المرجع السيستاني يدعو العبادي أن يكون أكثر (جرأة) ويضرب بيد من حديد من يعبث بأموال الشعب
كربلاء – الحكمة: طالبت المرجعية الدينية، الجمعة، رئيس الوزراء حيدر العبادي بأن يكون أكثر “جرأة وشجاعة” في خطواته الإصلاحية، داعية إياه إلى الضرب بيد من حديد من “يعبث” بأموال الشعب. كما دعت القوى السياسية من مختلف المكونات أن تتنبه إلى خطورة استمرار البلد على هذا الحال من خلال عدم وضع حلول جذرية لمشاكل المواطنين التي صبروا عليها طويلا.
وقال ممثل المرجع السيستاني السيد أحمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة في 21/شوال/1436هـ الموافق 7/8/2015م أن بلدنا الحبيب العراق يمر بأوقات عصيبة، ويعاني من أزمات متنوعة أثّرت بصورة جديّة على حياة المواطنين وكانت لها تداعيات كبيرة على معيشة الكثيرين منهم فمن جانب يواجه البلد الإرهاب الداعشي الذي بسط سيطرته على أجزاء كبيرة من عدة محافظات وارتكب ولا يزال يرتكب من الجرائم ما يندى له جبين الانسانية وقد تسبب في نزوح مئات الآلاف من المواطنين عن مساكنهم ويعاني الكثير منهم من أوضاع مأساوية ولكن أبناء العراق الميامين في القوات المسلحة بتشكيلاتها المختلفة وكذلك المتطوعون الأبطال وأبناء العشائر الغيارى هبّوا للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات وقد حققوا انتصارات مهمة خلال الأشهر الماضية وقدموا التضحيات الجِسام فداءً للوطن العزيز ولا يزالون مستمرين في منازلتهم للأعداء بكل قوة وبسالة حماهم الله ونصرهم نصراً عزيزاً.
وطالب الصافي القوى السياسية أن توحّد مواقفها في هذه المعركة التاريخية التي هي معركة وجود للعراق ومستقبله ومطلوب من الحكومة أن تستثمر مختلف إمكاناتها لإسناد ودعم المقاتلين فإن لهم الاولوية القصوى في هذه الظروف. مبينا أن شعبنا الكريم لم يبخل بشيء من مساندة أبنائه المقاتلين إذ لا يزال أهل الخير والبر يقدمون لدعمهم ما باستطاعتهم بأشكال الدعم المختلفة جزاهم الله خير جزاء.
وأضاف السيد أحمد الصافي إن البلد يواجه مشاكل اقتصادية ومالية معقّدة ونقصانا كبيرا في الخدمات العامة وعمدة السبب وراء ذلك هو الفساد المالي والإداري الذي عمّ مختلف دوائر الحكومة ومؤسساتها خلال السنوات الماضية ولا تزال ويزداد يوما بعد يوم بالإضافة إلى سوء التخطيط وعدم اعتماد استراتيجية صحيحة لحلّ المشاكل بل اتباع حلول آنية ترقيعية يتم اعتمادها هنا أو هناك عند تفاقم الأزمات مبينا أن القوى السياسية من مختلف المكونات التي كانت ولا تزال تمسك بزمام السلطة والقرار من خلال مجلس النواب والحكومة المركزية والحكومات المحلية تتحمل معظم المسؤولية عما مضى من المشاكل وما يعاني البلد منها اليوم وعليها أن تتنبه إلى خطورة الاستمرار على هذا الحال وعدم وضع حلول جذرية لمشاكل المواطنين التي صبروا عليها طويلا.
وبين ممثل المرجع السيستاني خلال خطبته الثانية من الصحن الحسيني الشريف وحضرته وكالة نون الخبرية أن الشعب الذي تحمّل الصِعاب وتحدى المفخخات وشارك في الانتخابات واختار من بيدهم السلطة من القوى السياسية يتوقع منهم وهو على حق في ذلك.. أن يعملوا بجد في سبيل توفير حياة كريمة له ويبذلوا قصارى جهودهم لمكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ودعا السيد أحمد الصافي رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ان يكون أكثر جرأة وشجاعة في خطواته الإصلاحية بقوله إن المتوقع من السيد رئيس مجلس الوزراء الذي هو المسؤول التنفيذي الأول في البلد وقد أبدى اهتمامه بمطالب الشعب وحرصه على تنفيذها.. المطلوب أن يكون اكثر جرأة وشجاعة في خطواته الإصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي أعلن عنها مؤخراً بل يسعى إلى أن تتخذ الحكومة قرارات مهمة وإجراءات صارمة في مجال مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية فيضرب بيد من حديد من يعبث بأموال الشعب ويعمل على إلغاء الامتيازات والمخصصات غير المقبولة التي مُنحت لمسؤولين حاليين وسابقين في الدولة وقد تكرر الحديث بشأنها.
وطالب الصافي رئيس الوزراء أن يضع القوى السياسية أمام مسؤوليتها ويشير إلى من يعرقل مسيرة الإصلاح أياً كان وفي أي موقع كان وعليه أن يتجاوز المحاصصات الحزبية والطائفية ونحوها في سبيل إصلاح مؤسسات الدولة فيسعى في تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب وإن لم يكن منتمياً إلى أي من أحزاب السلطة وبغض النظر عن انتماءه الطائفي أو الإثني ولا يتردد من إزاحة من لا يكون في المكان المناسب وإن كان مدعوماً من بعض القوى السياسية ولا يخشى رفضهم واعتراضهم معتمداً في ذلك على الله تعالى الذي أمر بإقامة العدل وعلى الشعب الكريم الذي يريد منه ذلك وسيدعمه ويسانده في تحقيق ذلك.
وختم السيد الصافي كلامه بقوله نسأل الله العلي القدير أن يأخذ بيده وبيد سائر المسؤولين إلى ما فيه الخير والصلاح ويحقق لشعبنا المظلوم أمانيه في التمتع بحياة كريمة في أمن واستقرار إنه سميع مجيب.
س ف