“نسخ رقمية” لإنقاذ وثائق العراق التاريخية

296
الخبراء يحاولون الحفاظ على الوثائق التاريخية.
الخبراء يحاولون الحفاظ على الوثائق التاريخية.

الحكمة – وكالات: أطلقت دائرة الكتب والوثائق العراقية حملة لإنشاء نسخ رقمية من الكتب والوثائق النادرة التي تحفظ التاريخ الحديث والقديم للعراق، في مسعى لحماية هذا الأرشيف النادر من خطر داعش، وخشية تكرار ما فعله المغول في مكتبة بغداد في القرن الثالث عشر.

ويقول معاون مدير عام الدائرة، جمال العلوجي، أنه خلال الغزو الأمريكي في 2003 شهد العراق أحداث “حرق وسلب عمت مؤسسات الدولة كافة، طالت دار الكتب والوثائق”، وأن “عمليات الحرق تسببت أيضا في إتلاف 60 بالمائة من محفوظات الدار من الكتب النادرة..”.

وعمدت الدار أخيرا إلى إطلاق “حملة لإعادة صيانة ما تم إتلافه من كتب ووثائق والاحتفاظ بالأكثر ضررا، بانتظار استحداث تقنيات تمكن المعنيين من استعادة هذا الإرث المهم”، الذي يختصر عقودا من تاريخ العراق.

وتقع على عاتق الخبراء العراقيين مسؤولية إعادة صيانة الوثائق التالفة وعملية الحفاظ على أرشيف البلاد من الحقبة العثمانية إلى العهد الملكي، وصولا إلى الأنظمة المتعاقبة بعد الإطاحة بالملكية، حسبما يذكر العلوجي.

ويعمد الخبراء “بحذر شديد” إلى ترقيع الوثائق التالفة وكيها في عملية تمهد “لتهيئة المخطوطات لتحويلها إلى مصنفات مايكروفلمية باستخدام كاميرات خاصة وإنارة خافتة ليسهل فيما بعد التعاطي معها من دون تعريضها للتلف”.

وتقول عواطف السلمان، التي تعمل معاونة لمدير قسم التقنيات في دار الكتب والوثائق، إن “عملية الأرشفة تتم باستخدام تقنيات خاصة تساعد في أرشفة مايكروفلمية لملايين الوثائق”.

وتوضح عواطف أن “أهم الوثائق أحرقت بالكامل بفعل فاعل، وما يتم إعادة صيانته ليس أكثر من وثائق تعود لوزارة الداخلية” في العهد الحديث، بينما تعرضت معظم الوثائق التي تعود للحقبة العثمانية والانتداب البريطاني إلى التلف الكامل.

وبالإضافة إلى الحرق والسلب، فإن سوء التخزين كان قد ساهم في رفع عدد الوثائق التالفة في الدار التي تواجه قلة الاهتمام مع عدم مراعاة الظروف الملائمة لحفظ مثل هذا الأرشيف النادر والقيم.

ومن الأسباب التي دفعت المسؤولين إلى خطوة كهذه سيطرة داعش المتطرف على مساحات كبيرة في العراق، والجرائم التي ارتكبها بحق آثار وكنوز تاريخية عراقية.

وكان داعش قد دمر كنوزا أثرية في العراق بينها مدينتي نمرود والحضر الأثريتين. كما دمر مسلحو الجماعة المتطرفة آثارا تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد في متحف الموصل.

آياد عراقية تتولى عملية الترميم.
آياد عراقية تتولى عملية الترميم.
الوثائق تعرضت بعد الغزو الأميركي للعراق للتلف.
الوثائق تعرضت بعد الغزو الأميركي للعراق للتلف.
الرفوف تنوء تحت ثقل آلاف الوثائق.
الرفوف تنوء تحت ثقل آلاف الوثائق.

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*