كيف يمكنك النجاح في بيئة عمل فاسدة؟

481

151007180203_can_you_survive_in_a_toxic_workplace_640x360_thinkstock_nocreditالحكمة – متابعة: كيف تجد لنفسك مكاناً مريحاً في بيئة عمل مسمومة؟ عملنا جميعا في وقت من الأوقات مع مدير يحاربنا، وزملاء سيئين، ومدير عام سلبي يحجم عن اتخاذ مواقف أو قرارات حاسمة. مجرد وجود هؤلاء يمكن أن يخلق بيئة عمل مسمومة بالفعل.

لكن هل هناك مجال لإيجاد بعض الأمل وسط هذه البيئة القاتمة؟ هل يمكننا فعلاً القيام بشيء ما تجاه أجواء عمل مسمومة؟ هذا الموضوع، وموضوعات أخرى مشابهة، تناولها مستخدمون بارزون على موقع “لينكد-إن” مؤخرا، وفيما يلي نعرض ما يقوله اثنان منهم.

جي تي أودونيل – المديرة التنفيذية لشركة “كاريريالزم”

هل يمكنك فعلا أن تعمل بهدوء بال في بيئة مسمومة؟ الإجابة بسيطة كما تقول، لكنها ليست من النوع الذي يرغب كثير من الناس في سماعه.

تقول أودونيل: “الحصول على راحة نفسية في بيئة مسمومة يبدأ داخل دماغك. معظم الناس يقولون: ‘لا أستطيع ذلك’. ما يحدث في العمل من أمور هو ما يجعلني أشعر بعدم الراحة'”. لكن ربما لا يكون ذلك صحيحاً تماماً.

وتضيف: “إذا كنت ترى نفسك ضحية، وعاجزاً إزاء ما يحدث، فسوف يكون رد فعلك متوتراً وقلقاً وغاضباً. لكن إن اخترت أن تعتبر أنك تمتلك المكان والعمل، فسوف تشعر بالقوة ازاء ما يحدث”.

بالطبع هذا ليس سهلاً، لذلك تعرض أودونيل بعض الخطوات التي تمكنك من الاستمرار في بيئة عمل مسمومة، ومن بين هذه الخطوات:

“اعترف بأنك تمتلك خيارات. ولديك القدرة الكافية. قرر أن تترك العمل، أو خذ خطوة إلى الوراء، وحاول أن تفهم لماذا تشعر بالضيق الشديد. وما الذي يمكن أن تفعله لكي لا تشعر أنك أسير الوضع القائم.

“على سبيل المثال، إذا كان مسؤولك في العمل يصرخ باستمرار، يمكنك أن تحاول إيجاد مسؤول جديد أو بإمكانك إهماله، وتهيئة نفسك على عدم التأثر بالصراخ”، كما تقول كنغ.

وتتابع: “افعل شيئاً ما لتغيير ما يحدث، وعليك بذل جهد إضافي. عليك أن ترسم خطة وأن تبذل في سبيل إنجاحها وقتاً وجهداً ذهنياً كبيراً. بالنسبة للأشخاص الذين يمرون في ظروف مشابهة، نظرة هؤلاء الأشخاص إلى المستقبل هو العامل الحاسم الذي يجعلك تتوقع مدى وسرعة نجاح خطتك.

الأشخاص الذين يعتقدون أن أياماً أفضل تنتظرهم، أكثر نجاحاً في أن يجدوا الألفة والانسجام، بينما الذين يعتقدون أن الأمور لن تتغير إلى الأفضل عادة ما يغرقون في بيئة مسمومة وقالب ذهني سلبي.

ريتا جي كنغ – منسقة في شركة “ساينس هاوس”

من المسؤول تحديداً عن إصلاح القضايا الثقافية الكبرى التي تؤدي إلى أجواء عمل غير صحية، والتي تؤدي إلى وجود نساء أقل في المراكز العليا؟

تجيب كنغ: “نحن جميعاً المسؤولون”، وذلك في مشاركة لها على الموقع تحمل عنوان “ما الذي نستطيع فعله تجاه بيئة عمل مسمومة؟”.

وتضيف: “لا شيء يحدث بشكل مستمر في ثقافة ما بمعزل عن عوامل أخرى. الثقافة هي النسيج الذي يحدد كيفية تصرفات أصحابها وطريقة تفكيرهم”.

وتتابع بالقول: “على الشركات اعتماد سياسات لمنح إجازات مدفوعة الأجر، وكبشر علينا أن نتوق إلى مستويات أرقى من التفاعل والفهم تجاه الآخرين”، لكن ذلك قد لا يكون كافياً.

وتضيف: “نحن نمر بلحظة تاريخية حرجة فيما يتعلق بالتوازن بين العمل والأجواء غير الصحية. وعند المرور بأزمة ما، يكون من قصر النظر أن تفكر فيما يمكنك تحقيقه لنفسك، حتى لو كان ما تملكه لا يكفيك”.

تضغط أغلب الشركات على موظفيها في العمل، ليس لأنها لا تهتم بشأنهم، لكن لأنها لم تتوصل بعد إلى الكيفية التي ينبغي أن تكون عليها بيئة العمل المعاصرة.

في بعض الحالات، حتى في أماكن العمل التي تتميز بالمرونة والتوازن وما شابه، فإن الرسالة لا تصل لبعض الناس.

تقول كينغ: “عادات العمل لدى الأفراد والفريق تساهم بشكل كبير في ضغط العمل”، مشيرة إلى فرض طرق تفكير عفا عليها الزمن بخصوص أشياء مثل الاتصالات المرئية عبر الهواتف الذكية.

لذلك تعتقد كنغ أن هناك حاجة إلى تفكير أعمق في مستقبل بيئة العمل.

وتضيف: “لا يتعلق الأمر فقط بما يمكن أن يفعله رب العمل من أجلنا، ولكن بما يمكن أن نفعله للأجيال القادمة التي من الممكن ألا يكون لديها وظائف مستقرة كالتي لدينا حالياً.”

وتختم كينغ بالقول: “يعد وجود ثقافة سيئة في بيئة العمل مشكلة للجميع، وللرجال كما هي للنساء”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*