المخابرات الألمانية تحذر السعودية من زعزعة الاستقرار في العالم العربي

341
المشيعون يتجمعون حول قبر الملك السعودي السابق عبد الله بعد دفنه في الرياض
المشيعون يتجمعون حول قبر الملك السعودي السابق عبد الله بعد دفنه في الرياض

الحكمة – متابعة: حذرت المخابرات الألمانية من أن السعودية تخاطر بالتسبب بتأثير رئيس لزعزعة الاستقرار في العالم العربي، وذكرت الوكالة التي تسمى اختصاراً (بي أن دي) أن الصراعات الداخلية على السلطة، والرغبة في الظهور كقوة عربية رائدة تهدد بجعل حليف الغرب الرئيس مصدراً لعدم الاستقرار.

وجاء في مذكرة للوكالة تم توزيعها على وسائل الإعلام، أن “الموقف الدبلوماسي الحذر حتى الآن للزعماء الأكبر سناً في الأسرة الملكية يجري إحلال سياسة تدخلية اندفاعية محله”، وتركز المذكرة بشكل خاص على دور الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر 30 عاماً، الذي تم تعيينه مؤخراً ولياً لولي العهد ووزيراً للدفاع.

وتفيد المذكرة أن تركيز الكثير من السلطة في يد الأمير محمد “يزيد من المخاطر المحتملة في أن يسعى الأمير الشاب إلى وضع نفسه على خط الخلافة خلال حياة والده، وأنه قد يتجاوز الحدود. والعلاقات مع الدول الصديقة والحليفة في المنطقة قد تتأثر كثيرا”.

ويعتقد أن الأمير محمد بن سلمان قد لعب دوراً رئيساً في قرار السعودية التدخل في الحرب الأهلية في اليمن في وقت سابق من هذا العام.

ويقول محللو الوكالة الألمانية (بي أن دي)، أن الأمير محمد والملك سلمان يريدان أن ينظر الى السعودية باعتبارها “زعيمة العالم العربي”، وهما يحاولان توسيع سياستها الخارجية “بمكون عسكري قوي وتحالفات إقليمية جديدة”.

كما يُعتقد أن الأمير محمد يريد أن يخلف والده ملكاً، وإن كان تسلسله في ترتيب ولاية العرش، الثاني بعد ولي العهد البالغ من العمر 56 عاماً، وهو الأمير محمد بن نايف، ابن شقيق الملك سلمان.

وقد وصف محللون في بنك كندا الملكي، مؤخراً المناورات داخل العائلة المالكة المترهلة، بأنها “لعبة العروش في المملكة العربية السعودية”.

ويوجد في العائلة المالكة الآلاف من الأبناء المتفاوتين في النفوذ والسلطة، وإن أي اقتراح لتقديم الأمير محمد الى منصب ولي العهد في خط الخلافة، قد يشعل صراعاً خطيراً على السلطة.

وتحذر المذكرة أنه من الناحية الإقليمية، فإن المملكة السُنية منغمسة في التنافس مع إيران الشيعية “ويعزز ذلك عدم الثقة المتبادلة والعداء الديني والإيديولوجي.” وتقول المذكرة أن التنافس بين البلدين قد تفاقم، بعد ان بدأت السعودية تفقد الثقة بالولايات المتحدة، وباعتبارها القوة الاستراتيجية السائدة في المنطقة والقادرة على توفير الحماية.

كان الدافع وراء التدخل السعودي في اليمن هو الرغبة في إظهار المملكة “على أهبة الاستعداد للقيام بأي مخاطر عسكرية ومالية وسياسية حتى لا تتخلف المملكة عن موقعها الريادي في السياسة الإقليمية”. كما أفادت (بي أن دي) أنه يبدو أن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد لا تزال تشكل أولوية بالنسبة للمملكة. وكانت المملكة العربية السعودية قد تعرضت لاتهامات سابقة بتوريد الأسلحة وتمويل جماعات جهادية تقاتل في سوريا، بما في ذلك جماعة داعش.

(مركز البيان للدراسات والتخطيط)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*