الحكمة – متابعة: أكدت الإمارات العربية المتحدة للعراق اليوم أنها ستقدم له دعمًا عسكريًا وانسانيًا قريبًا وأن الأيام المقبلة ستشهد انتقالات نوعية هامة لتدعيم مسارات العلاقات بين البلدين.. فيما أكد وزير الدفاع العراقي أن دعم العراق هو بالمعطيات الاستراتيجية دفاع عن امن الخليج.
لندن: أعلن نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد أل نهيان خلال اجتماع عقده معه في دبي الاثنين وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي على هامش زيارته الحالية لدبي لحضور معرض الطيران الدولي هناك أن بلاده ستقدم قريبا دعما عسكريا قريباً.
وأكد رغبة الإمارات “بتطوير العلاقات مع العراق وفتح أفاق للتعاون معه منوها إلى أنّ دولة الإمارات ستعمد لتقديم المساعدات والإسناد المطلوب للأشقاء في العراق في المجالات العسكرية والإنسانية” كما نقل عنه بيان صحافي لوزارة الدفاع العراقية اطلعت على نصه “إيلاف”.. مشددا على أن الأيام المقبلة ستشهد انتقالات نوعية هامة لتدعيم مسارات العلاقات بين البلدين.
وقد بحث الجانبان طبيعة ومسار العلاقات بين البلدين وسبل الارتقاء بها وتفعيل مساراتها المختلفة طبقاً للمصالح والعلاقات بينهما. وأكد وزير الدفاع العراقي رغبة العراق الجادة وتطلعه الدائم لأشقائه في المنظومة الخليجية وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم الدعم والإسناد له سيما وانه يخوض حرباً شرسة ضد قوى الإرهاب.. مشدداً على إن دعم العراق إنما هو بالمعطيات الاستراتيجية دفاع عن امن الخليج العربي.
وشدد العبيدي على ضرورة تقديم الإسناد لمؤسسة الجيش العراقي باعتباره حامي البلاد والمدافع عن هيبة الدولة وكرامة العراق تسانده في ذلك قوى الوطن الحية التي هبت لنصرة جيشها وبلادها في ظل أوضاع خطيرة كالتي يمر بها العراق.
ودعا الإمارات إلى دعم وإغاثة النازحين والمهجرين العراقيين واعتبار ذلك أولوية حاسمة مؤكداً على ضرورة دخولها إلى ميدان إعادة أعمار المناطق المحررة من تنظيم “داعش” والإسهام في صندوق الأمم المتحدة والمخصصة أمواله لإغاثة النازحين والمهجرين العراقيين الذين اقترب عددهم من الثلاثة ملايين ونصف المليون شخص.
كما قدم الوزير العراقي خلال الاجتماع “عرضا عن طبيعة المعارك التي يخوضها العراقيون لتحرير مدنهم من رجس الدواعش لافتاً إن القوات العراقية المشتركة تخوض ألان معارك الحسم وتحقق الانتصارات فيها”.
ومن جهة أخرى اجتمع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في دبي أيضا مع الشيخ حمدان بن محمد بن راشد أل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي حيث تم بحث طبيعة العلاقات القائمة بين البلدين وسبل الارتقاء خدمة للمصالح الوطنية لكليهما.
وشدد الوزير العراقي على “ضرورة أن يقدم الأشقاء للعراق كامل الدعم والإسناد لإخوانهم العراقيين وهم يخوضون معارك الجهاد المقدس ضد قوة الإرهاب وفي المجالات كافة الإنسانية والعسكرية”. من جانبه أكد ولي عهد إمارة دبي استعداد دولة الإمارات العربية لتفعيل مسار التعاون مع العراق ودعمه في المجالات التي يحتاجها مؤكدا أن العلاقات بين البلدين ستشهد تطوراً في المستقبل القريب.
10 طائرات مقاتلة وأسلحة مجانًا من الإمارات إلى العراق
وكانت دولة الإمارات قدمت إلى العراق مطلع العام الحالي عشر طائرات نوع “ميراج” ضمن خطة التعاون بين البلدين لمكافحة الإرهاب. وقال مسؤول حكومي إماراتي ان بلاده زودت العراق بطائرات من طراز EMB-314 سوبر توكانوس المقاتلة البرازيلية لمساعدته في مكافحة “داعش”.
كما طلبت دولة الإمارات العربية مؤخرا 24 طائرة من هذا الطراز وسيتم تحويل عدد لم يتم الكشف عنه منها إلى القوة الجوية العراقية. وقد أرسلت دولة الإمارات أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية للعراق بدون مقابل لدعم جيشه في محاربة الإرهاب.
وسبق للإمارات أن أكدت مرات عدة عن دعمها للعراق في مواجهة الإرهاب وشاركت مقاتلاتها من طراز اف 16 ومنذ بدء الحملة الجوية الدولية ضد داعش في العراق وسوريا قبل أشهر بتنفيذ ضربات ضد مواقع داعش في سوريا.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال اثر زيارة إلى الإمارات أواخر العام الماضي أن مسؤوليها قد أكدوا له استعدادهم لتقديم كل أنواع الدعم العسكري والأمني والسياسي والاقتصادي للعراق وأشار إلى أنّ اللقاءات والاجتماعات مع المسؤولين الإماراتيين كانت مثمرة حيث ابدوا استعدادهم لتقديم كل أنواع الدعم للعراق في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والقطاعات الأخرى.
وأوضح أن الزيارة فتحت آفاق العلاقات مع الإمارات بشكل جدي وقال إن هذا جزء من توجه الحكومة باتجاه تحسين علاقات العراق مع دول العالم عامة ودول المنطقة خاصة وإرسائها على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
ومن جهته أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي للعبادي خلال اجتماعهما في دبي أن بلاده شريك طبيعي للعراق في تحقيق أمنه واستقراره داعيا إلى إشراك جميع مكونات الشعب العراقي في بناء دولة عصرية قائمة على التسامح ونبذ العنف والطائفية.
وأضاف “إن الإمارات قيادة وحكومة تقف إلى جانب الشعب العراقي لإعادة بناء دولته المستقرة الآمنة بعد تمكنه من دحر الإرهاب والجماعات المسلحة التي تلحق الأذى والدمار في البنية التحتية العراقية والاقتصاد والتعايش الطبيعي والأخوي بين مختلف فئات وطوائف المجتمع العراقي”.
