نُقِل عن الآخوند (قدس سره) صاحب الكفاية، أنه كان رحب الصدر كبير النفس، لايعبأ بمن يهجوه أو يجفوه ولا يلتفت إليه، هذا مع عظم مرجعيّته وكبير شوكته، وممّا يدلّ على ذلك القصّة التالية:
انّه كان أحد الطلاّب يهجو الآخوند (قدس سره) ويذكره بسوء، وذات يوم سمع الآخوند بأنّ الطالب الّذي يهجوه مريض، وإتّفق أن مرّ به في بعض الطريق ذلك الطالب حاملاً طفلاً له.
فسلّم عليه الآخوند وقال له وهو يتفقّده: كيف حالك؟
فأجاب بكلّ برود.
ثم قال ذلك الطالب:
فرأيت الآخوند يصافح ولدي ولم أفهم قصده من مصافحته، ولكن بعد أن ودّعني وذهب رأيت انّ في يد ابني سبع ليرات ذهبيّة.
مما ظهر أنه (قدس سره) قد أعطاه المال إشفاقاً عليه، وإن كان هو يهجوه ويظهر الجفاء له، وبهذا انقلب الطالب الذي كان يهجو الآخوند (قدس سره) إلى رجل يثني على الآخوند ويمدحه.
_________________________________________________ من أخلاق العلماء.