المرجعية العليا تحذر من أطراف اقليمية ودولية تعمل بعيدا عن المصلحة العراقية
426
شارك
كربلاء – الحكمة: حذر ممثل المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني من أطراف إقليمبة ودولية تعمل على أساس مصالحها التي لا تتطابق بالضرورة مع المصلحة العراقية، مبينا أن خلاص العراق وتجاوزه لأوضاعه الصعبة الراهنة لا يكون إلا على أيدي العراقيين أنفسهم إذا ما اهتموا بالمصالح العليا لبلدهم. منتقدا في الوقت ذاته التأخير في إنجاز معاملات الشهداء من قبل دوائر الدولة وعدم تبسيط إجراءاتها.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 6/ربيع الأول/1437هـ الموافق 18/12/2015م ما نصه “في الوقت الذي تشهد فيه ساحات القتال انتصارات متتالية للقوات المسلحة ومن يساندهم من المتطوعين ومقاتلي العشائر العراقية الأصيلة – وكان آخرها ما قام به المقاتلون الأبطال من تحرير معظم مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار- فان مختلف القوى والأطراف العراقية التي يهمها مستقبل هذا البلد وتخليصه من أزماته الراهنة وتسعى إلى توفير العيش الكريم لجميع مواطنيه في أمن وسلام مع الحفاظ على وحدة أراضيه مدعوة إلى أن تكثف جهودها و تزيد من مساعيها للتوافق على خطة وطنية متكاملة تفضي إلى تحرير الأجزاء المتبقية التي لا تزال ترزح تحت سلطة عصابات داعش الإرهابية، بعيداً عن بعض المخططات المحلية أو الإقليمية أو الدولية التي تستهدف – في النهاية- تقسيم البلد وتحويله إلى دويلات متناحرة لا ينتهي الصراع بينها إلى أمد بعيد”.
وأضاف “إن خلاص العراق وتجاوزه لأوضاعه الصعبة الراهنة لا يكون إلا على أيدي العراقيين أنفسهم إذا ما اهتموا بالمصالح العليا لبلدهم وقدموها على كل المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية ونحوها.. وأما الأطراف الأخرى سواءٌ الاقليمية أو الدولية فمن المؤكد أنها تلاحظ في الأساس منافعها ومصالحها وهي لا تتطابق بالضرورة مع المصلحة العراقية، فليكن هذا في حسبان الجميع”.
من جانب آخر تحدث الشيخ الكربلائي عن معاناة عوائل الشهداء وقال “لقد كان ولا زال لدماء الشهداء الدور الأساس في الدفاع عن العراق وشعبه ومقدساته وحفظ وحدته وحماية أعراض مواطنيه ودرء شر العصابات الإرهابية التي خططت لمسخ هويته الوطنية وتمزيق نسيجه الاجتماعي، مبينا أن للشهداء فضل على الشعب العراقي بجميع أطيافه وطبقاته ومكوناته.. وإذا كان الشهيد في غنى عن الناس لأنه في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فإن رعاية أيتامه وعائلته وأداء حقوقهم وتوفير العيش الكريم لهم هو أقل ما يقتضيه الوفاء لدمه الزاكي وروحه الطاهرة وهو مسؤولية كبيرة على اعناق الجميع سواء الحكومة بمؤسساتها المختلفة او غيرها من الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية بل كل شخص قادر على القيام بهذه المهمة ولو من بعض جوانبها.
وأضاف الشيخ الكربلائي “إذا كانت العناية الإلهية بأهل الشهيد قد بلغت حداً أن جعل الله تعالى نفسه خليفة الشهيد في أهله وقال (إن من أرضاهم فقد أرضاني ومن أسخطهم فقد أسخطني)، كما ورد في بعض الأحاديث الشريفة أنه كان لزاماً على الجميع أن يفوا للشهيد حق الاستخلاف في أهله وأولاده ويحفظوا لهم كرامتهم ويؤدوا إليهم حقوقهم المعنوية والمادية”.
وأعرب ممثل المرجع السيستاني خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف وحضرته وكالة نون الخبرية “عن أسفه عما يُسمع من شكوى العديد من عوائل الشهداء من تعقيد الإجراءات الرسمية لدى بعض المؤسسات الحكومية في إنجاز معاملاتهم لحصولهم على حقوقهم وصرف رواتبهم وكذلك ما يلاحظ أحياناً من تأثير الخلافات العائلية والعشائرية على إنجاز معاملاتهم حيث يصر بعض أقرباء الشهيد على حجب بعض الوثائق الرسمية عن زوجته وأطفاله لأغراض خاصة. إن هذا كله لا يليق بمكانة الشهيد وتضحيته وما قدمه في سبيل حفظ البلد وأهله، مؤكدا على الجهات ذات العلاقة ببذل أقصى الجهود لتسهيل معاملات عوائل الشهداء وتبسيط إجراءاتها، كما دعا أقرباء وعشائر الشهداء أن يكونوا عوناً وسنداً لعوائلهم وأيتامهم وزوجاتهم في تحصيل حقوقهم وأن يمدوا إليهم يد العون والمساعدة مهما أمكنهم ذلك ويسعوا إلى احتضانهم ورعايتهم مادياً ومعنوياً بحيث لا يشعروا بفقدان كافلهم ومعيلهم، فإن في ذلك مثوبة عظيمة وفوائد دنيوية لا تحصى.
وختم الكربلائي حديثه بقوله “وفقنا الله تعالى جميعاً لما فيه خير وصلاح بلدنا وشعبنا وعصمنا من الزلل في القول والعمل ودفع عنا مضلات الفتن إنه سميع مجيب.”