ألغام جرفتها السيول تهدّد بلدات العراق الحدودية مع إيران
348
شارك
الحكمة – متابعة: تهدّد آلاف الألغام التي جرفتها السيول القادمة من إيران نحو الأراضي العراقية حياة المواطنين في القرى والبلدات المحاذية للحدود مع إيران. ويتخوّف المواطنون من انتقال الآلاف من تلك الألغام مع السيول الشديدة والجارفة إلى مساحات أكبر في القرى والأرياف والمدن.
وفي الوقت الذي تحتاج فيه المناطق الجنوبية إلى تلك السيول لإنعاش الأراضي الزراعية والقرى والبساتين التي أصابها الجفاف بسبب شح مياه الأنهار، يتخوّف المواطنون أن تتجمع تلك الألغام القادمة مع السيول في بساتينهم ومزارعهم ما يهدّد حياتهم.
وحذر قائم مقام بلدة بدرة، 243 كلم جنوب العاصمة بغداد على الحدود الإيرانية، عبد الجبار محمد المواطنين من مخاطر الألغام التي جرفتها السيول من الأراضي الإيرانية باتجاه الأراضي العراقية على طول الشريط الحدودي العراقي الإيراني.
وقال محمد في تصريح صحافي إن “المناطق الحدودية مع إيران تشهد تدفقاً لموجة فيضان كبيرة جداً لغزارة الأمطار التي هطلت خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، وتعرض نهر “الكلال” الذي يعتبر مصدراً رئيساً لتغذية الأراضي الحدودية لموجات فيضان كبيرة بمعدل تدفق وصل في حوض النهر بين 500 – 700 متر مكعب”.
وأضاف “السيول فاقت طاقة استيعاب النهر، ما اضطر المختصين إلى تمرير تلك الموجات الكبيرة عبر السد الغاطس نحو بلدة بدرة الحدودية مع إيران”، متابعاً “على الرغم من أن البلدات بحاجة إلى هذه السيول والأمطار لإنعاش القطاع الزراعي وتغطية متطلبات الإنتاج بعد شح مياه الأنهار والجفاف الذي أصابها، غير أنَّنا نحذر المواطنين من خطر الألغام التي جرفتها السيول، خاصةً في البلدات القريبة من الشريط الحدودي العراقي الإيراني”.
ووقع العراق عام 2007 على معاهدة أوتاوا لإزالة الألغام الحربية، والتي تشدد على حظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد، كما تلزم العراق والدول الموقعة بتدمير تلك الألغام حتى عام 2018.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أنَّ مساحة المناطق المزروعة بالألغام في العراق تقدر بنحو 1730 كيلومتراً مربعاً، وتهدد مليون و600 ألف نسمة. وتعرض أكثر من 68 ألف عراقي لبتر الأطراف نتيجة الألغام المضادة للأفراد والذخائر غير المنفجرة. بينما كشف تقرير لمرصد مراقبة الألغام الأرضية أنَّ 29 ألف عراقي قتلوا بسبب الألغام والقذائف غير المنفجرة ومخلفات الحروب منذ نهاية الثمانينيات وحتى اليوم وتقدر المساحة المغطاة بالألغام بنحو 1838 كيلومتراً مربعاً في عموم العراق.
وقال المهندس أيمن الواسطي إن “خطورة هذه السيول تكمن في شدتها وتيارها القوي جداً، وخط سير اتجاهها الذي يشمل أغلب مناطق الشريط الحدودي المزروعة بملايين الألغام منذ الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات”.
وبيّن الواسطي لـ”العربي الجديد” أن أغلب هذه الألغام مضادة للأفراد وهي خفيفة الوزن ما يعني سهولة جرفها بالسيول إلى مسافات بعيدة جداً، إذا علمنا أنَّ هذه السيول شملت مساحات كبيرة جداً من الأراضي الزراعية والبساتين مع كميات كبيرة من الطمي والأطيان، ما يعني نقل آلاف من تلك الألغام ونشرها في البساتين والأراضي الزراعية وطمرها بطبقات خفيفة من الطمي، وهنا تزداد الخطورة بشكل أكبر وعلى المواطنين الحذر الشديد بعد انتهاء موسم السيول والأمطار”.
وكان مسؤولون عراقيون قد أعلنوا أنَّ أكثر من 30 مليون لغم تنتشر في مختلف مناطق البلاد أغلبها في المناطق الجنوبية. ووقع العراق عدة اتفاقيات مع دول العالم لإزالة الألغام، كان منها توقيع اتفاقية مع اليابان مطلع 2015 لمساعدة العراق في إزالة الألغام والقذائف غير المنفجرة.