الحكمة – متابعة: توغلت قوات تركية خاصة في شمال العراق أمس الثلاثاء (الثامن من أيلول/ سبتمبر 2015) للمرة الأولى منذ أربعة أعوام بعد سلسلة هجمات لمتمردي حزب العمال الكردستاني أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثين جنديا وشرطيا وأغرقت تركيا في العنف.
وقتل 13 شرطيا الثلاثاء في هجوم جديد شنه حزب العمال الكردستاني بعد يومين على مقتل 16 جنديا تركيا في هجومين في داغليجا في منطقة هكاري الجنوبية الشرقية، طبقا للجيش، في أكثر الهجمات دموية في المرحلة الحالية من النزاع.
وكانت حصيلة سابقة للهجوم الذي وقع في اغدير تحدثت عن سقوط 14 قتيلا. وقالت السلطات المحلية إن شخصا واحدا جرح في هذا الهجوم أيضا. ومنذ مساء الأحد تقوم مقاتلات من طراز اف-16 واف-4 بقصف قواعد خلفية للمتمردين في الجبال شمال العراق بينما عبرت قوات خاصة الحدود لمطاردة مقاتلين في حزب العمال الكردستاني.
وصرح مصدر حكومي تركي لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته “إنه إجراء قصير الأمد لمنع هروب الإرهابيين”. ولم يوضح مدة هذه العملية.
وذكرت وكالة الأنباء التركية دوغان نقلا عن مصادر عسكرية أن وحدتين من القوات التركية الخاصة تدعمها المقاتلات تطارد مجموعات من 20 عنصرا من مسلحي حزب العمال الكردستاني. وأضافت بعد ذلك أن الضربات الجوية وهجمات القوات التركية أدت إلى مقتل “حوالي مئة إرهابي” من حزب العمال الكردستاني.
ويعود آخر توغل للقوات التركية في شمال العراق ضد معسكرات حزب العمال الكردستاني الذي كان يتكرر في تسعينات القرن الماضي، إلى 2011.
وفي كلمة في أنقرة توعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء بعدم ترك البلاد “للإرهابيين” بعد هجمات حزب العمال الكردستاني. وقال اردوغان في كلمة متلفزة “لم ولن نترك مستقبل البلاد في أيدي ثلاثة أو خمسة إرهابيين”. وأضاف “في هذا البلد لم تفرغ مقابر الشهداء في أي وقت من الأوقات، ويبدو أنها لن تفرغ أبدا”.
وصرح مصدر في الحكومة العراقية لوكالة فرانس برس أن “قوات الأمن التركية عبرت الحدود العراقية في إطار حقها في مطاردة إرهابيي حزب العمال الكردستاني الضالعين في الهجمات الأخيرة”. وأضاف أن “هذا إجراء قصير المدى يهدف إلى منع فرار الإرهابيين”، من دون تحديد مدة العملية أو إن كانت ما زالت جارية.
من جانب أخر هاجم ناشطون قوميون الثلاثاء مقر حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للقضية الكردية في أنقرة ومكاتبه في مدن أخرى من البلاد، على ما أفادت وسائل إعلام ومسؤولون. وهاجم القوميين مقر الحزب الذي يعتبر مقربا من حزب العمال الكردستاني في العاصمة فالقوا عليه الحجارة واقتلعوا لافتة الحزب، بحسب مشاهد عرضتها شبكة سي ان ان تورك التلفزيونية.
وتتهم السلطات التركية حزب الشعوب الديمقراطي بأنه الذراع السياسي لمتمردي حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا وعدد من الدول الأخرى منظمة إرهابية.