واقع الأيتام في العراق للفترة من 2003-2015 من وجهة نظر مؤسسة اليتيم الخيرية

317

m-01-01-2015-12-346x450الأيتام في ظل التحول السياسي:

نظرا لتصاعد أعمال العنف والقتل والتشريد والتهجير والذبح على الهوية الذي تصاعدت وتيرته في العراق منذ العام 2003 وصعوداً ، فقد ظهرت أعداد كبيرة ومقلقة من الأيتام والأرامل والأمهات الثكلى وكاد النسيج الاجتماعي في العراق أن يتهتك بسبب الدمار الذي مُنِيَتْ به الأسرُ المنكوبة التي فقدت معيلَها المتمثّلَ بالأبِ والابنِ والأخِ والزوجِ مما أثّر سلباً على المستوى المعيشي والنفسي والاجتماعي لهذه العوائلِ المنكوبةِ، فقد ظهرت الحاجةُ الملحة إلى بزوغ الكثير من المؤسسات غير الحكومية والمنظمات المدنية الناشطة لسد الثغرات بل الفجوات الكبيرة التي عجز الأداءُ الحكوميُ عن ردمها ، وفي ظل المنعطف الخطير الذي ألمَّ بالعراق وتحديداً بعد سقوط مدينة الموصل بتأريخ 10/6/2014 واجهت كافة المؤسسات غير الحكومية والمنظمات الدولية عبئاً ثقيلاً تمثل ليس فقط بارتفاع نسب الأيتام والأرامل والمعوزين بل هنالك نسب عالية من المهجرين قسراً من مناطقهم والذين فقدوا أبسط مقومات العيش الكريم وهذا ما وضع الجميع في موقف لا يحسد عليه .

نشوء مؤسسة اليتيم الخيرية:

أبصرت مؤسسةُ اليتيم الخيرية النورَ في 4/4/2007 بعد توجيهٍ وعنايةٍ ورعايةٍ مباشرةٍ من لدن مكتب المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (مد ظله) وانبرت لجمع المعلومات عبر لجانها الكشفية معتمدةً على الوسائل العلمية والأكاديمية الحديثة في الإحصاء وتحليل المعلومات وظهرت نتائج ترتعد لها الفرائص ، فقد سجلت المؤسسة حتى الآن ضمن نطاق عملها في (14) محافظة ماعدا إقليم كردستان والأنبار (104810) يتيماً و(35294) أرملةً ، وهي الأرقام الأعلى التي لم تسجلها أيةُ مؤسسةٍ أخرى لحد الآن. وهذا ما يضعنا جميعاً على المحك للوقوف صفاً واحداً للحفاظ على البنية الاجتماعية العراقية التي منيت بالتشويه المتعمد بقيادة الفكر الظلامي الذي يرفض المدنية والحوار والتعايش، ولم تكتف مؤسسة اليتيم الخيرية إلى هذا الحد بل شملت في رعايتها النازحين من محافظة نينوى وغالبيتهم من التركمان الشيعة في قضاء تلعفر ومن الشبك من سهل نينوى ، بل وسجلت المؤسسة عوائل مسيحية قدمت من سهل نينوى تعيش الآن في محافظة النجف الأشرف وشملتهم بعنايتها من دون أن تنظر إلى لونهم وعرقهم ودينهم.

برامج المؤسسة:

من جانبها وإيماناً بمسؤوليتها تجاه الأيتام أعدت مؤسسة اليتيم الخيرية برامجَ متنوعةً لرعاية هذه الفئة من فئات مجتمعنا وكان من أبرز هذه البرامج هي برنامج الرواتب والكفالات الشهرية والرعاية الطبية وتجهيز المواد المنزلية وبناء وترميم دور الأيتام والبرنامج التربوي وبرنامج تكريم الطلبة الأوائل وبرنامج الإغاثة وإظهار مظلومية الشهداء والبرنامج الترفيهي بالإضافة إلى مهرجان السلة الغذائية ومهرجان كسوة الأيتام، وبرنامج إغاثة النازحين .

