تحذيرات من انقراض منتجات السعف في العراق
الحكمة – متابعة: اعتماداً على سعف النخيل الأخضر واليابس، والذي يعرف باسم “الخوص”، تتشكل مختلف المصنوعات، من مهنة صناعة السعف، والتي عرفت في بلاد وادي الرافدين منذ عقود عدة.
وللحرفة اليدوية مكانة لدى كثير من العراقيين، وقد انتعشت وراجت صناعتها في سنوات الحصار الاقتصادي على العراق، خاصة ممن يقطنون القرى والأرياف، أو الأماكن التي تكثر فيها زراعة النخيل، وتناقلتها الأجيال من الأجداد إلى الآباء والأحفاد.
أم خالد تمتهن هذه الحرفة منذ 35 عاماً، تقول لـ”العربي الجديد”: “توارثت هذه الحرفة عن والدي رحمه الله، حين كنا صغاراً كنا نجلس أنا وإخوتي بالقرب منه، لنتعلم ما يقوم به، بعد أن يجمع سعف النخيل أو يشتريه أحياناً، ثم يقوم بتطريته بالماء، وبعدها يبدأ بتشكيل وصناعة المطلوب منه في السوق، مثل السلال و(المكنسة)، والتي تباع بكثرة في المدن، وغيرها الكثير من المصنوعات”.
وتضيف أم خالد “بمرور الوقت بدأنا نتعلم أشياء جديدة ونواكب التطور، لذا أضفنا إلى مصنوعاتنا أشياء كثيرة، لم نكن نصنعها في السابق، ونعمل أحيانا بحسب ما يطلب منا الزبون”.
وتعبّر أم خالد عن استيائها من تراجع أهمية المهنة، وقلة العاملين فيها، واعتبرت أن الحفاظ على هذه الحرفة أمر مهم، ليس فقط لاعتماد الكثير من العوائل عليها كمصدرٍ للعيش، وإنما لأنها تمثل تراثاً شعبياً لجميع العراقيين.
ويرى حمادة الزهيري؛ تاجر وحرفي في مصنوعات السعف، أنّ أسباب تراجع هذه الحرفة، ليس لقلة أعداد الحرفيين العاملين فقط أو عدم كفاءة بعضهم، بل لأن الناس باتوا يقبلون على المصنوعات البلاستيكية والخشبية المستوردة وغيرها، ويفضلونها على منتجات السعف التي كان لا يخلو منها أي بيت عراقي، كما كان ارتفاع سعر السعف بعد موت الكثير من النخيل، سبباً في تراجع وانحسار الحرفة، حيث يعتبر السعف المادة الأساسية في صناعة هذه المنتجات.
س ف