خطيب جمعة كربلاء يطالب دول الجوار باحترام سيادة العراق ويطالب حكومته بعدم التسامح مع أي تجاوز مهما كانت دواعيه

318

566aba0667f051كربلاء المقدسة – الحكمة: طالب خطيب جمعة كربلاء المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي خلال خطبته الثانية التي ألقاها في الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة 28/صفر الخير/1437هـ الموافق 11/كانون الأول/2015م ، دول العالم ومنها دول الجوار باحترام سيادة العراق وعدم إرسال قواتها العسكرية له ؛ إلا من خلال موافقة حكومته المركزية وتخريج ذلك قانونيا.

السيد الصافي ، وفي سياق حديثه عن القوانين والمواثيق الدولية التي تنظّم العلاقات الدولية وسيادة كل منها ، رفض أي تدخل عسكري في بلده وتحت أي ذريعة كانت ، بما في ذلك محاربة الإرهاب ؛ إلا من خلال القنوات الرسمية .

كما طالب سماحته ، الحكومة العراقية ، بحماية سيادة العراق وعدم التسامح مع أي طرف يتجاوز عليها مهما كانت الدواعي والمبررات ، من خلال انتهاجها ــ الحكومة العراقية ــ الأساليب المناسبة في حل ما يحدث من مشاكل .

وبخصوص توحيد المواقف السياسية ، طالب الصافي جميع الفعاليات السياسية بضرورة توحيد مواقفها قبالة ما يحدث ، مراعاة منها لمصلحة العراق واستقلاله وسيادته ووحدة أراضيه ، كما حث الصافي مواطنيه على توخي ضبط النفس في ردود أفعالهم تجاه ما يحدث من تجاوزات على السيادة الوطنية ، وعدم انتهاك حقوق المقيمين في العراق بشكل مشروع ، كرد فعل على تصرفات حكوماتهم .

وفي مورد ثنائه على شجاعة وبسالة الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين وأبناء العشائر في تصديهم للجماعات الإرهابية ، طالب الصافي بضرورة دعم الشباب النازحين بالمال والذخيرة والسلاح والتنظيم كي يتمكنوا بمعية إخوتهم من الجيش والمتطوعين في دحر الإرهاب وتحرير مناطقهم ، فضلا عن مطالبته الجهات المعنية بملف النازحين ، بضرورة منحهم اهتماما خاصا ومتابعة وصول المساعدات لهم وتعجيل توفير الضروريات سيما الصحية منها .

وجاء في الخطبة ما نصه “من المعروف أن هناك قوانين ومواثيق دولية تنظّم العلاقة بين الدول واحترام سيادة كل دولة وعدم التجاوز على اراضيها هو من أوضح ما تنص عليه القوانين والمواثيق الدولية ، وليس لأي دولة إرسال جنودها إلى أراضي دولة أخرى بذريعة مساندتها في محاربة الإرهاب ، ما لم يتم الاتفاق على ذلك بين حكومتي البلدين بشكل واضح وصريح”.

وأضاف “من هنا فإن المطلوب من دول جوار العراق ، بل من جميع الدول أن تحترم سيادة العراق ، وتمتنع عن إرسال قواتها إلى الأرض العراقية من دون موافقة الحكومة المركزية ووفقاً للقوانين النافذة في البلد”.

وأكد الصافي أن “الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية سيادة العراق وعدم التسامح مع أي طرف يتجاوز عليها مهما كانت الدواعي والمبررات ، وعليها اتباع الأساليب المناسبة في حل ما يحدث من مشاكل لهذا السبب ، وعلى الفعاليات السياسية أن توحّد مواقفها في هذا الأمر المهم ، وتراعي في ذلك مصلحة العراق وحفظ استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه ، وعلى المواطنين الكرام أن يرصّوا صفوفهم في هذه الظروف العصيبة التي يمرّ بها البلد ، وأن تكون ردود أفعالهم تجاه أي تجاوز على السيادة العراقية منضبطة وفقاً للقوانين ، وأن تراعى حقوق جميع المقيمين على الأرض العراقية بصورة مشروعة ولا يُنتهك شيء منها”.

ولفت سماحته أن “العراق يسعى إلى أن تكون له أفضل العلاقات مع جميع دول الجوار ، ويرغب في المزيد من التعاون معها في مختلف الصعد والمجالات ، وهذا يتطلب رعاية حسن الجوار والاحترام المتبادل لسيادة واستقلال العراق مع الدول”.

مشيرا “إن المنطقة تشهد مخاطر عديدة وأهمها خطر الإرهاب الذي يضرب كما ضرب كل ما يتاح له ، ولا يستثني أحداً متى سنحت له الفرصة ، لذا كان لزاماً على دول المنطقة أن تنسق خطواتها وتتضامن فيما بينها للقضاء على العدو المشترك وهو الإرهاب وتتفادى التسبب في أي مشاكل تضر بتحقيق هذا الهدف المهم”.

وفي سياق الوضع الأمني قال الصافي “لا زالت قواتنا البطلة المتمثلة بالجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين وأبناء العشائر تقاتل الإرهابيين بكل شجاعة وبسالة ساعية لتحرير بلادنا من الإرهابيين ، سائلين الله تعالى أن يعجّل بالنصر المؤزر لقواتنا على الإرهابيين ، ولا يخفى على الجميع أن المعارك ضد الجماعات الإرهابية والسلوك الظالم لهذه الجماعات التي عاثت في الأرض فساداً ، قد أفرز نزوح الكثير من العوائل من مناطقهم إلى خارج المدن وهؤلاء الإخوة النازحون يعيشون ظروفاً قاسية جداً خصوصاً مع دخولنا في موسم الشتاء البارد من انعدام الخدمات الإنسانية والطبية وفيهم الأطفال والنساء والشيوخ وعلى الجهات المعنية الاهتمام بهم اهتماماً خاصاً خصوصاً في المناطق الصحراوية حيث تنعدم كل المستلزمات الإنسانية المطلوبة وعلى الدولة أن تتابع وبشكل مستمر وصول المساعدات التي رصدت لها ميزانية خاصة ، أذ المعلومات تشير أن هناك أعدادا كثيرة لم يصلها شيء أصلاً أو الواصل شيء يسير جداً لا يكاد يلبي الحاجات الضرورية ، لذا يتحتم على الجهات المعنية أن تعجّل بتوفير الضرورات ولا سيما الأمور الصحية وإرسال بعض الفرق الطبية والأدوية اللازمة هذا من جهة.

ومن جهة أخرى فإن أعداداً كثيرة من الشباب وغيرهم القادرين على حمل السلاح من المناطق التي تعرضت للهجمات الارهابية قد حملتهم غيرتهم على بلدهم وعلى أعراضهم أن حملوا السلاح بوجه الإرهابيين فلابد من بذل المزيد من الدعم لهم من المال والذخيرة والسلاح والسعي لتنظيم صفوفهم حتى يتمكنوا من دحر الإرهابيين بمعية إخوتهم من الجيش والمتطوعين”.

وختم السيد أحمد الصافي خطبته بقوله “كتب الله لهذا البلد ولبلادنا جمعاء السلام والاستقرار والأمن والأمان ، ونسأله تبارك وتعالى أن يرينا في بلدنا كل خير، ويرينا في أعدائه كل سوء وشر، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين”.

(العتبة الحسينية المقدسة)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*