عراقيون في (أيُّو): اطلبوا (الراسخون في العلم) ولو في الصين
أيُّو – الحكمة ، (خاص من: عباس عويّد)
مدينة (أيُّو) مدينة صينية يقطنها حوالي 1,2 مليون من الناس، تقع في وسط محافظة جيجيانغ قرب الساحل الشرقي المركزي لجمهورية الصين الشعبية وتشتهر بتجارة السلع الصغيرة الحرّة، وتتبع إدارياً لولاية جينهوا.
يسافر إليها العرب ليس طلبًا للعلم ، بل للتجارة ، فهي أكبر سوق تجاري في الصين منذ أنشئ فيها مركز التجارة العالمي عام 2002 الذي يضم أربعين ألف كشك على مساحة سبعمئة ألف متر مربع ، وثلاثة آلاف مكتب تجاري من أكثر من أربعين دولة.
يزور(أيُّو) مابين مئة ألف إلى مئة وخمسين ألف زائر يوميًّا من مئة وأربعين دولة في العالم.
يباشِر فيها البيع أكثر من ستين ألف بائع يعرضون قرابة مائة وخمسين ألف منتج وصنف لأربعين ألف علامة تجارية صينية.
أتباع أهل البيت (عليهم السلام) شأنهم شأن باقي الشعوب والأمم ، يتوزعون على مهن كثيرة ليكسبوا لقمة عيشهم بالحلال ، ومنها التجارة ، التي تقتضي منهم مغادرة بلدانهم من أجل السفر إلى (أيُّو) ، لكنهم يختلفون عن سائر الناس بأنهم “لا يلهيهم الصفق بالأسواق” عن القرآن الكريم وعن ذكر الله تعالى وعن إحياء أمر أهل البيت الكرام(عليهم السلام) ، ذلك أن قدوتهم :{رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولابيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاةِ يخافونَ يومًا تتقلبُ فيه القلوبُ والأبصارُ}، وديدنهم محبة أهل البيت (ع) يحملونها بين جوانحهم أينما حلّوا وارتحلوا، فهي لهم الزاد في الدنيا والآخرة.
حسينية أهل البيت (ع) هي المكان الذي أسسه وأنشأه أتباعهم ومواليهم العراقيون في مدينة (أيُّو) الصينية ، ليلتقوا فيها على ذكر الله تعالى ورسوله وآل بيته الكرام (ص)، بأموالهم الخاصة ومبادراتهم وجهودهم الذاتية.
خلال شهر رمضان المبارك أحيى شيعة أهل البيت(ع) الليالي الرمضانية كما لو أنهم في بلدهم ، واحتفلوا بذكرى ولادة كريم أهل البيت الإمام الحسن (ع).
كما أحيوا ليالي القدر المباركة وذكرى شهادة أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ؛ وهو القائل: “أكثروا ذكر الله عز وجلّ إذا دخلتم الأسواق وعند اشتغال الناس فإنه كفارة للذنوب وزيادة في الحسنات”.
كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: “من ذكر الله عز وجل في الأسواق غُفر له بعدد أهلها” وفي حديث آخر:” غُفِر له بعدد ما بها من فصيح وأعجم . والفصيح ما يتكلم، والأعجم ما لا يتكلم”.
شاركهم في هذه الليالي المباركة في حسينية أهل البيت(ع) سماحة الشيخ أحمد الجادري ممثلًا للمرجعية الرشيدة، وكان من بين الحضور سماحة الشيخ جمال الكعبي وعدد من المؤمنين والعوائل الزائرة والمقيمة.
شاء الله سبحانه ونعالى أن يعرف العالم بالمذهب الحق مذهب رسول الله وأهل بيته عليهم السلام ليلقي الحجة عليهم عن طريق هجرة العراقيين في بلاد العالم (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى)