الحكمة – متابعة: الأعسر هو المصطلح الذي يطلق على الشخص الذي يستخدم يده اليسرى بكفاءة و تحكم أفضل من اليد اليمنى ، و هو أحد الاختلافات الطبيعية بين البشر وإن كانت نسبته مقتصرة على 10% فقط بين سكان العالم ، وفي هذا المقال سوف نأخذ جولة مع أهم المعتقدات حول الشخص الأعسر ونتعرف أيها صحيح و أيها خاطئ.
– حقائق علمية هامة عن مستخدمي اليد اليسرى الشخص الأعسر:
1– قدرة الشخص الأعسر على استخدام يده اليسرى تتركز بشكل أساسي في المهام الحركية العضلية مثل قذف كرة بأكبر قوة ممكنة.
2– قدرة الشخص الأعسر على استخدام كلتا يديه تكون متساوية في الأنشطة التي تتطلب استقبالا حسيا أكثر من احتياجها للقوة العضلية مثل التقاط كرة من شخص آخر.
3– نقس القانون ينطبق على مستخدمي اليد اليمنى.
4– يعتقد علماء الأعصاب أن ميزة الشخص الأعسر العصبية هي أن النصف النشط من مخه يكون النصف الأيمن و الذي يتواجد به أيضا مراكز الإدراك المكاني و الأبعاد، مما يؤهل الشخص الأعسر لأداء بعض الانشطة بشكل أفضل.
– معلومات مهمة عن الطفل الأعسر :
1 – بحلول الأسبوع السابع من عمر الجنين، غالبا ما يكون الذراع الأيمن متقدما في نموه أكثر من الأيسر.
2 – بحلول الأسبوع الخامس عشر من عمر الجنين ، تميل أغلب الأجنة إلى مص أصبع الإبهام الأيمن ؛ مما يدل على أن مسألة اليد المتحكمة تتحدد قبل الولادة.
3 – في دراسة أجريت على الأجنة التي تميل إلى مص إصبع الإبهام الأيسر، وجد أن ثلثي العينة قد أصبح شخصا أعسر بعد ولادته و نموه.
4 – أظهرت بعض الدراسات أن نسبة متزايدة من كون الطفل أعسر ترتبط بإصابته المبكرة بعدوى في الجهاز العصبي أو مشكلة عصبية جدية بعد الولادة، مما يطرح احتمالية حدوث عطب في نصف المخ المسؤول عن نشاط اليد اليمنى يؤدي إلى انتقال نشاط المخ للنصف الآخر مما يصاحبه أن يتحول نشاط اليد إلى اليد اليسرى.
– الشخص الذي يستخدم كلتا يديه هل هو الأفضل على الإطلاق ؟
ربما تكون الإجابة على هذا السؤال مخيبة للآمال بعض الشيء ، فرغم أن المعتقد الشعبي يميل إلى كون الشخص الذي يستخدم كلتا يديه بمهارة هو شخص عبقري أو ذكي أكثر من غيره ، إلا أن العلم يقول عكس ذلك ؛ حيث توصف هذه الحالة بعدم تحديد النصف النشط من المخ بشكل كامل ، و التي ترتبط بانخفاض إحصائي كبير في القدرة على اجتياز اختبارات الرياضيات و الذاكرة و المنطق.
– لماذا يصبح بعضنا أعسر و الآخر أيمن ؟
هناك عدة نظريات حول سبب اختلاف البشر بين من يستعملون اليد اليمنى و هم الأغلبية ( حوالي 90% ) و بين من يستعملوا اليد اليسرى ( حوالي 10% ) .
1 – نظرية الجينات : تفترض هذه النظرية وجود جينات معينة مسئولة عن كون الشخص أعسر ، لكن العقبة أمام هذه النظرية أن التوائم المتطابقة جينياً تتشابه مع بعضها بنسبة 76% فقط في كونها عسراء، و في حال كانت هذه النظرية صحيحة بمفردها لكان من المتوقع أن تكون النسبة 100% بين التوائم المتطابقة في الجينات.
2 – نظرية التستوستيرون الزائد : هذه النظرية تفترض أن سبب كون الشخص أعسر هو تعرضه لكمية زائدة من التستوستيرون أثناء نموه كجنين مما يؤدي إلى تعطل نمو نصف المخ المفترض به جعل اليد اليمنى هي المتحكمة، و لكن هذه النظرية تم رفضها لعدم وجود أدلة كافية على صحتها.
