مفوضية اللاجئين تدعو العالم لفهم الأسباب الجذرية للتشرد والتصدي لها
الأمم المتحدة – متابعة الحكمة : افتتحت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أمس الأربعاء، في جنيف ندوة دولية تستمر على مدى يومين حول نزوح وهجرة السكان – الذين يشكلون حاليا عدداً غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية – وحاجة الدول لفهم الأسباب الجذرية لها، وفقا لبيان صحفي أصدرته المفوضية.
وقال مفوض الأمم المتحدة للاجئين أنطونيو غوتيريش في افتتاح الندوة المعنونة “فهم ومعالجة الأسباب الجذرية للتشرد”: إن عالمنا اليوم على مفترق طرق. من منظور إنساني، يحدد هذا المنعطف بمشكلتين رئيستين، في جو من انعدام الأمن العالمي: تكاثر الصراعات العنيفة التي على ما يبدو لا يمكن السيطرة عليها، وتزايد الأخطار الطبيعية المدمرة المرتبطة بتغير المناخ والتي تشكل بالفعل حاضرنا، وستشكل مستقبلنا بصورة أكبر.
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، الذي تنتهي ولايته التي استمرت عشر سنوات، في نهاية ديسمبر كانون الأول، إلى اتباع نهج يتجاوز الاستجابة لحالات الطوارئ والأخذ في الاعتبار ” ما الذي أوصلنا إلى هذا في المقام الأول.”
“أعتقد أن هذا الحوار فرصة للتفكير والنظر في الأسباب الكامنة وراء هذه العوامل المتعددة، والمترابطة، والمتداخلة والمتعاضدة التي تتراكم وتساهم في نهاية المطاف في دفع الناس من بيوتهم.”
وأضاف “من الواضح أننا لا يمكن أن نعالج هذه الأسباب منعزلين، بل ينبغي أن نبحث في ذلك معا”.
وقد بلغ عدد النازحين بسبب الصراع والعنف مستويات لم يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مع نزوح ما يقرب من 60 مليون قاصر بحلول نهاية عام 2014.
ومن بين الأزمات الحالية النابعة من أسباب متعددة جنوب السودان، أحدث دولة في العالم، حيث شرد 1.6 مليون شخص من منازلهم إما بسبب الحرب التي اندلعت قبل عامين أو الجوع الذي تلا ذلك، أو كليهما.
وفي المناطق المنخفضة من بنغلاديش، هاجر الآلاف من السكان بسبب هبوب العواصف العاتية وارتفاع مستوى سطح البحر المرتبط بتغير المناخ، في حين أن ملايين أخرى يتعرضون لخطر اقتلاعهم من ديارهم في المستقبل.
ويجمع الحوار الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والمجتمع المدني وغيرهم من الشركاء في المجال الإنساني والأكاديمي ذي الصلة.
وإلى جانب التركيز على الحاجة إلى فهم أكثر دقة للأسباب الجذرية للنزوح الماضي والحالي والمستقبلي، أبرز غوتيريش الحاجة للتمييز بين العوامل المسببة والدوافع الكامنة وراء النزوح.
كما أبرز أيضا الحاجة إلى تجديد الإرادة السياسية والقيادة لحماية وإيجاد حلول لأولئك الذين أجبروا على الفرار، والتركيز على التنمية المستدامة وإدارة الحكم الرشيد وسيادة القانون وحقوق الإنسان لمنع الحاجة للفرار وتحقيق الحلول المستدامة.
وقال غوتيريش، “القيادة والإرادة السياسية ضروريتان لإنهاء الصراعات العنيفة التي تسببت في تشريد عشرات الملايين من الناس، والسيطرة على تطور ظاهرة الاحتباس الحراري. لكن في الوقت نفسه، التعاون الإنمائي له دور رئيسي أيضا في الجهود الرامية إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزوح”.
مركز أنباء الامم المتحدة
ك ح