ما هي أسباب تأخير الحسم في معارك تحرير الأنبار ؟
الحكمة – متابعة: في كل الحروب تتوقف المعارك أحياناً لشهور وبعضها لسنوات والأسباب تتباين بين عوامل الطبيعة أو لإنهاك العدو أو حتى لإعادة الحسابات.
في معارك الأنبار التي تدور رحاها منذ شهور في محيط مدينتي الرمادي والفلوجة فإن التوقف جاء لهذه الأسباب:
-
إستراتيجية مسك الأرض وتأمين الخلفيات
وطبقاً لما أعلنه أحد القادة العسكريين الميدانيين هناك والذي عرف نفسه باسم ”العميد م. ح. و” فإن التوقف جاء لأن ”القوات المشتركة في المعارك بكل القواطع لاسيما قاطعي الفلوجة والرمادي حققت خلال الفترة الماضية تقدما كبيراً سواء على صعيد التقدم باتجاه الأهداف المطلوب الوصول إليها من قبل القيادة العسكرية العليا ممثلة بالعمليات المشتركة أو على صعيد تأمين الخلفيات من خلال مسك الأرض أو تأمين الجبهة الداخلية لما بعد مديات التقدم”.
وبشأن التوقف الحالي للمعارك يقول العميد (م. ح . و) وفقًا لـ(IMN) إن “أهم ما ينبغي تأكيده هنا أن الدواعش باتوا يتوارون عن الأنظار بعكس المعارك السابقة التي خضناها في قواطع عديدة من جرف الصخر إلى اليوسفية فحزام بغداد بالكرمة والفلوجة وأبو غريب وصولًا إلى مقتربات الرمادي حيث كنا نواجه عمليات القنص أو العبوات الناسفة من خلال تفخيخ واسع النطاق للشوارع والمنازل والمقرات”.
-
السكان وجرائم داعش
ويوضح أن “عملية التوقف تمليها ضرورات إنسانية بالدرجة الأساس حيث الكثافة السكانية في مدينتي الرمادي والفلوجة وطالما أن عصابات داعش لم تعد قادرة على تغيير موازين القوى فإن حصار الرمادي والفلوجة يمكن أن يأتي بنتائج جيدة في غضون فترة قصيرة”.
من جهته يقول الشيخ غسان العيثاوي وهو أحد شيوخ الأنبار ورجال الدين إن “محاولات الدواعش مستمرة سواء من خلال إرتكاب جرائم مروعة ضد الأهالي او على صعيد صد هجمات حتى وإن كانت يائسة في بعض المناطق من أجل فك الحصار عن عناصرهم لكنهم في النهاية لم يعودوا قادرين على تحقيق أي تقدم بعد أن فقدوا كل معاقلهم في المناطق التي كانوا يحتمون بها”.
-
قطع طرق الامدادات وحصار داعش
ويلفت الى أن “التلاحم الحالي بين الجيش وبين قوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر هو الأفضل من نوعه منذ أن بدأت المعارك قبل شهور بعد أن ادرك الجميع أن عصابات داعش الإجرامية تهدف إلى إستباحة دم العراقيين”.
وحول ما إذا كان توقف العمليات القتالية يمكن أن يفيد الدواعش لإعادة تنظيم صفوفهم يقول العيثاوي إن “ما يجري في الواقع هو ليس توقف العمليات القتالية لمجرد التوقف بل أن السبب الرئيس في ذلك هو حصار داعش وهو ما يعني قطع طرق إمداداتهم وهو ما نلاحظه ميدانيًا حيث لم يعودوا قادرين على تشكيل خطورة”.
ويؤكد أيضا بأن “هناك من يحاول خلط الأوراق من عناصر الطابور الخامس مثل القول أن هناك قوات أميركية على الأرض في الرمادي أو انسحاب الحشد الشعبي من أرض المعركة وهذه كلها أنباء عارية عن الصحة تماما”.
-
زمام المبادرة وحسم المعركة