كيف تمت “إزالة” أغنى شيعي في التاريخ؟

419

m-18-11-2015-11

  قبل 15 عاما وفي مثل هذه الأيام (منتصف نوفمبر 2000) تم حذف وإقصاء رجل من الحياة والوجود، إنسان كان قد غض الطرف عن 60 مليار دولار كعائد سنوي لكي يعتنق مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).

فقد ولد ادواردو انيلي في 9 حزيران/يونيو 1954 في نيويورك. وبعد إكماله دراسته الجامعية في معهد اتلانتيك، انضم إلى جامعة برينستون لدراسة الأدب الحديث وفلسفة الشرق. وبعد إكمال الدراسة الجامعية توجه إلى الهند ومن ثم إلى إيران لدراسة العرفان والأديان الشرقية، واعتنق التشيع خلال وجوده في إيران.

والسيناتور جيواني انيلي أب “ادواردو” هو واحد من أثرياء إيطاليا وأكثرهم نفوذا ومالك مصانع فيات وفيراري ولامبورغيني ولانتشيا والفارمو وايوكو لإنتاج السيارات وعدد من المصانع التي تنتج القطع الصناعية وعدة بنوك خاصة وغيرها من الشركات.

وتبلغ ثروة ونفوذ أسرة انيلي درجة أن وسائل الإعلام الإيطالية أطلقت عليها اسم الأسرة الملكية الإيطالية. ويقدر الخبراء الاقتصاديون عائدهم السنوي ب 60 مليار دولار.

وكان ادواردو طالب مادة فلسفة الاديان بجامعة “برينستون” الشهيرة في نيويورك. وكان قد قرأ الإنجيل والتوراة، لكنه لم يقتنع بهما. وعندما كان في العشرين من عمره وقعت عيناه ذات مرة على القرآن في مكتبة ما، وقرأ عدة آيات منه وشعر بأن هذه الآيات ليست من وحي البشر.

وشرح ادواردو كيف أنه اعتنق الإسلام فقال: كنت ذات مرة في مكتبة بنيويورك وأنظر إلى الكتب فوقعت عيناي على القرآن. أردت معرفة ما فيه. فقرأت آيات منه مترجمة إلى الإنجليزية، فشعرت بأن هذه الكلمات هي كلمات نورانية ولا يمكن أن تكون قد جاءت من وحي الإنسان. فتأثرت كثيرا بها، واستعرت القرآن للمزيد من قراءته وشعرت حينها إني أفهمه وأتقبله.

وبعد ذلك يراجع ادواردوا مركزا إسلاميا في نيويورك ويقدم طلبا باعتناق الإسلام. فيطلقون عليه اسم “هشام عزيز”. ويقول الإيراني الدكتور قديري ابيانه أن ادورادو وبعد أن التقاه وتعرف عليه اعتنق التشيع وأطلق على نفسه اسم “مهدي”.

ويقول الصحفي في صحيفة “لاستامبا” الايطالية ايغورمان أنه عندما كان ادواردو يتحدث عن لقائه الإمام الخميني وتأثره به، شعر بأن الإمام قد سحره. وكان ادواردو وقبل شهرين من استشهاده يعتزم السفر إلى إيران، لكن أبواه منعاه من هذه الزيارة، وأخفيا عنه جواز سفره.

ويقول حسين عبد اللهي وهو من أكثر الأصدقاء الإيرانيين حميمية لـ ادواردو، إن الضغوط التي كانت تمارسها أسرة ادواردو على الأخير، كانت تفوق التوصيف. ويقول أن ادواردو كان يخضع لضغوطات اقتصادية هائلة، وكانت أسرته قد قاطعته اقتصاديا بالكامل بحيث أنه حتى لم يكن يملك من المال ليستقل سيارة أجرة.

ويقول الدكتور قديري ابيانه بأنه كان صعبا لأسرة انيلي أن يقال في بلد كإيطاليا معقل المسيحية الكاثولويكية، بأن نجل السيناتور انيلي اعتنق الإسلام. لذلك مارسوا أشد الضغوط على ادواردو ليتخلى عن الإسلام. وحتى أنهم حرموه من الميراث لكنه لم يتخل عن الإسلام وهذا يكفي لدحض فرضية انتحاره، لأنه الذي كان قد تخلى عن ثروة بمليارات الدولارات لحفظ دينه، كيف يمكن له أن ينتحر في ضوء اعتقاده وإيمانه الراسخ بالإسلام؟ الإسلام الذي يحرم الانتحار أصلا.

انتحار أم استشهاد؟

إن ادواردو نجل صاحب أكبر رأسمال أيطاليي وابن أسرة انيلي، كان مطلعا على الكثير من أسرار بلاده وعصابات المافيا والمنظمات الصهيونية، والآن ومع تحوله إلى الإسلام وموالاته للثورة الإسلامية، أصبح خطيرا للغاية، لاسيما وأنه كان يستنكر جرائم الصهاينة في فلسطين المحتلة، وحتى أنه كان يتصل هاتفيا من أجل ذلك برئيس الوزراء ورئيس الجمهورية في إيطاليا. وكان يخشى اغتياله على يد الصهاينة وأبلغ المستشار الصحفي الإيراني في روما “بانهم سيقتلونه بسبب اعتناقه الإسلام وينسبون ذلك إلى انتحار أو حادث مفاجئ أو مرض”.

ومن الحالات التي تثير الشك والريبة حول استشهاد ادواردو هي عدم وجود أي متابعات لمعرفة كيفية وفاته. ولم يتم تشريح جثته وأعلن على الفور بأنه انتحر، حتى قبل أن تعلن الشرطة بأن وفاته حدثت بسبب الانتحار. ونشرت بعض الصحف نبأ انتحار نجل رئيس مصنع فيات ووجهت أذهان الرأي العام نحو فرضية الانتحار. ودفنت جثته بعد يوم من الحادث لكي لا تكون ثمة فرصة للتحقيق في أسباب الوفاة.

وبعد وفاة ادواردو، فرض تعميم بالكامل على كونه اعتنق الاسلام وحول معتقداته وحتى زيارته لإيران.

وكان الدكتور ماركو باوا أحد الأصدقاء المقربين من ادواردو قد احتج على كيفية البت والتحقيق في قضية ادواردو. ورأى بأن القرائن والأدلة المتوافرة حول ملابس ادواردو وحذائه، لا تؤكد فرضية الانتحار. كما اعتبر عدم تشريح جثته بأنه أمر غير مقبول.

(شفقنا)

ك ح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*