المرجعية الدينية تدعو لدعم القطاع الخاص
كربلاء – الحكمة: جددت المرجعية الدينية العليا دعوتها إلى الأجهزة الأمنية إلى أن تطور المجال الاستخباراتي في عملها داعية المسؤولين إلى ضرورة بث ثقافة استغلال الوقت وأن تكون حاضرة عند الجميع, داعية الدولة أن تخفف من الثقل عن كاهلها والتوجه إلى فتح قنوات القطاع الخاص والاهتمام به وتسهيل قوانينه وإعادة النظر بقوانين أخرى تقف حائلا في تنشيط هذا القطاع.
وقال السيد أحمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 18/9/2015م ما نصه “مرة أخرى ضرب الإرهاب الداعشي مناطق من العاصمة العزيزة بغداد وسقط عشرات المواطنين الأبرياء ضحايا للحقد الطائفي لعناصر هذا التنظيم الإرهابي وفي هذه المرة كما في المرات السابقة لا نملك الا أن ندين هذه الجرائم الوحشية ونترحم على الأحبة الذين أُريقت دمائهم الزكية ظلماً وعدواناً، وندعو للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل.. وفي الوقت نفسه ندعو الأجهزة الأمنية إلى أن تطور أساليبها ولا سيما في المجال الاستخباراتي لتتمكن من التعامل بصورة مناسبة مع هؤلاء الإرهابيين الذي يستهدفون الابرياء في الساحات والشوارع والأسواق ونحوها..
كما ندعو الحكومة إلى أن توفر كل الدعم الممكن للمقاتلين الأبطال في القوات المسلحة وغيرهم من المتطوعين وأبناء العشائر الغيارى الذين يواجهون الإرهابيين في مختلف الجهات ويبذلون أرواحهم و دمائهم فداء للعراق وشعبه ومقدساته..
ودعا ممثل المرجعية الدينية العليا من الصحن الحسيني الشريف جميع المسؤولين دون استثناء إلى ضرورة بث ثقافة استغلال الوقت وأن تكون حاضرة عند الجميع بقوله أن ثقافة الحرص على الوقت وعدم هدره من الخطوات المهمة لإشاعة الإصلاح الوظيفي فكما أن هناك مجموعة من القوانين والنُظم تحتاج إلى إعادة النظر لكونها معطِّلة لعمل بعض الدوائر أو لا تتماشى مع التطلعات الحقيقية للإصلاح كذلك لابد أن تشاع ثقافة استغلال الوقت بطريقة جيدة فإن قيمة وأهمية أي عمل تحتاج إلى وقت يتناسب مع انجازه لكننا نرى وضمن عدم المسؤولية في هذا الجانب تفريطاً واضحاً في الوقت، موضحا أن الموظف او المسؤول لابد أن يستشعر أن كل دقيقة تمر بدون عمل جدّي فهو لا يؤدي إلى تعطيل عجلة التطور في البلد فقط بل تعد إضاعة الأوقات نحوا من أنحاء السرقة لأن هذا الوقت هو حق الناس والمسؤول ملزم عرفاً وأخلاقاً أن يستوعب تمام الوقت المضروب له في العمل، مؤكدا على ضرورة أن تكون هذه الثقافة ثقافة استغلال الوقت حاضرة عند جميع المسؤولين لا فرق بينهم، فالشعوب تتقدم بالعمل والعمل يحصل بالاستغلال الأمثل للوقت..
وأضاف أن على الاخوة المسؤولين أن يوسعّوا هذه الثقافة ويشجعوا عليها وفي الوقت نفسه تتم محاسبة المفرّط في الوقت أو الذي يصرفه في غير العمل الذي استؤجر من أجله، مبينا أن الاصلاح عبارة عن ثقافة واسعة ومنظومة مترابطة لا تقبل التفكيك.. الحفاظ على المال العام وجعل الرجل المناسب في الموقع المناسب والسعي لتطوير البلد واستغلال الوقت بشكل جيد حلقات مهمة للقضاء على الفساد وإدامة الإصلاح..
من جانب آخر دعا ممثل المرجع السيستاني الدولة العراقية إلى تخفيف الثقل عن كاهلها والتوجه إلى فتح قنوات القطاع الخاص والاهتمام به وتسهيل قوانينه وإعادة النظر بقوانين أخرى تقف حائلاً في تنشيط هذا القطاع, موضحا أن فسح المجال أمام القطاع الخاص صناعياً أو تجارياً أو زراعياً.. له انعكاسات ايجابية كبيرة على البلد إذا كان ضمن معايير دقيقة تتلاءم مع متطلبات الشعب، موضحا أن الحكومة لا تستطيع أن تلبي جميع المتطلبات المشروعة للناس بسبب تفاقم بعض الأزمات وليس من الصحيح بقاء هذه المتطلبات بلا حل..
ودعا السيد الصافي الدولة أن ترعى ذلك بعناية فائقة موفرّة بذلك فرص عمل لمجموعة كبيرة من أبنائنا الذين يعانون من البطالة ولا يجدون فرص عمل توفر لهم العيش الكريم”.
وأضاف أن القطاع الخاص يساعد الدولة على حل الكثير من المشاكل بشرط أن يوفر له الدعم الكافي تشريعاً وتنفيذاً بجعل آليات مناسبة لعمله لئلا يصبح منفذاً جديداً لاستغلال المواطنين واستنزاف أموالهم”.
واختتم ممثل المرجع السيستاني بقوله أخذ الله تعالى بأيدينا وأيديكم وأيدي كل مسؤول يسعى لخدمة البلد وإلى الخير.. وأرانا في هذا البلد كل عزة وأمن واستقرار ونصر الله كل الاخوة الذين يقاتلون دفاعاً عنه وخذل كل الذين يريدون سوءاً به إنه على كل شيء قدير.
(نون)
س ف