المرجع السيستاني:حُسن الإدارة وراء نجاح زيارة الأربعين والعراقيون قادرون على هزيمة داعش وإنهاء الفاسدين

380

041215022408_14_1كربلاء – الحكمة: اعتبرت المرجعية الدينية العليا أن حسن الإدارة والتنظيم لمختلف الجهات التي أشرفت على زيارة الأربعين وراء نجاحها، وأكدت أن العراقيين قادرون على هزيمة داعش وإنهاء الفاسدين، مثمنةً، جهود جميع العاملين على إنجاح الزيارة الأربعينية.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة يوم 21 صفر الخير 1437هـ الموافق 4/12/2015م ما نصه: لقد تمت زيارةُ أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) ومسيرتُها المليونية المباركة وتكللت بالنجاح الباهر، والذي كان انعكاساً لحسن الإدارة والتنظيم في مُختلف مراسمها بفعل الجهود الطيبة والاستثنائية لمختلف الجهات التي أشرفت عليها، حيث لم يُسَجَّل أيُّ خرق أمني مُعتَدٍّ به إضافة إلى المستوى المقبول أو الجيد للخدمات المقدمة للزائرين، ومن المؤكد إنّ ذلك يمثل “بملاحظة الظروف المعقدة والاستثنائية التي يمر بها العراق” نجاحاً وطنياً كبيراً لجميع المؤسسات العراقية الحكومية والأهلية والمواطنين الذين ساهموا بروح الفريق الواحد في إنجاح هذه الزيارة المباركة.

وذكر ممثل المرجع السيستاني خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف، وحضرتها وكالة نون الخبرية بالنقاط التالية:

1- لابد من أن نُعبِّرَ عن عميق اعتزازنا وتقديرنا وشكرنا لجميع الذين كان لهم الدورُ الفاعلُ والأساسُ في إنجاح إدارة هذه الزيارة ومنهم جموعُ الفضلاء وطلبة الحوزة العلمية الذين انتشروا في مختلف الطرق المؤدية إلى كربلاء المقدسة لتبليغ المعارف الدينية وإرشاد الزائرين إلى ما فيه صلاحُهُم وخَيْرُهم في الدنيا والآخرة، وكذلك المؤسسات الأمنية بكل عناوينها ومسمياتها ومعها جموعُ المتطوعين، حيث كان لها الدور الأكبر في النجاح الأمني للزيارة وخصوصاً الأجهزة الاستخبارية التي حالت دون وصول الإرهابيين إلى جموع الزائرين في أكثر من مكان.

وشكر الكربلائي مؤسسات الدولة الخدمية من الصحة والنقل والخدمات العامة وإدارات العتبات المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية المقدسة، والمواكب الحسينية العزائية والخدمية وكثر من المواطنين الذين بذلوا الغالي والنفيس لخدمة الزائرين الكرام، كما قدم شكرا خاصا لجميع الزائرين الذين كان لانتظامهم الواعي في أداء مَراسِم الزيارة دورٌ مهم في هذا النجاح، ولا ننسى الدور المهم لوسائل الإعلام المختلفة والتي أبرزت مليونية حشود الزائرين وما مثلته هذه الزيارة من تجسيدٍ لمبادئ وقيمِ الثورة الحسينية المباركة.

2- على الرغم من عدم توفر البنى التحتية الأساسية والإمكانات الضرورية لمتطلبات الزيارة للحشود المليونية من داخل العراق وخارجه إلا انّ العراقيين اثبتوا قدرةً عالية في التغلب على المشاكل لتحقيق هذا النجاح الباهر من كل الجوانب أمنياً وخدمياً وتنظيمياً، وما ذلك إلا لتوفر عوامل الإخلاص وروح التعاون والتنسيق والشعور العالي بالمسؤولية تجاه الآخر والعمل الجمعي التضامني الذي فجّر الطاقات في الكل لخدمة الجميع، وهذا كلُّه “بالإضافة إلى الانتصارات العظيمة لقواتنا المسلحة والمتطوعين في جبهات القتال ضد داعش” ينبغي أن تُمَثِّلَ دروساً إضافية لجميع المتصدين للمسؤولية في البلد، وينبهَّهُم إلى أنَّه متى ما توفرت العوامل المذكورة من الإخلاص والشعور بالمسؤولية الوطنية والتعاون بين الجميع فإنه يمكن وبكل تأكيد الخروج من الأزمات الحالية التي يمر بها العراق مهما كانت الظروفُ قاسيةً وصعبة.

