أفاعي جنوب العراق تفتك بسكان مدنه

344
الكوبرا إحدى الأفاعي المنتشرة جنوب العراق (GETTY)
الكوبرا إحدى الأفاعي المنتشرة جنوب العراق (GETTY)

الحكمة – متابعة: يعاني سكان المحافظات الجنوبية في العراق من انتشار الأفاعي السامة في القرى والأرياف، التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين على مدى السنوات الماضية، فيما تقف الجهات الحكومية عاجزةً أمام انتشار تلك الأفاعي القاتلة وتفتقر المستشفيات للأمصال المضادة لسمومها.

وتشهد بلدة سيد دخيل في محافظة الناصرية، 350 كلم جنوب بغداد، انتشاراً كثيفاً لثاني أخطر أفعى سامة في العالم، والتي أخذت اسمها من تلك المنطقة فعرفت بأفعى “سيد دخيل”، والتي قتلت بلدغتها عشرات المواطنين، ولم تتمكن السلطات المحلية من مكافحتها والقضاء عليها حتى الآن.

ويقول الخبير في علوم الأحياء مضر الناصري إنَّ “مناطق جنوب العراق تشهد انتشاراً للأفاعي السامة والخطرة مثل أفعى “أم رأسين” وأفعى “الكوبرا” وأفعى “أم الصليب” راح ضحيتها الكثير من المزارعين والفقراء في القرى والأرياف، دون أن تتمكن السلطات المحلية من معالجتها. ولعل منطقة سيد دخيل شرق الناصرية هي الأكثر تضرراً لانتشار ثاني أخطر أفعى في العالم من حيث شدة السمية فيها، وهي الأفعى ذات الحراشف المنشارية المثلثة الرأس”.

ويضيف الناصري لـ”العربي الجديد” أفعى “المامبا” السوداء الأفريقية، المعروفة بأفعى “سيد دخيل” قاتلة وخطرة للغاية، ولا يوجد مصل مضاد لسمها، وتتميز بسمها الشديد وسرعة تعطيله للجهاز العصبي، وبسرعتها وخفة حركتها، وبرأسها المثلث وحراشفها المنشارية بجوانب صفراء، وتنشط خلال الليل، ولدغتها لا تسبب الألم مباشرةً إلّا بعد انتشار السم في الجسم، ما يزيد من احتمال الوفاة”.

وفشلت جميع محاولات القضاء على أفعى سيد دخيل لكثرة أعدادها، وعدم توفر اللوازم الخاصة لمكافحتها، ما دفع عشرات الشباب للتطوع وملاحقة تلك الأفاعي وقتلها بوسائل بدائية.

وقال الناشط مرتضى العامري “منذ سنوات وأهالي منطقة سيد دخيل يعانون من انتشار الأفعى ذات الحراشف المنشارية، ولم تتمكن السلطات المحلية من وضع خطة لازمة لمكافحتها والقضاء عليها، فكثر عددها أمام انعدام الوسائل العلمية المطلوبة لمكافحتها”، مشيراً إلى “عدم وجود إحصائية دقيقة للمتوفين بلدغتها المميتة”.

وفي حالة نادرة، تحوّل دم المواطن فهد صاحب نايف، يعمل شرطياً، إلى مصل مضاد للدغة أفعى “سيد دخيل” بعد نجاته من لدغتها بأعجوبة، فحصلت له مضاعفات جانبية قال عنها الأطباء بعد فحصه أنَّها حالة نادرة حولت دمه إلى مصل مضاد للدغة ثاني أخطر أفعى في العالم.

على أثر ذلك، أمر قائد شرطة الناصرية اللواء حسن الزيدي بنقل الشرطي إلى مستشفى المحافظة ليكون تحت الطلب لإنقاذ حياة الناس المعرضين للدغة تلك الأفعى، حيث تمكن فهد صاحب من إنقاذ حياة 11 شخصا تعرضوا للدغ”.

وقال خبير الأفاعي السامة صابر الحسني إنَّ “أفعى سيد دخيل ثاني أخطر أفعى سامة في العالم، ويستطيع سمها قتل شخص بالغ خلال أقل من عشر دقائق، وتسبب لدغتها نزفاً دموياً حاداً من مختلف أنحاء جسم المصاب وشللاً في الجهاز العصبي”. وأوضح لـ”العربي الجديد” أن تلك الأفعى الصحراوية شديدة السمية ولا يوجد لها مصل مضاد. وهناك ثلاثة أنواع أخرى من الأفاعي السامة في البيئة العراقية هي أفعى الماء السامة والعربيد الأسود والصل.

وكان المجلس المحلي لبلدة سيد دخيل عام 2011 قد أعلن الناحية منطقةً منكوبة، بعد مقتل عشرات المواطنين بلدغات الأفاعي السامة في القرى والأرياف التابعة للبلدة.

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*