الإمام محمّد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ السجّاد بن الحسين السبط بن عليّ أمير المؤمنين بن أبي طالب صلوات الله عليهم.. من علياء بني هاشم ، ومن ذريّة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السّلام ، ومن سلالة أشرف الخلق محمّد الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
كنيته الشريفة
أبو جعفر ، ويقال له : أبو جعفر الثاني ؛ تمييزاً له عن جدّه الإمام أبي جعفر محمّد الباقر عليه السّلام.
الإمام التاسع من أوصياء النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وفيه يقول الشاعر :
فديتُ إمامي أبا جعفرٍ جواداً يُلقّب بالتاسعِ
عاش مع أبيه الإمام عليّ الرضا عليه السّلام قرابة أربع سنوات ، فلمّا أُشخِص إلى « مَرُو » بخراسان بقي الإمام الجواد عليه السّلام في المدينة حتّى استُشهد والده ، فكان هو وصيَّه والإمام من بعده.. وقد استمرّت إمامته الميمونة سبعة عشر عاماً تقريباً.
نقش خاتمه
« نِعمَ القادرُ الله ».
مولده الأغرّ
المشهور أنّه وُلد عليه السّلام في رجب؛ لِما ورد في أدعية شهر رجب من قول الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه : اللهمّ إنّي أسألك بالمولودَينِ في رجب : محمّد بنِ عليٍّ الثاني ( أي الإمام الجواد عليه السّلام ) ، وابنهِ عليِّ بنِ محمّد المنتجَب (أي الإمام الهادي عليه السّلام)..
والأشهر أنّه في العاشر من شهر رجب الأصبّ عام 195 هجريّة ، وكان ذلك في المدينة المنوّرة.
أمّه
يقال لها : سَبيكة ، أو سكينة المريسيّة ، ويقال : ريحانة ، وتُسمّى درّة وتُكنّى بأُمّ الحسن ، وقد سمّاها الإمام الرضا عليه السّلام خَيزُران. وكانت نُوبيّة من اُسرة مارية القبطيّة رحمة الله عليها اُمّ إبراهيم بن رسول الله صلّى الله عليه وآله. وكانت سبيكة من أفضل نساء زمانها ، وقد أشار إليها النبيّ صلّى الله عليه وآله بقوله : بأبي ابن خيرةِ الإماء النُّوبيّة الطيّبة.
والنُّوب : جيل من السودان.
إخوته وأخواته
معظم المؤرّخين لم يذكروا للإمام الجواد عليه السّلام أخاً ولا اُختاً ، إذ قالوا : إنّه الابن الوحيد لأبيه أبي الحسن الرضا عليه السّلام. إلاّ أن بعضهم ذكر له عدداً من الإخوة والأخوات ، هم : أبو محمّد الحسن ، والحسين ، وجعفر ، وإبراهيم ، وفاطمة ، وقيل : وعائشة ، وهو غير مشهور.
نساؤه
1 ـ سُمانة المغربيّة ، وكان منها نسله المبارك ، وهي أمّ الإمام عليّ بن محمّد الهادي سلام الله عليه.
2 ـ اُمّ الفضل بنت المأمون ، ولم يكن منها نسل.
3 ـ قيل : وكانت له امرأة هي حفيدة لعمّار بن ياسر رضوان الله عليه.
أبناؤه
ابنه الأكبر الإمام عليّ الهادي عليه السّلام ، ومِن بعده موسى المعروف بـ « المُبرقَع » ويكنّى بأبي أحمد. ويقال إنّ له أبناء آخرون ، هم : الحسن ، وأبو أحمد الحسين ، وأبو موسى عمران.
أمّا من البنات فذكروا للإمام الجواد عليه السّلام عدداً منهنّ : فاطمة ، وأُمامة ، وحكيمة ، وخديجة ، وأمّ كلثوم ، وبريهة ، وزينب ، وميمونة ، واُمّ محمّد. وقيل : لم يخلّف من البنات إلاّ فاطمة وأُمامة ، ولكنّ حكيمة عمّة الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام كانت معروفة ، وهي التي حضرت مولد الإمام الحجّة المهديّ عجلّ الله تعالى فرجّه الشريف.
مِن ثقاته
أيّوب بن نوح بن دَرّاج الكوفيّ ، وجعفر بن محمّد بن يونس الأحول ، والحسين بن مسلم بن الحسن ، والمختار بن زياد العبديّ البصريّ ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الكوفي.
أمّا أصحابه فقد عدّ بعضهم قرابة مئتين وسبعين شخصاً ، أشهرهم : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ ، الفضل بن شاذان ، أبو تمّام حبيب الطائيّ ، أبو الحسن عليّ بن مهزيار الأهوازيّ ، محمّد بن أبي عُمَير ، محمّد بن سِنان ، عليّ بن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام ، إسماعيل بن الإمام الكاظم عليه السّلام ، زكريّا بن آدم ، يونس بن عبدالرحمن ، عبدالجبّار النهاونديّ ، خَيران الخادم ، هشام بن الحكم.. وآخرون.
