الفطريات.. تتعايش مع الإنسان بأكثر ضرر وأقل منفعة!
516
شارك
الصيدلي/ محمد مطيع عاشور
الحكمة – متابعة: الفطريات كائنات متعددة الخلايا ومنها أيضا ما هو وحيد الخلية وتوجد في الطبيعة متطفلة على كائنات أخرى مثل النباتات والحيوانات والإنسان ومنها ما هو نافع ومنها ما هو ضار ومنها ما يتعايش مع الإنسان ومنها ما هو متعايش في الغالب بوجود مناعة طبيعية ولكن يحدث عدوى عند انخفاض المناعة.
تعيش الفطريات متعايشة على الجلد والجهاز الهضمي وأيضا الجهاز التناسلي في المرأة ولها فوائد من ناحية قدرتها على الحد من تكاثر البكتيريا الأخرى وعند حدوث اختلال في التوازن بين الميكروبات المختلفة والتي قد تؤدي لظهور ميكروب بشكل كبير مما قد يؤدي لأعراض مرضية مثل الالتهاب في الجلد أو الأغشية المخاطية أو الجهاز التناسلي في المرأة والإسهال في الجهاز الهضمي.
فمثلا عند استعمال المضاد الحيوي للبكتيريا لفترات طويلة تنخفض المناعة مؤقتا ولا تتأثر الفطريات فتنتهز الفرصة للتكاثر وهذا يؤدي إلى التهاب في الفم أو الجهاز الهضمي محدثة صعوبة البلع في الفم وظهور مناطق بيضاء في الفم، ومن الممكن حدوث التهاب في أجزاء من الجهاز الهضمي مصحوبة بالألم وصعوبة البلع أو الاسهال والمغص في الجزء الاسفل من البطن وعلاجها يتضمن في الغالب إيقاف المضاد واستعمال دواء نيستاتين كمضمضة ويبلع أربع مرات يوميا لأسبوع أو نحوه، وقد يحدث ما يشبه ذلك في الجهاز التناسلي في المرأة وعلاج نيستاتين يعالج هذه الالتهابات الفطرية في الغالب.
من أشهر الالتهابات الفطرية ما كان بسبب الكانديدا البيكنز والتي تشبه خلايا الخميرة ولها القدرة على التجمع وإحداث التهاب فطري كباقي الفطريات وتتعايش مع باقي الميكروبات في ظل مناعة طبيعية.
تنتقل الفطريات إلى الجهاز التنفسي محملة على حبيبات الغبار وقد تؤدي لعدوى في الجهار التنفسي لدى المرضى الذين لديهم انخفاض المناعة المؤقت (من تأثير الأدوية المثبطة للمناعة أو الكيماوي) أو انخفاض المناعة المزمن نتيجة أمراض مثل مرض نقص المناعة المكتسب أو بعض الأمراض الوراثية التي تؤدي لاختلال المناعة، وفي المرضى منخفضي المناعة المؤقت أو الدائم يمكن تناول عقاقير للوقاية من الفطريات وخاصة في وحدات زراعة الأعضاء مثل نخاع العظام والكبد والقلب والرئتين والكلى والتي يصاحبها عادة استخدام أدوية تؤدي لانخفاض المناعة، وهذا الاستخدام للمضادات لفترات طويلة من الممكن أن ينتج عنه سلالات عنيدة تحتاج للكثير من الوقت والجهد والمال للتخلص منها.
وفطريات من نوع اسبيرجيلس تكون في الهواء وخاصة في المزارع والمناطق التي تحت الانشاء لذا ينصح من لديهم انخفاض في المناعة بعدم التردد على مثل هذه المناطق مع لبس كمامة واقية عند الحاجة الماسة.
هناك أنواع من الفطريات المرضية قد تحدث عدوى في الجلد نتيجة مخالطة واستعمال أدوات المريض وذلك حتى في الأشخاص ذوي المناعة الطبيعية، وبعضها يعالج بالكريمات أو المراهم المحتوية على مضادات الفطريات وقد يتطلب علاجا بالفم لفترات متفاوتة.
والخلية الفطرية تشبه خلايا الإنسان كثيرا لذا لم يكن متيسرا التوصل لعقاقير فعالة وآمنة في نفس الوقت لأن لها أعراضا سمية على الخلايا الطبيعية إذا ما قورنت بالمضادات الحيوية المستخدمة في البكتيريا، وعند النظر للبكتيريا عن قرب نلاحظ وجود جدار خلوي غير موجود في خلايا الانسان والتي من الممكن أن تصبح هدفا للمضادات البكتيرية ومضادات الفطريات ليس لها هذا الجدار ولذلك لا تتأثر بها ومضادات الفطريات بعضها أصلها منتجة من ميكروبات أخرى مثل البكتيريا وبعضها مصنع في المعامل.
وكما في البكتيريا تحاول المعامل التوصل لطريقة سهله لاختبار فعالية المضاد في نوع معين من الفطريات الذي سبب المرض للمريض ولكن صعوبة فصل وزرع الفطريات مازال عائقا في ذلك.
عند حدوث التهاب فطري عميق مصاحب لانخفاض المناعة يجب استخدام مضادات الفطريات بالوريد ولفترات طويلة تصل إلى بضعة أشهر مع احتمال حدوث انتكاسة مما يتطلب تغيير جرعة أو نوع المضاد المستخدم أو إضافة مضادات فطرية أخرى، ويحرص الطبيب على الوقاية من حدوث انتكاسة وخاصة مع الإجراءات التي يتوقع أن تخفض المناعة مثل الكيماوي أو العلاج الاشعاعي أو مع مثبطات المناعة.