المرجعية العليا تدعو إلى دراسة سلم الرواتب من جديد وتطالب بزيادة الدعم للحشد الشعبي
541
شارك
كربلاء – الحكمة: دعت المرجعية الدينية العليا إلى ضرورة تخصيص مبالغ أكبر في الميزانية العامة لتأمين احتياجات المتطوعين وأبناء العشائر الذين يتحملون عبئاً كبيراً في مختلف المعارك، كما دعت إلى تجديد دراسة سلم الرواتب من قبل أصحاب الخبرة والاختصاص بصورة شاملة لكي يضمن تحقيق العدالة بالنسبة إلى الجميع وعدم وقوع الغبن على أحد ولا سيما على شريحة أساتذة الجامعات وأصحاب الكفاءات العلمية، موصية زوار كربلاء بإقامة الفرائض الدينية اليومية والحرص على إقامة صلاة الظهر في أول وقتها ظهيرة عاشوراء.
وقال ممثل المرجع السيستاني خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 9/محرم الحرام/1437هـ الموافق 23/10/2015م بما نصه “تنطلق يوم غد بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وثلة من أهل بيته وأصحابه الكرام مسيرات العزاء التي ستتوج بعزاء ركضة طويريج في مشهد عظيم يعبر عن مواساة المؤمنين للنبي المصطفى وآله الاطهار (صلوات الله عليهم) في فاجعة الطف الأليمة.
والمؤمل من جموع المعزين – جزاهم الله تعالى خيراً على إحيائهم لهذه المناسبة الحزينة- إقامة هذه المراسم بما يحفظ لها قدسيتها وشرافتها وتنظيمها وتوفير الأمن لها بالتعاون مع الجهات المعنية لئلا يحدث أي خرق أمني لا سمح الله تعالى. كما نوصي بالحرص على إقامة الفرائض الدينية وأهمها أداء الصلوات اليومية وعدم التهاون بها مستذكرين شدة اهتمام وعناية سيد الشهداء (عليه السلام) بهذه الفريضة الإلهية حيث حرص على إقامة صلاة الظهر في أول وقتها ظهيرة عاشوراء على الرغم من ضراوة المعركة في ذلك الوقت.
وأضاف الشيخ الكربلائي “كما نؤكد على ضرورة أن نستلهم جميعاً من المبادئ التي انطلق منها الإمام الحسين (عليه السلام) في حركته الإصلاحية العظيمة ونسعى إلى تطبيقها في حياتنا الفردية والاجتماعية موضحا أن من أهم ما يتمثل فيه ذلك في هذا الوقت الذي ابتليت فيه الأمة بالعصابات الإرهابية التكفيرية هو تعزيز الدعم والإسناد للمقاتلين الأبطال في جبهات القتال ورفع معنوياتهم ومساعدتهم على أداء واجبهم ومن ذلك توفير العيش الكريم لعوائلهم ومعالجة جرحاهم وتقديم العون للمحتاجين منهم وكفالة أيتام شهدائهم والوصية بالثبات والصبر والإيثار والتضحية في هذا الطريق مقتدين في ذلك بما جسده سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه في يوم عاشوراء.
من جانب آخر بين ممثل المرجع السيستاني من خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف وحضرتها وكالة نون الخبرية “أن الانتصارات النوعية التي حققتها القوات المسلحة البطلة ومن يساندهم من المتطوعين الأبطال وأبناء العشائر الغيارى خصوصاً في مدينة بيجي ومصفاتها والتي وثقتها مختلف وسائل الإعلام على الرغم من التهويل الاعلامي الذي سبق ذلك من أن هذه المنطقة حصن حصين للإرهابيين تؤكد حقيقة الاقتدار القتالي والمعنوي للمقاتلين الأبطال بمختلف عناوينهم”
وقدم الشيخ عبد المهدي الكربلائي شكر وعرفان المرجعية الدينية العليا لجميع أولئك الذين سطروا ملاحم البطولة والتضحية والفداء سائلا الله العلي القدير أن يرزقهم خير الدنيا وكرامة الآخرة وأن يحشر شهداءهم الأبرار في جنات الخلد مع شهداء الطف وأن يمن على جرحاهم بالشفاء والعافية.. مبينا أن هذه المعركة ترتبط بمصير العراق ومستقبله والحفاظ على هويته ومقدساته وحضارته ووحدته أرضا وشعباً فمن الضروري توفير كافة الإمكانات المتاحة للنصر فيها نصراً نهائياً بحيث لا يبقى في هذه الأرض الطاهرة موطئ قدم للإرهابيين”.
ودعا الكربلائي إلى زيادة الدعم اللوجستي للمقاتلين في ضوء المعطيات والتجارب المستفادة من المعارك السابقة وتطوير آلية التنسيق والعمل المشترك بين صنوف المقاتلين من القوات المسلحة والمتطوعين وأبناء العشائر الغيارى بما يحقق نتائج أفضل كما لوحظ في المعارك الأخيرة، كما دعا إلى ضرورة تخصيص مبالغ أكبر في الميزانية العامة لتأمين احتياجات المتطوعين وأبناء العشائر الذين يتحملون عبئاً كبيراً في مختلف المعارك ولكنهم يعانون من قلة الإمكانات الحكومية المتاحة لهم فإن معظم الدعم يأتيهم من التبرعات الشعبية وهي لا تفي إلا بقسم من احتياجاتهم.
ودعت المرجعية الدينية العليا إلى تجديد دراسة سلم الرواتب من قبل أصحاب الخبرة والاختصاص بصورة شاملة لكي يضمن تحقيق العدالة بالنسبة إلى الجميع وعدم وقوع الغبن على أحد ولا سيما على شريحة أساتذة الجامعات وأصحاب الكفاءات العلمية، وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ما نصه “في الوقت الذي ندعو فيه إلى تحقيق العدالة الاجتماعية فيما يتعلق برواتب موظفي الدولة وذلك من خلال تقليل الفوارق بين رواتب ومخصصات الدرجات العليا والدرجات الدنيا وإلغاء أو تخفيض الرواتب والمخصصات التي لم ترتكز على أسس وظيفية ومهنية صحيحة ولا سيما في هذه الظروف المالية الصعبة.. فإن اعتراضات شرائح مهمة من موظفي الدولة كأساتذة الجامعات على السلم الجديد الذي قررته الحكومة – حيث يرون فيه غبناً لاستحقاقاتهم المهنية والمعاشية- تقتضي أن تجدد دراسة هذا السلم من قبل أصحاب الخبرة والاختصاص بصورة شاملة لكي يضمن تحقيق العدالة بالنسبة إلى الجميع وعدم وقوع الغبن على أحد ولا سيما على شريحة مهمة كأساتذة الجامعات وأصحاب الكفاءات العلمية الذين يعول عليهم في إعداد الجيل الجديد.
وأضاف “إن العناية بهذه الشريحة الموقرة بتوفير مستوى من العيش الكريم لهم بالرغم من الأزمة المالية الحالية ينبغي أن يحظى باهتمام خاص من المسؤولين في الحكومة ومجلس النواب”.
وختم بقوله نسأل الله تعالى أن يعجل بنصره لمقاتلينا الأبطال وأن يصلح أمورنا جميعا إنه سميع مجيب”.