تفاصيل تاريخية عن الأبواب الخارجية للصحن الحسيني الشريف وانعكاساتها الروحية للحرم المقدس

419

18-8-2015-S-04

     الحكمة – متابعة: تتألف العتبة الحسينية المقدسة الحالية من صحن واسع تصل مساحته إلى (15000 م2) يتوسطه حرم تقدر مساحته (3850 م2)، يقع في داخله ضريح الإمام الحسين (عليه السلام) ومحاط برواق تصل مساحته (600 م2)، وتقدمه طارمة أمامية.

يضم الحرم المقدس ثمانية أبواب داخلية للأروقة وهي (باب القبلة، باب علي الأكبر، باب الكرامة، باب الناصري، باب إبراهيم المجاب، باب رأس الحسين، باب حبيب بن مظاهر)، وعشرة أبواب مباركة خارجية لصحن الإمام الحسين (عليه السلام) قد فتحت في مراحل متعددة منذ بناء المرقد الشريف الى يومنا هذا، كلها تؤدي الى المرقد الشريف ومنها الى الشارع المحيط بالروضة المقدسة والشوارع المتفرعة القريبة منه، وقد جاءت كثرة هذه الأبواب لتخفيف من حدت زخم الزائرين القادمين في مواسم الزيارات والمناسبات المليونية..وان جميع هذه الأبواب مصنوعة من الخشب “الساج” الذي يعتبر من أفضل أنواع الخشب.

وعن أهمية هذه الأبواب مراسل الموقع الرسمي العتبة الحسينية المقدسة التقى المؤرخ الحاج سعيد زميزم ليحدثه ان “عمارة القبر المقدس الموجود حاليا فقد تمت في عهد السلطان “أويس الاليخاني الجلائري” ثم أتم بناءه بعده ولداه السلطان حسين والسلطان أحمد واستغرق العمل فيه منذ سنة (770- 785 هـ)، وأصبح الصحن واسعا حتى بني سور لمدينة كربلاء المقدسة وضم هذا السور إحياء المدينة البسيطة والقريبة..واستمرت الأيدي الخيرة بالعمل حتى أصبحت للمرقد المقدس اربعة أبواب ومنها الباب المطلة على الإمام العباس (عليه السلام) وباب السلام وباب الرأس الشريف وباب القبلة حيث تعتبر هذه الباب أقدم فتحة باب موجودة والتي موقعها القريب ومن الحائر الشريف” مبينا “تم تطور الصحن الشريف في العهد العثماني ومنها تم تشيد باب السلطانية نسبة الى السلطان العثماني وباب الزينبية الزينبي، وتم تشييد أخر باب “باب الرجاء” في الخمسينات من القرن الماضي وتم تشييد الأبواب العشرة الموجودة حاليا واحدا تلو الأخر وبأزمان مختلفة” موضحا “والأبواب هي “باب القبلة” وهو من أقدم الأبواب، ويعد المدخل الرئيسي إلى الروضة الحسينية، وعرف بهذا الاسم لوقوعه إلى جهة القبلة، “باب الرجاء” يقع بين باب القبلة وباب قاضي الحاجات، “باب قاضي الحاجات” يقع هذا الباب مقابل سوق التجار (العرب)، وقد عرف بهذا الاسم نسبة إلى الإمام الحجة المهدي (عجّل الله فرَجَه)، “باب الشهداء” يقع هذا الباب في منتصف جهة الشرق حيث يتجه الزائر منه إلى مشهد الإمام العباس (عليه السلام)، وعرف بهذا الاسم تيمناً بشهداء معركة الطف، “باب الكرامة” يقع هذا الباب في أقصى الشمال الشرقي من الصحن، وهو مجاور لباب الشهداء، وعرف بهذا الاسم كرامةً للإمام الحسين (عليه السلام)” متابعا “وإما “باب السلام” يقع في منتصف جهة الشمال، وعرف بهذا الاسم لان الزوار كانوا يسلّمون على الإمام (عليه السلام) باتجاه هذا الباب ويقابله زقاق السلام، و”باب السدرة” يقع هذا الباب في أقصى الشمال الغربي من الصحن، وعرف بهذا الاسم تيمناً بشجرة السدرة التي كان يستدل بها الزائرون في القرن الأول الهجري إلى موضع قبر الحسين (عليه السلام)، ويقابل هذا الباب شارع السدرة، “باب السلطانية” يقع هذا الباب غرب الصحن الشريف، وعرف بهذا الاسم نسبة إلى مشيده أحد سلاطين العثمانيين، و”باب الرأس الشريف” يقع هذا الباب في منتصف جهة الغرب من الصحن الشريف، وعرف بهذا الاسم لأنه يقابل موضع رأس الحسين (عليه السلام)، و”باب الزينبية” يقع هذا الباب إلى الجنوب الغربي من الصحن، وقد سمي بهذا الاسم تيمّناً بمقام تلّ الزينبية المقابل له”.

