المرجع السيستاني يدعو إلى توظيف صحيح لمعركة الإصلاح وأن لا تُستغل لأغراضٍ خاصة

352

280815124602_140_1كربلاء – الحكمة: دعت المرجعية الدينية العليا أبناء الشعب العراقي الذي يخوض معركة الإصلاح – بجنب معركته المصيرية مع الارهابيين- أن يوظف هذه المعركة توظيفاً سليماً وصحيحاً لآلياتها حتى يضمن الوصول إلى الهدف المنشود. وأن لا يسمح لذوي الأغراض الخاصة باستغلالها للوصول إلى أهدافهم، كما أهابت المرجعية الدينية العليا بالشباب المهاجرين إلى خارج البلاد بسبب إحباطهم من الأوضاع الراهنة أن يعيدوا النظر في خياراتهم ويفكروا ببلدهم وشعبهم ويتحلوا بمزيد من الصبر والتحمل ولينظروا إلى نظرائهم من رجال القوات المسلحة والمتطوعين وأبناء العشائر الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم ويقارعون الإرهابيين في مختلف الجبهات ويقدمون الضحايا تلو الضحايا دفاعاً عن الارض والعِرض والمقدسات.

وقال ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 12/ذو القعدة/1436هـ الموافق 28/8/2015م ما نصه “إن من متطلبات النجاح في معركة الإصلاح هو تفهم الساسة الذين بيدهم مقاليد الأمور في البلاد لأحقية مطالب الشعب بتوفير الخدمات ومكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، وقيامهم بخطوات أساسية تحقق الثقة والاطمئنان لدى المواطن بأنهم يتجاوبون مع هذه المطالب ويؤمنون بها ويسعون بجد وصدق لتحقيقها مبينا أن المواطن جرّب وخَبِر وعوداً سابقة لم يجد منها على أرض الواقع ما يفي بحل المشاكل التي يعاني منها طويلا، بل وجد أنها أريد بها مجرد تهدئة المشاعر وتسكين آلام المعاناة بصورة مؤقتة، فلابد من أن يعمل المسؤولون في هذه المرة بصورة مختلفة عما مضى ويكسبوا ثقة المواطنين بأنهم جادّون في الاصلاح وصادقون في نواياهم مع الشعب.

ودعا الشيخ الكربلائي الشعب العراقي الذي يخوض معركة الإصلاح – في جنب معركته المصيرية مع الإرهابيين- أن يتنبه إلى أن النجاح في هذه المعركة يتطلب توظيفاً سليماً وصحيحاً لآلياتها حتى يضمن الوصول إلى الهدف المنشود، ومن ذلك أن يُحسن المواطنون المنادون بالإصلاح اختيار عناوين مطالبهم بحيث تعبّر عن أصالة وحقانية هذه المطالب ولا يسمحوا بحرفها إلى عناوين تعطي المبرر للمتربصين بهذه الحركة الشعبية والمتضررين منها للطعن بها والنيل من أصالتها الوطنية، أو تمنح الفرصة لذوي الأغراض الخاصة باستغلالها للوصول إلى أهدافهم.

وأضاف تجدر الاشارة هنا إلى ما سبق أن أكدت عليه المرجعية الدينية العليا من أن منهجها هو بيان الخطوط العامة للعملية الإصلاحية، وأما تفاصيل الخطوات الضرورية لذلك فهي في عهدة الواعين من المسؤولين في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهي تأمل أن يوفّقوا في القيام بها ويتّخذوا قرارات جريئة تكون مقنعة للشعب العراقي، الذي هو مصدر جميع السلطات.

من جانب آخر أهابت المرجعية الدينية العليا بالشباب المهاجرين إلى خارج البلاد بسبب إحباطهم من الأوضاع الراهنة أن يعيدوا النظر في خياراتهم ويفكروا ببلدهم وشعبهم ويتحلوا بمزيد من الصبر والتحمل، وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي من خلال خطبته في الصحن الحسيني الشريف وحضرتها وكالة نون ما نصه “اتسعت في الآونة الأخيرة ظاهرة هجرة أعداد كبيرة من الشباب العراقي إلى بلدان اخرى – حتى لوحظ أنهم يستعينون بمجاميع التهريب المنتشرة في بعض البلاد المجاورة، ويتحملون مخاطر كبيرة لهذا الغرض، وقد وقعت حوادث مؤسفة أدت إلى وفاة أعداد منهم”.

وأضاف أن هذه الظاهرة تبعث على القلق البالغ وتهدد بإفراغ البلد من كثير من طاقاته الشابة والمثقفة والأكاديمية، وقد ساعد على توسعها فقدان مزيد من الشباب لأدنى أمل بتحسن اوضاعهم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية في المستقبل القريب وإحساسهم بعدم وجود فرصة حقيقية لتوظيف طاقاتهم العلمية بصورة ترضي طموحاتهم.

وأهاب ممثل المرجع السيستاني بالمسؤولين أن يدركوا حجم مخاطر هذه الظاهرة وتداعياتها على البلد ويعملوا بصورة جادة على إصلاح الأوضاع والبدء بخطة تنموية شاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية والخدمية ويسعوا في تنشيط القطاع الخاص لتوظيف أكبر عدد من الشباب العاطلين عن العمل، كما أهاب بأبنائنا وأحبتنا من الشباب المحبطين من الأوضاع الراهنة أن يعيدوا النظر في خياراتهم ويفكروا ببلدهم وشعبهم ويتحلوا بمزيد من الصبر والتحمل ولينظروا إلى نظرائهم من رجال القوات المسلحة والمتطوعين وأبناء العشائر الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم ويقارعون الإرهابيين في مختلف الجبهات ويقدمون الضحايا تلو الضحايا دفاعاً عن الأرض والعِرض والمقدسات، هؤلاء الميامين الذين ينبغي أن يكونوا القدوة لجميع العراقيين في تحمل الصعاب والصبر على المكاره في سبيل عزة الوطن وكرامة الشعب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*