3- إن ديمومة المسيرة المليونية للزائرين بمناسبة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) على الرغم من مخاطر الارهاب والظروف النفسية الصعبة التي يمر بها المواطنون بسبب الأزمات المتتالية خلال عقود من الزمن تعطي درساً إيمانياً ووطنياً عظيماً لأبناء الشعب العراقي، فعلى الرغم من أن جموعَ الزائرين قد واجهت برجالها ونسائها وأطفالها من الأجيال الحاضرة ومن أسلافهم الماضين تحديات ومصاعب كبيرة خلال سنين طويلة والتي تتفطرُّ لها صخورُ الجبال سواءً أكان على مستوى المحاربة والبطش والتنكيل من الحكام أو التفجيرات الإرهابية الحاصدة لأرواح الآلاف منهم خلال السنوات الأخيرة، إلا أنّ الجموعَ المؤمنة بقضيتها التي ليس لها سلاحٌ إلا سلاحَ الايمان والولاء للإمام الحسين (عليه السلام) قد استطاعت بفعل إرادتها الصلبة وعزيمتها الراسخة الاستمرارَ في هذه المسيرة بَلْ وضاعفت من ألَقِها ووهَجِها، وهذا يجعل المرءَ على يقينٍ بأن هذا الشعب المضحي والصابر سينتصر على أعدائه، وستنهزم عصاباتُ “داعش” وتتحطم جبروتها وطغيانُها وظلمُها على صخرة صمود وصبر وتضحية الأبطال في القوات المسلحة والمتطوعين وأبناء العشائر الغيارى.

كما أنّ من المؤكد أن هذه الإرادة الصلبة والعزيمة الراسخة ستكونُ العاملَ الأساس لغلبة وانتصار الشعب العراقي في معركة الإصلاح وإقامة الحكم الرشيد وتخليص البلد من مجاميع الفاسدين الذين جعلوا العراق منهباً ومسلباً لنزواتهم وأطماعهم.

4- إن التزايد المطَّرد في أعداد الزائرين من داخل العراق وخارجه خلال السنوات الأخيرة لا يتناسب مع ضعف وتواضع ما يقابله من تطور ضروري للخدمات الأساسية للزائرين، ومن هنا يتحتمُّ على الجهات المعنية خصوصاً في الحكومة الاتحادية مزيدَ الاعتناء والاهتمام بتوفير الموارد اللازمة لإقامة مشاريع البنى التحتية والخدمات العامة ولاسيما في مجال النقل وتوسعة الطرق وإنشاء الساحات العامة والمجمعات الصحية وغيرها من الخدمات الضرورية.

ودعا ممثل المرجع السيستاني إلى ضرورة الاستعانة بالقطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال فان هناك فرصة طيبةً ومساحةً كبيرة لذلك وستكون له واردات مالية تساعد أيضاً على تحسن الوضع الاقتصادي للبلد، كما دعا إلى ضرورة وجود لجنة عليا تقوم بمهام التنسيق والمتابعة والتنظيم لشؤون الزيارة المختلفة.

وختم الشيخ الكربلائي حديثه: نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع للقيام بوظائفهم، اللهم آمن بلدنا وبلدان المسلمين واكفنا شر من يريد بنا سوءاً وعدواناً وأصلح حالنا وأمورنا بفضلك ومنك يا أرحم الراحمين.

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*