واستمر زميزم في حديثه قائلا “كانت أدامة وصيانة الأبواب بطريق الأدوات اليدوية البسيطة ..وأما أنواع النقش هي نقش إسلامي بشكل عام حيث تكتب بعض الآيات القرآنية بالكتابة الكوفية ويزخرف بالطرق على الخشب او الحفر اليدوي بإشكال تشبه أوراق النبات (أوراق الأشجار أو الورد) وتسمى بالزخرفة النباتية.. جميع الأبواب الخارجية المؤدي للصحن الشريف مصنوعة من الخشب الساج وكان يجلب من الهند، وان بعضها يكون إطارها على شكل إطار من الحديد للتقوية.. تختلف أحجامها وقياساتها بحسب البناء والتوسعة التي مر بها الضريح المقدس حيث يعتبر الطراز الموجود حاليا للحائر القريب من ضريح سيد الشهداء (عليه السلام) يعود الى العهد العثماني”.

 وبيّن أنه “بتوجيه من سماحة الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة ان تقوم الكوادر المختصة بتوسعة الأبواب وذلك لاستيعاب الزائرين الوافدين في المناسبات والزيارات الدينية المليونية”.

18-8-2015-S-05

ومن جانبه أكد محمد حسن كاظم مسؤول قسم المشاريع الهندسية “تم توسعة أبواب الصحن الشريف حيث وصلت نسبة الانجاز (55%)، ومازال العمل قائما بتوسعة باب القبلة حيث تم الانتهاء من مرحلة الهيكل، فكان يبلغ عرضها قبل التوسعة (4م) إما بعد التوسعة فانه أصبح (9م)، حيث تم الانتهاء من الهيكل الداخلي والخارجي لباب الشهداء، فكان عرضه يبلغ قبل التوسعة (3.5م) إما بعد التوسعة فأصبح (6م)، وتم فتح الأكتاف للتوسعة في باب السلام، وكان عرضها قبل التوسعة (5م) وأصبح بعد التوسعة (10م)، وتم توسعة باب الزينبية وفتح الأكتاف فكان عرضها قبل التوسعة (3م) وأصبحت ألان (5م)، وبداء العمل بالنسبة لتغليف الواجهة بالكاشي المعرق والمقرنص الكربلائي للأبواب المذكورة، وتم انجاز العمل في توسعة باب السلطانية بالكامل حيث أصبح العرض من الداخل (3م) بعد ان كان العرض قبل التوسعة (1.75م)، وسيتم العمل عما قريب بتوسعة باب الكرامة، باب الرجاء، باب السدرة، باب قاضي الحاجات، وان عدم توسعة بعض أبواب الحائر لأنها تحتوي على بعض الأبنية مثل الدرج الكهربائي والأعمدة الكهربائية وتكون قريبة جدا من توسعة الباب”.

