عبارة قالها والد الشهيد مصطفى عند قدومه لمؤسسة اليتيم الخيرية في البصرة بعد أن كان يردد الآية الشريفة ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)), قالها ولم يبح بالمزيد من مكنون صدره ، جاء والد الشهيد بخطى متثاقلة ووجه تعلوه قسمات الحزن على فقد الأحبة ، وبدأ بسرد حكايته لنا “في يوم 21/12/2014 وتحديداً بعد صلاة الفجر رأيت في عالم الرؤيا أن الملائكة قد أقامت عرساً لولدي في حرم الحسينية العائدة لنا في محافظة البصرة, والناس يأتون جماعات جماعات ويهنئونني, وعند استيقاظي من النوم وبعد ان قصصت لوالدته ما رأيت، اندهشت وتسارع قلبها بالنبضات واقشعرَّ جلدها وقالت عبارات واثقة لا لبس فيها أطلقتها من وجدان عقيدتها إن ولدها إن شاء الله سوف ينال الشهادة.
وقدر الله ما كان مكتوباً وتحققت الرؤيا بعد يوم واحد فقط، وقد شاء الله أن يختم لثمرة فؤادهما بالشهادة على يد شرار خلقه وكان لأبويه العزاء في سيرة سيد الشهداء الحسين وآله الاطهار”.
بعد أن وجد بالمؤسسة الصدر الحنون الذي يستمع لكلامه بإمعان، أخذ يحكي لنا مسترسلا هذا الاب الصبور “استشهد “مصطفى” في صلاح الدين وهو يحارب أناسا تخلوا عن إنسانيتهم وتشبّهوا بالوحوش وبات القتل واللعب بالدماء عندهم أسهل من أيَّ شيء آخر , استشهد وهو يدافع عن أرضه ومقدساته.
وختم أبو مصطفى كلامه من الحضور إلى الغيب ليرسل برسالة إلى ولده الشهيد الذي يحاكيه وكانه حاضر أمامه يسمع كلامه ويرد سلامه:
سلامي إليك …
سلام من ابنتك ذات العامين وهي تنتظر قدومك، وأحار كيف أجيبها …
سلام من والدتك التي طالما قبّلتَ أقدامَها، فانت حي وسبحان الحي الذي لا يموت…
ختم حديثه مناجياً ابنه وخرج من المؤسسة صابراً محتسباً وهو يقول ” إنا لله وإنا إليه راجعون”.