روى بعضهم عنه عليه السّلام ، كما روى عنه العشرات ، منهم : إبراهيم بن أبي البلاد ، إبراهيم بن أبي محمود ، إبراهيم بن هاشم القمّي ، أحمد بن أبي عبدالله البرقيّ ، أحمد بن محمّد بن عيسى القمّي ، الحسين بن عليّ الوشّاء ، الحسين بن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام ، حكيمة ابنته ، حكيمة اُخته ، أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ ، دِعبِل بن عليّ الخزاعيّ ، الريّان بن شَبيب ، الريّان بن الصَّلت ، زكريّا بن آدم القمّي ، الصقر بن أبي دُلَف ، السيّد عبد العظيم بن عبدالله الحسَنيّ ، ابنه الإمام عليّ الهادي سلام الله عليه ، عليّ بن مهزيار ، محمّد بن إسماعيل بن بزيغ ، محمّد بن الحارث النوفليّ ، محمّد بن الفضيل الصيرفيّ ، مُعمَّر بن خلاّد ، الموفّق ، ياسر الخادم.. وآخرون كُثر.
شاعره
أبو هشام داود بن القاسم الجعفريّ.
بوّابه
عمر بن الفرات. وقيل : عثمان بن سعيد السمّان أيضاً ، والملقّب بالعَمْريّ الأسديّ ، وقد أصبح فيما بعد وكيلاً للإمام الهادي ثمّ للإمام العسكريّ عليهما السّلام ، بعد ذلك صار سفيراً للإمام المهديّ صلوات الله عليه في زمن الغيبة الصغرى.
الحكّام المعاصرون
1 ـ عبدالله المأمون (196 ـ 218هـ).
2 ـ المعتصم العبّاسيّ (218 ـ 227هـ).
الوقائع المهمّة
أ. فراقه المرير لوالده الإمام الرضا عليه السّلام الذي أشخصه المأمون جبراً من المدينة إلى خراسان أواخر سنة 199 أو 200 هجريّة ، وقد رافقه إلى موضع في الطريق حيث ودّعه وعاد إلى المدينة.
ب. في عام 203 هجريّة كانت شهادة أبيه الرضا صلوات الله عليه ، فدخله من ذلك ما دخله من الحزن العميق ، حينذاك انتقلت إليه الإمامة وعمره لا يتعدّى تسع سنوات.
ج. أحضره المأمون إلى عاصمته الجديدة بغداد ، وزوّجه ابنته أُمّ الفضل تغطيةً على ما ارتكبه بحقّ أبيه الرضا سلام الله عليه ، واستمراراً بسياسة الإيهام.
د. انزعج العبّاسيون من تقريب المأمون للإمام الجواد عليه السّلام وإبداء الاحترام والإجلال له ومصاهرته ، فعقد المأمون له مجالس المناظرة والاحتجاج ، حينها أذعن الجميع لإمامته الحقّة وإن كابروا.
هـ. عاد الإمام الجواد عليه السّلام إلى مدينة جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله بعد حجّه المبارك ، ومكث هناك حتّى هلاك المأمون.
و. سنة 218 هجريّة كان هلاك المأمون وتسلّم المعتصم لزمام الحكم العبّاسيّ.
ز. أشخصه المعتصم مرّة اُخرى إلى بغداد ، فورد عليه السّلام إليها لليلتين بقيتا من شهر محرّم سنة 220 هجريّة.
ح. حاول المعتصم اختلاق الذرائع الوهميّة لقتل الإمام الجواد عليه السّلام ، فدعا جماعة من وزرائه وأمرهم بأن يشهدوا على الإمام عليه السّلام زوراً أنّه أراد الخروج على الحكم العبّاسيّ ، فشهدوا برسائل مزوّرة ، إلاّ أنّ الإمام الجواد عليه السّلام أبطل مكيدته بالمعجزة ، فأذعن المعتصم وأقرّ بافترائه نجاةً بنفسه وقصره من الزلزال الرهيب الذي كاد يقع.
ما زال المعتصم العبّاسي يتحيّن الفرص لقتل الإمام الجواد عليه السّلام حتّى تهيّأ له سببان ، الأوّل : تحريك قُضاته له ، ومنهم أحمد بن أبي داود قاضي القضاة ، فأثاروا في نفسه الخبيثة مكامن الحقد والغضب والانتقام. والثاني : تبنّي جعفر بن المأمون موضوع الاغتيال على يد اُخته الخائنة اُمّ الفضل امرأة الإمام الجواد عليه السّلام ، فأقدمت اُمّ الفضل ، بأمرٍ من عمّها المعتصم ، وتشجيعٍ من أخيها جعفر على هذه الجريمة ، فدسّت السمّ للإمام الجواد عليه السّلام وكان صائماً في يوم صائف ، فأفطر عليه وقضى به مسموماً شهيداً ، يوم السبت آخرَ ذي القعدة الحرام سنة 220 هجرية ، وهو في ريعان شبابه الشريف ، إذ لم يبلغ عمره المبارك إلاّ خمساً وعشرين سنة وأربعة أشهر.
مدفنه
بعد أن استُشهد عليه السّلام ببغداد دُفن في مقابر قريش مع جدّه الإمام موسى الكاظم عليه السّلام ، وقد ضمّهما ضريح واحد عليه قبّتان ذهبيّتان في المدينة التي كانت حياتها بهما ، وهي اليوم تُدعى بـ « الكاظميّة » وتقع في جانب الكرخ من مدينة بغداد عاصمة العراق.