وبين الحاج كريم الانباري رئيس قسم الصيانة في العتبة الحسينية المقدسة “كل مدخل من أبواب التوسعة الجديدة يحتوي على أبواب تؤدي الى الطابقين الأول والثاني والى السطح مباشر وكلها تحتوي على أبواب مغلقة ومحكمة ويحتوي أيضا على مصعد وسلم كهربائي ودرج عادي..تم الاتفاق مع شركة اندونيسية لصناعة أبواب الحرم القديمة بطراز ونقش إسلامي حديث متفق عليه مسبقا لأبواب العشرة ومن الساج البورمي من الدرجة الأولى بالإشراف من شركة ارض القدس.. حيث تبعد الأبواب القديمة عن الصحن الشريف (12م) بينما تبعد الأبواب القديمة عن الأبواب الجديدة (14م)، ويقوم قسم الصيانة في العتبة الحسينية المقدسة بعملية ترميم دورية وفقط في موسم الصيف وذلك للحفاظ عليها من التلف …وفترة إدامة الأبواب الساج لكل الحائر الشريف الصغيرة منها والكبيرة والفرعية تكون سنوية من صبغ وتنظيف وتداوي الشقوق،..وتم خزن الأبواب القديمة في مخازن هور السيب وذلك بنصب هيكل حديدي كما كانت عليه منصوب بالسابق في الحائر الحسيني وذلك للحفاظ عليها من الكسر والتشقق والخدوش وحتى تبقى محافظة على هيبتها من النقوش والطرازات الإسلامية التاريخية التراثية القديمة.

وأما عن عمل هذه الأبواب ومتانتها وطرق تنصيبها تحدث لنا المهندس المنفذ علي حسين محسن في شركة ارض القدس الهندسية؛ قائلاً: ان “الهدف من توسعة الأبواب هو استيعاب أعداد الزائرين الوافدة الى سيد الشهداء (عليه السلام) التي أخذت بالتزايد المستمر، وقد تم استخدام الأبواب الخشبية من مادة الخشب الساج ذي المنشأ البورمي لأبواب الصحن الجديد، ويكون على شكل ألواح بقياس (اربعة انج) توضع متراصة وتربط بـ(BEAN) حديد ويربط من جهتين وتكبس هذه الألواح حسب قياس الباب وحجمه”.

وأما “طريقة تثبيتها نقوم بوضع هيكل حديدي حول الباب مثبت بالأعمدة الكونكريتية ويربط الهيكل الخشبي (الإطار) على الهيكل الحديدي ويثبت مع المفاصل (النرمايد) ذات المنشأ السوري إضافة الى ذلك مفاصل عراقية المنشأ بمواصفات عالية ويحتوي الباب الواحد على اثنا عشر مفصلاً متحركا من نوع “براص” وطول المفصل الحامل للباب (30 سم)…حيث يبلغ وزن الباب الواحدة ذات الفتحتين (واحد طن)، وقد تم تصنيع الأبواب بأيدي عراقية كربلائية ومن أهم هؤلاء النجارين هو الحاج ابراهيم خليل الأسود، بينما تقع عملية طلاء الباب على الحاج ليث المعموري، بينما كانت الجهة المشرفة على تصنيع الأبواب هي شركة ارض القدس وكانت مشرفة على عملية التصنيع وفحص الخشب ونوعيته واستيراده”.

يذكر أن توسعة الأبواب من داخل الصحن الحسيني الشريف ترافقها أعمال إكساء الجدران الجانبية بالمرايا والتزجيج من المنشأ البلجيكي والسقوف الثانوية ذات الإشكال المعمارية الجميلة التي تميزها ثريات الكريستال التشيكية المنشأ بالإضافة الى تطعيم الجدران بالمرمر الاونكس الأبيض الباكستاني المنشأ وتغليف الجزء الأخر من الجدران بالكاشي الكربلائي المعرق والمقرنص والذي يحتوي على نسبة ذهب لا تقل عن (30%) وتغليف الأرضيات بالمرمر الايطالي بسمك (6 سم) وبتنفيذ أيادي ماهرة بالإضافة الى الأبواب الخشبية من نوع الساج البورمي الفاخر بسمك (10 سم)، والمعمولة بأيادي امهر النجارين والذي يمتاز بالنقوش الإسلامية المعاصرة الحديثة.

(العتبة الحسينية المقدسة)

س م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*