلت أكثر من 2700 عائلة أي قرابة 16 ألف نسمة من النازحين من مختلف القوميات والأديان والمذاهب.
يقول بيام سلام مدير مخيّم عربت “سكان المُخيّم من النازحين هم من الأكراد والعرب والتركمان والشبك والآيزيديين والسوريين، والعرب منهم ينقسمون بين السنة والشيعة وكل تلك المكونات تجمعها كلمة لاجئ”، بحسب ما نقل عنه موقع نقاش الاخباري.
ويؤكد سلام إن الناحية كانت تضم مخيّما واحدا كان مخصصا للاجئين السوريين وبعد أحداث سقوط مدينة الموصل العام الماضي زادت أعداد النازحين، لذلك تم نقل النازحين السوريين إلى مخيم “باريكا” شمال الناحية. وسكن النازحون من الأنبار والموصل وصلاح الدين بدلاً منهم فيما سكن المسيحيون في مخيّم منفصل قرب ناحية سيتك شرق مدينة السليمانية.
كاوة محمد صاحب محل لبيع المواد الغذائية في الناحية قال إنه ومنذ حزيران/يونيو 2014 تتوافد لناحية عربت موجات جديدة من النازحين الذين يختلفون في ثقافتهم ولغتهم وتقاليدهم حتى اعتاد الناس على التعامل مع مختلف اللغات واللهجات.
الموصليون كانوا من أوائل نازحي الداخل الذين وصلوا إلى مخيّم عربت عقب سيطرة جماعة داعش على مدينة الموصل في العاشر من حزيران من العام الماضي.
نبيل المهندس أحد سكان المخيّم غادر مدينة الموصل بعد سقوطها بيد جماعة “داعش” إلى منطقة تل عدس شمالها واستقر هناك أياماً عدة وبعد تعرضها لهجوم من قبل الجماعة انتقل إلى مدينة ألقوش في منطقة سهل نينوى ثم انتقل إلى مدينة كركوك ومن هناك إلى مخيّم عربت في السليمانية.
لا تختلف قصة المهندس عن قصة علي قنبر الذي ينتمي إلى طائفة الشيعة الشبك والذي غادر منزله بعد العاشر من حزيران باتجاه مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان ثم إلى مخيّم عربت.
كان قنبر من أوائل النازحين الذين وصلوا إلى المخيّم وكان يقطنه آنذاك نازحون من سوريا فانتظر عشرين يوماً في إحدى المدارس قبل الحصول على خيمة لعائلته.
المواطن التركماني كمال يحيى استمرت معاناة نزوحه من منزله في قضاء تلعفر (غرب مدينة الموصل) إلى مخيمات النازحين في عربت قرابة ثلاثة شهور حيث ترك منزله وتوجه إلى قضاء سنجار وقضى هناك أربعة أيام، ومن ثم توجه مع عائلته إلى ناحية ربيعة ثم إلى سد الموصل الذي كانت تسيطر عليه قوات البيشمركة آنذاك، ثم إلى منطقة تل العدس التي مكث فيها قرابة شهرين قبل أن تتعرض هي الأخرى لهجوم “داعش” فغادرها إلى عربت.
أما مراد متو وهو أحد النازحين من سنجار فاستطاع الوصول إلى المخيّم بعد رحلة طويلة، إذ فرَّ هو وعائلته إلى جبل سنجار وعانى هناك الجوع والعطش حتى استطاع التوغل في الأراضي السورية ومن هناك توجه إلى قضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك ليكمل رحلته إلى عربت.
آخر الواصلين إلى عربت كانوا من محافظات صلاح الدين والأنبار، والأخيرة مازال سكانها يتدفقون إلى مدينة السليمانية ومخيماتها.
لم تقتصر حركة النزوح على العراقيين فقد وصلت في بداية العام الحالي أكثر من 500 عائلة نازحة من مدينة كوباني (عين العرب) السورية إلى مخيّم عربت، بعدما شنت جماعة داعش هجوماً واسعا على هذه المدينة ذات الغالبية الكردية كما يقول مدير “مجلس اللاجئين الكرد” في السليمانية خالد عبد الله.
ويشتكي النازحون في عربت من ضعف الخدمات المقدّمة لهم خصوصاً وإن منطقة عربت تشتهر بشتاء بارد وصيف حار فضلاً عن ضيق مساحة الخيمة وكثرة حوادث الحرائق التي تنتج عن تماس الكهربائي أو بسبب انفجار المدافئ النفطية والطباخات.
وقال جيا حسين مسؤول مكتب وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في السليمانية إن المخيّمين في ناحية عربت يضمان نازحين من مختلف المحافظات العراقية وكذلك من الأكراد السوريين وإن جميع المخيّمات مؤمنة بواسطة رجال الشرطة والأمن والذين يقومون بفك أي تصادم أو مشكلات تقع بين النازحين.
وأوضح إن التعايش السلمي بين النازحين جيد بسبب قضيتهم المتشابهة، فهم جميعاً هربوا من مناطقهم الأصلية نتيجة ظلم وقسوة جماعة داعش.
وأضاف “قامت وزارة الهجرة بصرف 20 مليار دينار في مجالات التعليم والتربية لكن هذه التخصيصات غير كافية بسبب تزايد أعداد النازحين”.
(ميدل ايست اونلاين)
س ف