“الاجتهاد والتقليد والحاجة إليهما” في محاضرة للطلبة الأكاديميين في مدرسة الإمام الحكيم(قده)

389

photo_2015-08-11_22-43-54النجف الأشرف – الحكمة(خاص): ضمن فعاليات الدورة التثقيفية الخامسة للطلبة الأكاديميين التي يقيمها قسم التبليغ في مكتب سماحة المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) المقامة في مدرسة الإمام محسن الحكيم (قده) الدينية ألقى فضيلة الشيخ محمد العبادي أحد العاملين في مكتب السيد الحكيم (دام ظله) مساء يوم الأحد ٢٤ شوال محاضرة على طلبة الدورة بعنوان (الاجتهاد والتقليد والحاجة إليهما) فقد بدأ الشيخ محاضرته بقول الإمام (ع): “وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله عليهم” وكان حديثه يقع على ثلاثة محاور: تضمن المحور الأول لماذا نقلد؟ إذ بيّن فضيلة الشيخ العبادي أن أهم مصدرين لمعرفة الأحكام الشرعية هما القرآن والسنة المطهرة للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) ولا شك في وضوح المقاصد من بعضها إلاّ أن فيهما الكثير من النصوص التي تحتاج إلى فهم دقيق لاستنباط الأحكام الشرعية، ولكن الواقع يكشف عن تعسر الوصول للحكم الشرعي إلاّ بعد إعمال الفكر وإجالة النظر في النصوص الواردة لأجل تبدل بعض أساليب التعبير وكذلك لأجل خفاء بعض القرائن التي كانت تحيط بالكلام ودخول الدس والافتراء في مجاميع الروايات الأمر الذي يتطلب عناية بالغة في التمحيص والتدقيق. هذا إضافة إلى أن تطور الحياة وكثرة الحوادث الجديدة التي لم يرد فيها نص خاص كل ذلك يفرض علينا التخصص في دراسة العلوم الشرعية – الفقه والأصول – لاستنباط الأحكام الشرعية على ضوء القواعد العامة والأصول المستفادة من النصوص والأدلة، وبهذا يتضح أن استنباط الحكم الشرعي والتعرف عليه في كثير من الحالات يحتاج إلى جهد وعناء فكري كبير وهنا تبرز الحاجة إلى وجود شخص يتولى هذه الأمور ألا وهو المجتهد. وأما المحور الثاني فهو من تقلد؟ فقد أوضح فضيلة الشيخ أن علينا أن نرجع إلى المجتهد في التقليد بوصفه من أهل الاختصاص، وقد ساق الشيخ لذلك مثلاً وهو أن الإنسان عندما يشعر بالمرض إلى من يراجع؟ فهل يراجع المهندس أم المحامي أم المحاسب، فلابد أن يراجع الطبيب وليس أي طبيب بل يحرص أن يقصد الطبيب المختص والماهر في مجال اختصاصه والحال نفسه في التقليد، فإذا كان الإنسان في أموره الدنيوية يرجع إلى الاختصاص فما بالك بأموره الدينية، وأما المحور الثالث: وهو إلى من نرجع في اختيار المقلد، فقد تسأل كيف لي أن اعرف أن المجتهد الفلاني أعلم من الآخرين؟ والجواب أن هناك علماء متخصصين في العلوم الدينية فتسأل واحداً من هؤلاء العلماء الصالحين فيجيبك أن فلاناً هو مجتهد وأنه أعلم من غيره فتقلّده.photo_2015-08-11_22-44-32

ك ح/س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*