دراسة: الموجات فوق الصوتية (السونار) قد تعالج الجروح المزمنة
342
شارك
الحكمة – متابعة: أشارت دراسة بريطانية حديثة إلى أن تمرير تيار من الموجات فوق الصوتية (السونار) يمكن أن يساعد في علاج الجروح المزمنة والمستعصية بصورة أسرع.
وأظهرت اختبارات أجريت على الحيوانات ونشرت في دورية “طب الأمراض الجلدية الاستقصائي” أن فترات العلاج يمكن أن تقل بنحو الثلث تقريبا بفضل استخدام مثل هذه الموجات.
وقال خبراء إن النتائج الأولية كانت “مدهشة للغاية”، لكن هناك حاجة لإجراء اختبارات مماثلة على البشر.
ويعاني أكثر من 200 ألف شخص في بريطانيا من جروح مزمنة قد تستغرق أسابيع كي تندمل.
وتستخدم الموجات فوق الصوتية بالفعل في علاج بعض إصابات العظام.
وأجرى فريق من جامعتي شيفلد وبريستول اختبارا لهذه التكنولوجيا على فئران تعاني من جروح مزمنة لا تندمل بسهولة وتصاب غالبا بالعدوى.
وتمثل قرحة الضغط أو الفراش، من جراء الاضطجاع أو الجلوس في نفس الوضع لفترة طويلة جدا وتقرحات القدم جراء مرض السكري نوعين من الجروح المزمنة.
وتشيع هذه التقرحات حينما نكبر في السن بسبب ضعف قدرة أجسامنا على إصلاح نفسها.
الموجات فوق الصوتية
وتعمل الموجات الصوتية العالية التردد على اهتزاز الخلايا في منطقة الجرح وحولها، وتؤدي هذه العملية إلى تنشيط الخلايا بشكل فعال لجعلها أكثر استجابة للتعامل مع الجروح.
وأظهرت الدراسة أن فترات التئام الجروح انخفضت في كل من الفئران كبيرة السن والمصابة بالسكري، من تسعة إلى ستة أيام.
وأوضحت أن الموجات فوق الصوتية “تعيد معدلات التئام الجرح لنظيراتها في الحيوانات الصغيرة الصحية”.
وبدأ فريق الدراسة في هذه الاختبارات علاج الجروح قبل أن تتحول إلى مزمنة، ولذا فإنهم سيكونون بحاجة إلى اختبار فاعلية الموجات فوق الصوتية على الجروح التي يبلغ عمرها أسابيع.
وقال الدكتور مارك باس، وهو أحد الباحثين من جامعة شيفلد، في تصريح لبي بي سي “يستند العلاج حاليا إلى منع العدوى والمساعدة في اندمال الجرح، ومن خلال الموجات فوق الصوتية فإننا نعزز من علاج الجرح”.
وأضاف “أنها تنشط عملية الاندمال الطبيعية وهذا هو السبب في أنها تمثل علاجا مثيرا للاهتمام، إذ تعمل الموجات فوق الصوتية ببساطة على تنشيط الخلايا للقيام بالمهام الطبيعية التي تؤديها”.
ويحتاج الباحثون حاليا إلى دراسة هذه النهج العلاجي على البشر، والذي من المتوقع تجربته في العام المقبل.
وأوضح الدكتور باس “إننا ندرس حاليا حالات 200 ألف مريض يعانون من جرح مزمن، وجميع هؤلاء يمكنهم الاستفادة بشكل جيد من هذه التكنولوجيا”.
ويستخدم الباحثون على نطاق واسع نفس المعدات المستخدمة في الفحص بالموجات فوق الصوتية للنساء الحوامل.
وقال الدكتور جون كونيلي من كلية الملكة ماري بجامعة لندن “هناك تقريبا تغير تام في اتجاه علاج الجروح، وهو أمر مثير للدهشة تماما”.
والسؤال هل من الممكن أن يصبح هذا علاجا؟
وقال “أعتقد أن ذلك ممكن، لكن هذه مسألة كبيرة لأن علاج الجروح يكون مختلفا تماما بين البشر والفئران”.
وأضاف “أحد الطرق المهمة في علاج الجروح هو الضغط السلبي، وهو وضع الجرح تحت فراغ، يعمل من خلال التحفيز الميكانيكي، ولذا فإنه من المعقول تماما أن هذه الموجات فوق الصوتية ربما تكون فعالة في العلاج”.