المسؤولية تحتم علينا الوقوف صفاً واحدا لنجدة هذه الأعداد المطّردة التي مازال الكثير منها ينتظر منا أن ننتشله من براثن الفقر المدقع والفاقة والحرمان ونوفر له حياة ومستقبلاً واعداً يعتمد على مقدار ما تقوم به شرائح المجتمع الأخرى من كفالة للأيتام وتبرعات يمكن لها أن تنجز الكثير من هذه المشاريع الواعدة في خدمة الأيتام والأرامل .

حلول مرجعية :

منذ الوهلة الأولى للتحول الذي عاشه العراق بعد 2003 نوهت المرجعية الدينية إلى أن الحل الأمثل للعيش بسلام في العراق يكمن في التعايش السلمي ونبذ التطرف الأعمى والذي سيحد من ازدياد نسب الأيتام والأرامل . ذكر المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم في رسالته الموجهة للشعب العراقي في عام 2003 :” العراق ككثير من البلاد قد جمع طوائف مختلفة في الدين والمذهب والقوميات وغير ذلك من الانتماءات وهذا أمر واقع فرض نفسه علينا يجب الاعتراف به ، والتعايش معه بالحكمة وحسن التصرف ، بنحو يجنب الجميع المشاكل والمضاعفات الخطيرة التي تفرزها الخلافات والمشاحنات. ومهما بلغ الخلاف بين الفئات والطوائف المذكورة شدّةً وحدّة فليس من الحكمة إلغاء بعضها لبعض وتجاهلها، والتعدّي عليها وهضم حقها “.

إحصائيات المؤسسة:

  1. 104810 يتيماً مسجلاً لدى المؤسسة لغاية الشهر التاسع من عام 2015 وهو أعلى رقم للأيتام بالنسبة إلى بقية المؤسسات العاملة.

  2. قرابة 84000 يتيماً مسجلاً لعام 2014

  3. 75151 يتيماً مسجلاً لعام 2013

  4. 35294 أرملةً مسجلةً لغاية الشهر التاسع من عام 2015

  5. 97584 نازحاً مسجلاً لدى المؤسسة من بينهم مسيحيون ومن الطائفة السنية غالبيتهم يسكنون بين كربلاء والنجف في المواكب الحسينية.

  6. 19800 عائلةً نازحةً مسجلةً في سجلات المؤسسة.

التوصيات المقترحة :

  1. انفتاح المجتمع الدولي والمؤسسات العالمية على واقع الأيتام وعوائلهم في عموم العراق وخصوصاً في مناطق الوسط والجنوب كون النشاط لهذه المؤسسات يكاد أن يكون نادرا بل معدوماً أحيانا على الرغم من كون هذه المناطق آمنة نسبياً.

  2. اعتماد رعاية الأيتام وشمولهم بالبرامج التي تهدف إلى تقويمهم نفسيا وتربويا واقتصادياً وعلمياً وهم في كنف عوائلهم أو أقاربهم ، وهذه التجربة هي ما تعمل عليه المؤسسة وليس ضمن ملاجئ الأيتام أو الإصلاحيات التي تزيد من شعورهم بالغربة والانطواء والانعزال عن المجتمع، كما يجنب ذلك اليتيم من الاستغلال بكل أنواعه.

  3. شمول الأيتام ببرامج تقويمية مثل برنامج الزائر الدولي ليطلع على الثقافات والتجارب الأخرى لتكون له محفزاً على رسم خريطة حياته وفق ما يرى من توجيه وهذه المهمة تقع على عاتق المؤسسات الدولية الرصينة ، وقد طبقت مؤسسة اليتيم الخيرية هذه التجربة على الصعيد الوطني في إرسال الأيتام بسفرات تثقيفية إلى الجامعات وإلى البرلمان العراقي وإلى المناطق الدينية والاجتماعية والترفيهية وقد حققت نتائج طيبة منها تقليل نسب التسرب من المدارس .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*