المرجع السيستاني يدعو لإقرار سلم الرواتب الجديد ولإعادة تقييم أداء المسؤولين
كربلاء- الحكمة: دعا المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني إلى إقرار سلم الرواتب الجديد وإلى إعادة تقييم أداء المسؤولين في الحكومة على أساس مهني وموضوعي، كما دعا إلى عدم السماح لرؤوس الفساد وأصحاب الجشع والطمع من أن تمتد أيديها للأموال كما امتدت إلى مئات المليارات التي ذهبت هباءً في السنوات الماضية باسم آلاف المشاريع الوهمية.
وقال ممثل المرجع السيستاني، الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 11/9/2015م ما نصه “إن قرار مجلس الوزراء الأخير بتخفيض رواتب كبار المسؤولين في الدولة يعد خطوة في الاتجاه الصحيح للإصلاح الذي يطالب به الشعب، ومن الخطوات المهمة الأخرى – تحقيقاً لدرجة من العدالة الاجتماعية- هو إقرار سلم الرواتب الجديد الذي يلغي الفوارق غير المنطقية بين موظفي الدولة في رواتبهم ومخصصاتهم وينصف الذين خصصت لهم رواتب قليلة لا توفر الحد الأدنى من العيش الكريم, مجددا تأكيد المرجعية على الخطوات الأساسية للإصلاح وملاحقة ومحاسبة الفاسدين واسترجاع ما استولوا عليه من الأموال بغير وجه حق، داعيا إلى تقييم أداء المسؤولين في الحكومة على أساس مهني وموضوعي، والقيام باستبدال من يثبت عدم كفاءتهم في أداء مهامهم بأشخاص آخرين يبنى اختيارهم على أساس الكفاءة والنزاهة والحرص على مصالح الشعب، وينبغي أن يكون اختيار البديل مستنداً إلى قرار جماعي من ذوي الخبرة والاختصاص في مهام الوزارات حتى لا يكون هنالك مجال للاتهام بالتفرد وعدم الموضوعية في الاختيار.
وأضاف “من الواضح أن التغيير ليس مطلوباً في حد ذاته بل المطلوب هو التغيير نحو الأفضل ولا يكون ذلك إلا برعاية الضوابط المهنية في أية عملية استبدال بعيداً عن المحاصصة الحزبية أو الانتماء الطائفي أو المناطقي او العشائري ونحو ذلك”.
ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبته الثانية من الصحن الحسيني الشريف وحضرتها وكالة نون الخبرية إلى اتخاذ إجراءات صارمة في مراقبة صرف مبلغ خمسة تريليونات دينار الممنوحة للمصارف الزراعية والصناعية والمصرف العقاري وصندوق الإسكان وعدم السماح لرؤوس الفساد وأصحاب الجشع والطمع من أن تمتد أيديها اليها كما امتدت إلى مئات المليارات التي ذهبت هباءً في السنوات الماضية باسم آلاف المشاريع الوهمية بقوله “إن الخطوة الاخيرة التي اتخذتها الحكومة بإقراض البنك المركزي العراقي مبلغ خمسة تريليونات دينار للمصارف الزراعية والصناعية والمصرف العقاري وصندوق الإسكان تحتاج إلى إجراءات صارمة في مراقبة صرف هذه المبالغ في المواضع الصحيحة وعدم السماح لرؤوس الفساد وأصحاب الجشع والطمع من أن تمتد أيديها إليها كما امتدت إلى مئات المليارات التي ذهبت هباءً في السنوات الماضية باسم آلاف المشاريع الوهمية”، مبينا أن هذه الأموال لو صرفت وفق خطط صحيحة لأمكن معالجة عدد من الملفات المهمة ومنها ملفا البطالة وتنويع القاعدة الإنتاجية للبلد، داعيا إلى ضرورة اتخاذ خطوات تكميلية لتحقيق هذا الهدف كحماية المنتوج الوطني الذي لا يتمكن في الوضع الحالي من أن ينافس المستورد الخارجي في السعر والجودة.
ودعت المرجعية الدينية العليا الحكومة المركزية أن تولي اهتماماً خاصا للمعاناة الأزلية للمواطنين الكرام في محافظة البصرة وشكاواهم المستمرة من عدم توفر الماء الصالح للاستخدام البشري، حيث قال سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بهذا الأمر ما نصه “الذي تكرر الحديث بشأن نواقصه المتنوعة- نريد أن نشير هنا إلى المعاناة الأزلية للمواطنين الكرام في محافظة البصرة وشكاواهم المستمرة من عدم توفر الماء الصالح للاستخدام البشري حتى للاستحمام فضلاً عن الشرب، وهذا من غرائب الوضع في العراق حيث تعد البصرة المصدر الأهم لموارده المالية ولكن أهلها يعانون من عدم توفر خدمة أساسية ملحة وهي الماء الصالح للاستخدام، مبينا أن المتوقع من الحكومة المركزية أن تولي اهتماماً خاصاً بهذا الملف المهم ولا تتوانى عن وضع حلول جذرية لهذه المشكلة الكبيرة في هذه المحافظة المضحية والمعطاء.
ومع إطلالة العام الدراسي الجديد الذي يتزامن مع الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق بينت المرجعية الدينية العليا من خلال ممثلها في كربلاء عدة أمور منها
1- إن الأرقام التي تنشرها بعض المنظمات العالمية عن تزايد نسبة الأمية في العراق خصوصاً بين الإناث تؤشر إلى مخاطر مستقبلية على عملية بناء الإنسان العراق علمياً وتربوياً، وقد أصبح لزاماً على الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتطبيق قانون التعليم الإلزامي وحث الآباء والأمهات من خلال برامج إعلامية مكثفة على إدخال اطفالهم إلى المدارس، وفي نفس الوقت منع تسرب الطلبة من مقاعد الدراسة لأسباب اقتصادية أو غيرها.
2- إن العملية التعليمية الصحيحة تتقوم بجهود أركانها وهي وزارة التربية وإدارة المدرسة والكادر التعليمي وأولياء أمور الطلبة، وقد تطورت أساليب التعليم في عالم اليوم كثيراً، فالمطلوب من الجهات المعنية أن تسعى إلى اتباع الطرق التدريسية والتعليمية الحديثة في مدارسنا واستعمال وسائل متطورة للتعليم من أجل أن يكسب الطلبة مهارات علمية وقدرات ذهنية تناسب طبيعة العصر الحاضر.
3- كما أن المطلوب من المعلمين مزيداً الاهتمام بالجانب التربوي ولا سيما أن العراق تعرض إلى ظروف استثنائية من حروب وأزمات متتالية انعكست سلباً على بناء شخصية الكثير من أطفاله في مقوماتها الوطنية والنفسية والأخلاقية، ونأمل من وزارة التربية ومؤسساتها وإدارات المدارس الاهتمام بهذا الجانب بما يحقق البناء الأكمل والأفضل للطلاب.
4- إن عملية الإصلاح الشاملة التي ندعو إليها جميعاً لابد أن تشمل العملية التربوية والتعليمية في المدارس والجامعات، ومن الضروري مراجعة شاملة لأسس هذه العملية وإصلاحها من خلال العناية بمقومات الرصانة والمتانة للمستوى العلمي للطالب والاهتمام ببناء شخصيته الأخلاقية والوطنية”.
واختتم ممثل المرجع السيستاني بقوله وفقنا الله جميعاً للصلاح والإصلاح ونسأله أن ينصر قواتنا المسلحة البطلة ومن يساندوهم من المتطوعين الكرام وأبناء العشائر الغيارى في منازلتهم ضد قوى الارهاب”.
س ف