أسلافنا “كانوا ينامون عدد ساعات أقل”
ربيكا موريل
مراسلة الشؤون العلمية – بي بي سي
الحكمة – متابعة: أظهرت دراسة أن أسلافنا ربما كانوا يحصلون على قدر من النوم أقل منا.
ودرس باحثون أمريكيون أنماط النوم في المجتمعات القبلية في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، والتي تشبه حياتها إلى حد كبير نمط حياة الإنسان البدائي الذي اعتمد على الصيد والجمع.
وشملت الدراسة 98 شخصا لمدة 1165 ليلة، وتبين أن متوسط عدد ساعات نومهم في الليلة حوالي ست ساعات ونصف.
وبالمقارنة، تبين أن متوسط عدد ساعات نوم الفرد في الولايات المتحدة هو حوالي سبع ساعات، وذلك بحسب استبيان موسع عن النوم.
ونُشرت الدراسة في دورية “الأحياء المعاصرة”، وتبين أن دراجات الحرارة تلعب دورا أكبر من الضوء في تحديد أنماط النوم.
ويقول البروفيسور جيرومي سيغيل، من جامعة كاليفورنيا، بمدينة لوس أنغليس الأمريكية: “كان الأمر يتعلق بالبيانات المتاحة عن تغير أنماط النوم. وخطر ببالي أن هذه المجموعات البدائية تختفي بشكل متسارع، وأنها الفرصة الأخيرة لدراسة أنماط نوم الإنسان قبل ظهور الحضارات المختلفة”.
لا غفوات
وعادة ما يلقى باللوم على الأضواء الصناعية، والسهر أمام التليفزيون، والهواتف الذكية كأسباب لاضطراب أنماط النوم.
ولإجراء الاختبار، زود العلماء المشاركين بساعات يد لمتابعة نومهم. وقال سيغيل: “تشابهت فترة وتوقيت النوم بين المشاركين. وهو أمر يؤكد تشابه الوظائف الحيوية للبشر، وأنها لا تخضع لاختلاف أوضاعهم”.
وبجانب الكشف عن متوسط ساعات النوم، لاحظ الباحثون أن المشاركين نادرا ما يغفون في وسط اليوم.
وتشير وثائق أوروبية إلى أن الناس عادة ما يستيقظون في وسط الليل، بحيث ينقسم نومهم إلى فترتين، وهو ما لم يحدث مع المشاركين.
كما تبين أن تأثير الضوء الطبيعي أقل من المتوقع. واعتاد معظم المشاركين النوم بعد حوالي ثلاث ساعات ونصف من غروب الشمس.
لكن العامل الأهم كان درجات الحرارة. ويقول سيغيل: “المثير للدهشة أن المشاركين اعتادوا النوم في الفترة التي تبدأ فيها درجات الحرارة بالانخفاض، ويستيقظون عندما تبلغ درجات الحرارة أدنى مستوياتها”.
ورغم أن المشاركين ينامون أقل من سبع ساعات، إلا أنهم لا يشكون من الشعور بالإرهاق. كما تندر حالات الأرق.
س ف