المرجعية العليا تدعو السياسيين إلى التعلم من طلبة مدارس تبرعوا بمصروفهم دعما للمعركة ضد (داعش)

366

131115020655_140_1كربلاء – الحكمة: دعا ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء، اليوم الجمعة، السياسيين إلى التعلم من طلبة مدارس تبرعوا بجزء من مصروفهم اليومي دعما للمعركة ضد (داعش)، وعد عرقلة معاملات المواطنين في بعض الدوائر جزءا من الفساد الذي تعاني منه المنظومة الحكومية، فيما أبدى أسفه للمصادمات التي وقعت في طوزخورماتو، داعيا كافة الأطراف لتوجيه سلاحها بوجه الدواعش.

وقال السيد أحمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 30/محرم الحرام/1437هـ الموافق 13/11/2015م ما نصه “نؤكد مرة اخرى على ما تقدم في الخطب السابقة من أن تحدي الإرهاب الداعشي هو التحدي الأكبر الذي يواجهه البلد في الظرف الحاضر ولابد من تسخير كافة الإمكانات في مواجهته.. داعين إلى مزيد من التنسيق والتعاون بين القوات المقاتلة من الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين وأبناء العشائر والبيشمركة للخروج في المعارك القادمة بانتصارات جديدة وتحرير مناطق أخرى ليتحقق في النهاية الانتصار الكامل لطرد الإرهابيين عن جميع أراضينا وإزالة خطرهم عن بلدنا بإذن الله تعالى”.

وأشاد الصافي بالانتصارات التي تحققت على يد البيشمركة في سنجار ولكنه أبدى أسفه للمصادمات التي وقعت في طوزخورماتو مما لا مبرر لها أبداً..آملا أن يضع العقلاء من الطرفين حداً لها وأن يوجه جميع الإخوة أسلحتهم إلى العدو المشترك وهم الإرهابيون الدواعش.

وأثنى ممثل المرجع السيستاني على مجموعة من الطلاب في المتوسطة والإعدادية الذين قللوا من مصروفاتهم اليومية دعماً للمعركة التي يخوضها العراق ضد الإرهابيين”.

وقد عرض السيد الصافي بعض العمل النقدية كان يحملها بيده قال إنها عبارة عن مصروفاتهم اليومية التي قللوها وهي من أصغر فئة إلى فئة الألف دينار لأنهم لا يملكون إلا هذه الاموال، مبينا أن هذه المواقف السخية دفاعاً عن البلد..مبينا أننا عندما نقول لابد أن تُدعم هذه المعركة ويكون هؤلاء الأبناء من الساعين والداعمين لها لابد أن تكون هذه الممارسة وإن صغرت لكنها كبيرة في الواقع لأنهم لا يملكون إلا هذه الاموال.. تكون حجة على المسؤولين في الدولة وعلى الأثرياء وعلى أصحاب القرار الذين يمكن ان يساعدوا لكنهم لا يفعلون ذلك.،واقعاً نتشرف بهؤلاء الأولاد الذين هم مفخرة للبلد وعلى الساسة الذين لا يفعلون أن يتعلموا من هؤلاء”.

من جانب آخر اعتبرت المرجعية العليا أن عرقلة معاملات المواطنين في بعض الدوائر جزء من الفساد الذي تعاني منه المنظومة الحكومية حيث قال السيد احمد الصافي ما نصه يعاني المواطنون من عدم اهتمام بعض الموظفين في الكثير من الدوائر الحكومية بإنجاز معاملات المراجعين وفق السياقات القانونية بل يلاحظ في حالات غير قليلة أن بعض الموظفين يعمد إلى عرقلة المعاملة وإطالة أمد المراجعة ومن السهل جداً على بعضهم – أي الموظفين- أن يؤجل المراجع إلى وقت آخر من دون سبب مقبول غير مكترث بما يسبب ذلك للمراجع من أذى و مشاكل، موضحا أن هذا جزء من الفساد الذي تعاني منه المنظومة الحكومية ويجب السعي إلى إصلاحه والإصلاح في جانب مهم منه عمل تربوي وتثقيفي ولابد من القيام به في مرحلة سابقة على دخول الموظف في سلك العمل الحكومي”.

وأضاف “إن إشاعة ثقافة المواطنة الصالحة وتربية الأولاد عليها في البيت والمدرسة والجامعة يساهم كثيراً في تقليل بعض الممارسات الخاطئة عند بعض الموظفين وترفع اللامبالاة التي تحيط بسلوك آخرين، مبينا أن بعض الآفات الخطيرة التي تعاني منها الدوائر الحكومية كالرشوة لم يكن لها أن تنتشر بهذه الصورة المخيفة التي نشهدها اليوم لو كان هناك عمل جاد في تربية أبنائنا وبناتنا على الابتعاد عنها كحالة غير أخلاقية..وتحذيرهم من مخاطرها على بناء البلد ومستقبله”.

وبين ممثل المرجع السيستاني “أن فساد النفس هو من أعظم أنواع الفساد ومن لم يكن له وازع من نفسه يصعب منه من ارتكاب المنكر بسلطة القانون فقط، مشيرا إلى أن الوازع النفسي لا يتحقق إلا من خلال التربية الصالحة والنشأة الصحيحة فإذا كنا نريد لبلدنا مستقبل أفضل تقل فيه نسبة الفساد فلابد أن نعمل على تنشئة الجيل الجديد في البيت والمدرسة والجامعة على التحلي بالفضائل الأخلاقية والابتعاد عن رذائلها”.

ودعا الصافي إلى زراعة وتنمية حب الوطن والمواطن في نفوس الجيل الناشئ أياً كان والالتزام بالصدق ورعاية حقوق الآخرين والابتعاد عن الكذب والرشوة والاضرار بالمصالح العامة ونحو ذلك وهذه مسؤولية تقع على عاتق الجميع”.

وختم ممثل المرجعية بقوله نسأل الله تبارك وتعالى أن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى ما فيه صلاح بدلنا وشعبنا إنه أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين”.

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*