النزاهة تحقق بملفات فساد في تجهيز الجيش

369
الصفقة تضمنت شراء 64 ألف خوذة وسترة واقية(فرانس برس)
الصفقة تضمنت شراء 64 ألف خوذة وسترة واقية(فرانس برس)

الحكمة – متابعة: نقلت مصادر أن هيئة النزاهة العراقية المستقلة تحقّق بملف خطير يتضمن عقد شراء 64 ألف خوذة وسترة واقية من الصين لصالح الجيش العراقي والحشد الشعبي نهاية العام الماضي تبيّن أنها مغشوشة وتسبّبت بقتل المئات من قوات الجيش والحشد بسبب اختراق الرصاص لها بسهولة.

ويكشف عضو في لجنة التحقيق القضائية داخل الهيئة، لـ”العربي الجديد”، أن الحكومة السابقة، تعاقدت عبر وسيط تجاري لبناني له صلات مع نجل مسؤول عراقي بارز، مع شركة صينية مغمورة لاستيراد 64 ألف خوذة رأس وسترة واقية من الرصاص مع حقائب جنابية للجندي بقيمة إجمالية بلغت 9 ملايين دولار وجرى استخدامها في العراق بعد توزيعها على قوات الجيش وهيئة الحشد ووحدتين من قوات البيشمركة في محافظة كركوك، لكنها تسببت بمقتل وإصابة المئات من الجنود، إذ تبين إن تلك الخوذ والستر الواقية لا تصلح لصد الرصاص ولا حتى التخفيف من سرعته.

ويشير المسؤول إلى أن “هذا العقد تسبّب بخسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات العراقية النظامية والحشد وجرى تسليم رسالة من ضابط في الجيش مع عينة من خوذة وسترة لجنديين في الفرقة السادسة في اللواء 24 الفوج الثالث بالجيش العراقي قُتلا مطلع تموز الماضي بمعارك مع داعش، حيث اخترق الرصاص الخوذة والسترة وتسبب بمقتلهما”. ويشير إلى أن ” الخوذ والستر الواقية التي تسلمها الجنود العراقيون من الأميركيين أو الجانب الإيراني أخيراً فعالة لكن تلك الصفقة .. أزهقت أرواح المئات من الجنود والحشد الشعبي”.

وفي هذا السياق، يؤكد برلماني عراقي لـ”العربي الجديد”، أن أعضاء وموظفين في هيئة النزاهة باشروا التحقيق بزيارة مواقع القتال وفحص تلك الخوذ والسُتر والحديث مع الجنود بشكل مباشر لعدم تسييس هذا الملف الخطير الذي يتعلق بحياة الجنود ولحساسية الموضوع بسبب ارتباطه بالحرب على الإرهاب.

ويكشف البرلماني أنه “تبيّن أن الشركة الصينية غير موجودة وبحثنا عن اسمها في وزارة التخطيط وهيئة العقود والمناقصات الحكومية وكذلك عبر وسائل التواصل فلم نجدها على الرغم من أن اسم الشركة في العقد الموقّع .. كان “بي تو بي”، مبيناً أن “اللجنة طلبت من وزارة الخارجية تكليف السفارة العراقية في بكين التأكد من الشركة محلياً، فيما لا يزال الوسيط اللبناني الذي نال جزءاً من أرباح الصفقة الفاسدة، مجهولاً”.

ويوضح البرلماني نفسه أن “الخوذ بالية وعبارة عن ألياف زجاجية وحبيبات بلاستيك مقوى، والستر الواقية عبارة عن ألياف صفائح معدنية مطلية بالرصاص والكربون ولا تحتوي على أي من المواد التي تصد الرصاص أو الشظايا عن أجساد الجنود كالألمنيوم المعدل أو التيتانيوم والبولي كربونات المعروفة”.

انظر أيضا: (النزاهة: العراق بحاجة إلى منظومة قوانين جديدة لمكافحة الفساد تتماشى مع الوضع الراهن)

من جهته، يقول الخبير الأمني واثق العبيدي، إنّ “الفساد ما زال ينخر المؤسسة العسكرية في البلاد، على الرغم من الحاجة الملحّة لمؤسسة رصينة تستطيع الوقوف بوجه تمدّد داعش”. ويلفت العبيدي، في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أنّ “أحداً لم يُحاسَب عن ملفات الفساد في صفقات الأسلحة والتجهيزات العسكريّة التي أبرمت.. وافتُضحت وقُدّمت كل الأدلة حيالها”، معتبراً أنّ “ذلك أعطى مسوّغاً ودعماً جديداً للفاسدين للاستمرار بصفقات فسادهم على حساب مصلحة البلد”.

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*