الحكمة – متابعة: كشف الباحثون عن أكبر كاميرا رقمية تم تطويرها في التاريخ، يمكنها أن تكشف أسرار الفضاء السحيق، بشكل يفضي إلى التوصل إلى اكتشافات واسعة في المجرات الكونية، ورصد حقائق لم تكن معروفة من قبل.
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير حديث لها، أن الكاميرا تستخدم 1500 شاشة عالية الجودة لعرض صورة واحدة أنجزت التقاطها. وتصل قوة الكاميرا إلى 3.2 غيغابكسل، وهي بحجم سيارة صغيرة تزن أكثر من ثلاثة أطنان.
ويمكن تحقيق منجزات جديدة غير مسبوقة في حقل البيانات الفضائية قد تساعد الباحثين على دراسة تكون المجرات، وتعقب الكويكبات الخطرة، واكتشاف النجوم القابلة للانفجار، وفهم المادة الداكنة التي تشكل 95% من الكون، بطريقة أفضل.
صور رقمية متطورة
ويقول الخبراء إنهم سيشرعون في تشغيل هذه الكاميرا عام 2022، حيث ستلتقط صورا رقمية لكامل المنطقة الجنوبية المرئية من السماء كل بضع ليال من على قمة جبل يسمى سيرو باشون في تشيلي. وستسمح الكاميرا بإجراء مسوحات علمية للسماء أثناء الليل، وكتابة مجلدات عن النجوم والمجرات النائية، التي كان يستحيل اكتشافها في السابق.
وخلال فترة تصل إلى 10 سنوات سيكون من الممكن اكتشاف مليارات الأجرام السماوية، وهي المرة الأولى التي سيصبح من الممكن فيها اكتشاف عدد من المجرات يفوق أعداد البشر على الأرض، وسيتمكن الخبراء من تصوير لقطات فيديو عن المجرات السماوية تحوي تفاصيل كثيرة جدا.
وستطلق هذه الكاميرا إلى الفضاء باعتبارها جزءا أساسيا من تلسكوب «لارج سينوبتك» للمسح الفضائي. وبحسب مختبر «دوي سلاك» الأميركي، فإن الكاميرا ستكون عين الماسح الفضائي، الذي سيتمكن من اكتشاف تفاصيل جديدة عن الفضاء، ويكشف بعض أكبر أسراره.
وستحتوي الكاميرا على آلية خاصة لتغيير الفلاتر، بشكل يسمح للكاميرا بعرض مختلف الموجات الطولية. ويمكن للكاميرا التقاط الضوء القريب من الأشعة فوق البنفسجية لموجات الأشعة تحت الحمراء (0.3 إلى 1 ميكرون).
حجم عملاق
وتوضع الكاميرا في مكان يبلغ حجمه 2000 قدم مربع ويتألف من طابقين. وقال تشي تشانغ كاو، مدير المركز الوطني «يلاك»: «المركز يتعاون مع مؤسسة العلوم الوطنية ومختبرات أخرى لإظهار المساعي الرائدة في هذا المجال، وهذا الابتكار سيوسع من اكتشافنا للمجرات الفضائية.
وبلقطة واحدة فإن الكاميرا ستلتقط صورة للفضاء يصل حجمها إلى 40 مثل حجم القمر بأكمله أو نحوه، وتعمل هذه المرآة الكبيرة على عكس المزيد من الضوء من الأجسام الفلكية الخافتة، مقارنة بأي تلسكوب بصري في العالم. وطورت مكونات الكاميرا من خلال التعاون بين كبريات الجامعات والمختبرات، بما في ذلك مختبر بروكهافن الوطني ومختبر لورانس ليفرمور الوطني.