نقاش في الدنمارك..حرق معسكرات اللجوء كان متوقعاً

358

dmالحكمة – متابعة: أشعلت دورثه أُولاموسا، عضوة البرلمان الدنماركي عن حزب “الشعب” اليميني، ثاني أكبر أحزاب البرلمان ناراً أُخرى تحت موقد العنصرية في التعابير، من خلال رسالة نشرتها لها صحيفة “فيون أمت” الصادرة في وسط جزيرة فيون.

ذهبت دورثه إلى تبرير حرق معسكرات اللاجئين في السويد باعتبار أن الحكومة السويدية أخطأت في سياسات اللجوء، ما دفع شعبها ليكون له ردات فعل قائمة على “زيادة في أعداد المواطنين السويديين الذين باتوا على وشك الانهيار، بسبب افتقادهم لأي حول وقوة بسبب السياسات غير المسؤولة لحكومتهم، فاختاروا حرق مباني اللاجئين في المناطق التي يعيش فيها شعوب المهاجرين”. هكذا ببساطة كتبت البرلمانية الدنماركية عن بلد آخر وشعب آخر وسمّت اللاجئين شعب المهاجرين، وأضافت: “وماذا كان يتوقع السياسيون على كل حال؟”.

ورأى إعلاميون أن دورثه فشلت بتبرير موقفها حتى، حيث قالت في تصريح جديد اليوم: “بالطبع يجب عدم حرق المباني، لكن هذا يحدث حين يصبح الإنسان بحالة إحباط”، وقد أكدت بذلك التصريح الأخير موقفها السياسي الذي “لا يمكن أن يقبل لو أن من هو محبط، ويعتدي بحرق المباني والنزل طرف آخر ضد طرف من معسكرها مثلا”، بحسب رأي الإعلاميين.

صحيح أن أحداً لم يتوقع تعاطفاً كبيراً مع اللاجئين من برلمانية تمثل يمينا متطرفا له شارعه، لكن محاولاتها شرح ما قصدته وضعها في عين عاصفة إعلامية وسياسية، ما دفعها إلى التبرير مجدداً على  صفحتها على فيسبوك حيث كتبت: “إني أرفض مبدأ الحرق وضد التخريب والعنف. مثل هذه التصرفات لا تقبل في مجتمعات الديمقراطية، أنا لم أكتب أني أتعاطف مع الحارقين، فرجاء لا تضعوا مواقف لم أقلها وشكرا”.

ويبدو أن كلامها لم يؤثر بأحد سوى معسكرها المتشدد، وخصوصاً حزبها “الشعب” الذي قال مسؤول مجموعته البرلمانية بيتر سكوورب، صاحب المواقف الأكثر تطرفاً، وهو حزب دعا من خلاله بيتر نفسه، وعبر وسائل الإعلام، قبل عقد من الزمن تقريباً، إلى رمي الصوماليين من الطائرات إلى بلدهم بدون مظلات “برشوتات”. وقال سكوورب للتلفزيون الدنماركي: “دورثه أوضحت موقفها جيداً، وهذا موقف لن يكون له تأثير عليها”.

ليس كل اليمين، وخصوصاً يمين الوسط الليبرالي، ممثلاً بحزب فينسترا، معجب بهذه الصورة العنصرية والفوقية الصارخة في تعابيرها. فعضو البرلمان الأوروبي عن حزب فينسترا الحاكم ينس رودا قام بانتقاد دورثه بشكل علني في الصحافة اليوم، مطالباً بأن “لا يكون لها مكان في البرلمان. فهذا انزياح عن القيم وعلى كل البرلمان”، مشدداً على أهمية أن يتخذ البرلمان موقفاً من تلك التصريحات. وأضاف “لو كان أجنبي من كتب ذلك الكلام لكان طُرد من البلاد، ولجرى سباق برلماني لتبني تشديدات عن الإقامات وقوانين المساعدات، وبأن تلك مواقف إرهابية وتعبر عن فظاعات”.

وانتقد مواطنون عاديون، من الاتجاه اليميني، تصريحات البرلمانية حيث أيّد بعضهم يانس رودا. بيرغيتا هانس وهي من متابعي البرلماني الأوروبي ينس رودا كتبت: “أشعر بالرعب وعلينا أن ننتبه. فكيف لعضوة برلمان أن تعبر عن رأيها بهذه الطريقة؟”.

ويتفق كثير من المعلقين الاسكندنافيين خاصةً في الدنمارك، بأنه بالفعل جرى انزياح حقيقي بالقيم نحو الأسوأ؛ وهو ما عبر عنه رونا فلايشر أحد متابعي عضو البرلمان الأوروبي يانس رودا الذي تصدى لتلك التعليقات العنصرية.

لم ينته النقاش الإعلامي العام عند ذلك الحد، فحتى مساء الخميس عادت دورثه أولاموسا لتؤكد: “أنا ثابتة في موقفي الذي عبرت عنه في رسالتي”. وتُضيف: “لو عاد الزمن إلى الوراء لكتبت ذات الكلام”.

(العربي الجديد)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*