باحث في شؤون الإرهاب : خمس رؤى لحادثة تهريب السجناء

206

250713120316_140_1

في إطار حملة التحليلات لحادثة فرار السجناء، يرى الكاتب الصحافي في شؤون الإرهاب علي الطالقاني هناك خمسة آراء أو تحليلات لما جرى.
الرأي الأول، جعل الانهيارات الأمنية مستمرة وعدم تقديم المساعدة من قبل الأمريكيين الذين تعهدوا في وقت سابق من انهاء ملف القاعدة في العراق، بسبب وجود رؤية أمريكية للعراق بأن يخضع لسياستها عبر وجوه جديدة تدير شؤون البلاد وفق رؤية جديدة. وهذا الأمر يتم بالتنسيق مع بعض الجهات السياسية، والتوافق على شخصية معينة.
الرأي الثاني، هناك قوى دولية بمشاركة مخابراتية من مجموعات أميركية عراقية تركية قطرية مقابل أموال من أجل إطلاق سراح مجاميع إرهابية مدعومة من الخارج والداخل، وذكرت مصادر نيابية هناك مؤشرات أمنية حدثت قبل عملية تهريب السجناء منها عملية تغيير مسؤولين وضباط في المناطق المجاور للسجن فضلا عن تحريك ضباط ومراتب داخل السجون ونقاط التفتيش.
الرأي الثالث، إن اﻋﺘداء ﻔﺮع ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻦ أﺑﻮ ﻏﺮﯾﺐ والتاجي جاء تأكيدا لخطة “هدم الأسوار” التي أطلقها تنظيم القاعدة في العراق، وانه مكسب ودعم ﺟﺪﯾﺪ ﻟﻠﺘﻨﻈﯿﻢ ﻓﻰ اﻟﻌﺮاق.
الرأي الرابع، يبدو ان الملف الامني قد تأثر بطريقة خطيرة للغاية بالأزمة السياسية وأصبح ضحية الصراع وان هذا الصراع يريد له ان ينتهي حتى ولو على حساب أرواح المدنيين، فأغلب المسؤولين الأمنيين ينتمون الى تيارات حزبية. فضلا عن وجود قيادات أمنية قد ترتبط بمخابرات دولية لها أجندتها الخاصة.
الرأي الخامس، إن هذه العملية جاءت بمثابة الدعم لما يجري في سوريا ومن أجل تسريع ازدياد قوة تنظيم القاعدة في سوريا. وانه قد يدفع بجبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية بتشكيل منطقة عابرة للحدود بين العراق وسورية.
ولخص الكاتب الصحافي علي الطالقاني أبرز التداعيات والمخاوف جراء هذه الحادثة بعد نقاط:
أولا، تشكيل منطقة عابرة للحدود بين سوريا والعراق والاستفادة مما يجري غرب العراق من مظاهرات. وخصوصا مدن نينوى والأنبار، فان التنظيم يستغل هذه المدن التي يعتبرها معقلًا له وطريقا لتدفق عناصره من والى المحافظات الشرقية السورية، وتحديدا دير الزور. وتقول معلومات أن “مدينة الموصل ستتأثر بشكل كبير في حال سقوط نظام بشار الأسد. وهو الأمر الذي أثار قلق العراق ودول أخرى إزاء تنامي هذه الحركات.
وترى”النصرة” في سوريا ان القتال ضد الحكومة العراقية الشيعية هو “جهاد” وواجب شرعي تحريرها.
ويرى بعض السنة في العراق ان الفصائل التابعة للقاعدة في سوريا والعراق هي بمثابة داعم استراتيجي لهم.
ويعتبر سقوط نظام الأسد هدفًا استراتيجيًّا حيث سيعود المقاتلون العراقيون التابعون لتنظيم القاعدة بفاعلية أكبر فهم يأملون بخوض قتال ضد الحكومة العراقية ومن أجل تحجيم النفوذ الإيراني في العراق، وهذا ما تقف خلفه دول الخليج وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
ثانيا، ومن تداعيات ومخاطر عملية هروب السجناء، ان الأمر يضع العراق أمام تحد كبير ينذر بمرحلة خطيرة مقبلة، حيث يمكن ان يعيد الفارون خلاياهم الإرهابية بطريقة أكثر منظمة تسهدف أمن العراق ليمتد العنف الى جميع المحافظات.
فإن هذه الحادثة ﺳﺘقوي التنظيم أكثر من قبل على حساب القوى المعتدلة في المناطق الساخنة وخصوصا بعد ان شكلت الحكومة العراقية مجاميع الصحوات التي تتخذ موقعا في التصدي للتنظيمات الإرهابية.
ثالثا، تؤكد هذه الحادثة على اصرار التنظيمات الارهابية الوصول الى اهدافها التي أعلنت عنها في وقت سابق، حيث اطلق تنظيم القاعدة في وقت سابق خطة “هدم الأسوار” وقد تبنى تنظيم “دولة العراق الإسلامية الذي يتبع قيادة “القاعدة” الهجوم ‏على السجنين.‏
وذكر بيان نشر على أحد مواقع التنظيم ان “الكتائب ‏انطلقت بعد التهيئة والتخطيط، مستهدفة اثنين من اكبر السجون وهما سجن بغداد ‏المركزي ابي غريب وسجن الحوت التاجي”.‏
ويقول الطالقاني جاء الهجوم ضد سجنين التاجي وأبو غريب في اطار تصاعد موجة العنف، في وقت تنأى الحكومة العراقية نفسها من جراء ما يجري، ويتجاهل مسؤولون كبار الحادث ويقلل من أهميته.
وكشف الطالقاني عن احصائية عدد القتلى في العراق خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، والتي بلغت 2500 شخص، وذكر أيضا عدد القتلى خلال شهر تموز/يوليو فقد قتل اكثر من 615 شخصاً.
وأعزى في بعض الأسباب أنه عدم وجود وزيري للدفاع والداخلية وبسبب الخلافات التي تعصف بالحكومة.
وختم الطالقاني مقالته قائلا “ان ما يجري من انهيارات أمنية يتطلب من الحكومة ان تفسح المجال أمام القوى السياسية الأخرى للتصدي للملف الأمني”.

 وكالة نون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*