3 – نظرية العوامل المتعددة: هذه النظرية تفترض أن سبب نمو مخ الجنين ليصبح أعسر من عدمه محكوم بعديد من العوامل التي يتعرض لها الجنين داخل الرحم مثل البكتريا و التغذية و وصول الأكسجين و الجينات أيضا . و تعتبر هذه النظرية الأكثر قبولاً و منطقية نظراً لتضمنها كافة العوامل ، و لكن مازالت تحتاج لمزيد من الإثباتات.
– ما فائدة أن يصبح لدينا يد واحد متحكمة ؟
السؤال عن فائدة انقسام الناس بين من يستعمل اليد اليسرى و من يستعمل اليد اليمنى يعتبر السؤال الغير صحيح، فالسؤال الصحيح هو لماذا تختلف معدلات نشاط نصفي المخ لدينا ؟
لماذا لا يعمل نصفي المخ بكل كفاءتهم بما يمكننا من استعمال كلتا اليدين بنفس الكفاءة ؟
الإجابة على هذا السؤال تتمثل في النقطتين التاليتين :
1 – عمل جهتي المخ بشكل متطابق على معلومة عصبية واحدة يسبب مشكلتين ؛ الأولى هي مشكلة بطء سرعة المعالجة، و الثانية هي مشكلة ازدواج المعالجة بدون داعٍ .
2 – عمل جهتي المخ على أنشطة مختلفة في نفس الوقت يساهم في تجنب المشكلتين السابق ذكرهما ، بالإضافة لتوفير وقت وطاقة معالجة المعلومات.
– هل الأعسر أكثر إبداعا ؟ لا يوجد حتى الآن أدلة مطلقة على كون الشخص الأعسر أكثر قدرة على الإبداع من الشخص الأيمن، و لكن انتقال نشاط المخ لدى الأعسر إلى النصف الموجود به وظائف الإدراك الحركي و المكاني ( الإدراك ثلاثي الأبعاد ) يجعله مؤهلاً أكثر لأداء بعض الأنشطة الخاصة التي تتطلب مثل هذه القدرات الإدراكية.
– هل الأعسر عبقري ؟ لا يوجد أدلة علمية على ضرورة أن يكون الشخص الأعسر عبقري ، فالعبقرية أمر معقد يتطلب أكثر من مجرد هبة إلهية باستعمال اليد اليسرى ، حيث يتطلب الأمر العديد من المعطيات التعليمية و الثقافية و البيئية و العقلية من اجل العبقرية .
– الأعسر والذكاء : لا توجد فروق إحصائية كبيرة في نتائج اختبارات الذكاء بين الأشخاص الذي يستعملون اليد اليمني و الذين يستعملون اليد اليسرى، و لكن الأشخاص الذين يستعملون كلتا يديهم بشكل متساوٍ يسجلون نتائج منخفضة في هذه الاختبارات مقارنة بمن لديهم يد واحدة متحكمة سواء كانت اليد اليمنى أو اليسرى.
– الأعسر لا يعاني نقصا :
على عكس المعتقد الشائع حاليا بان الشخص الأعسر أكثر ذكاء ، فقد ساد في الماضي افتراضات تقول بان النمو الصحيح والكامل للمخ يجب أن يعطي بالضرورة شخصا يستخدم يده اليمنى، و هو ما ثبت خطؤه فيما بعد؛ حيث وُجد أن استخدام البعض لليد اليسرى ليس بالضرورة أن يرتبط بوجود خلل في تطور المخ.
– إجبار الطفل الأعسر على استخدام يده اليمنى :
يعتبر إجبار الطفل الأعسر على استخدام يده اليمنى أمر خاطئ؛ حيث أظهرت الدراسات أنه بحلول الأسبوع الخامس عشر من عمر الجنين ، تميل أغلب الأجنة إلى مص إصبع الإبهام الأيمن ؛ مما يدل على أن مسألة اليد المتحكمة تتحدد قبل الولادة بشكل لا إرادي و ليس للطفل يد فيها.
– طفلك أعسر.. لا تجبره على يمناه :
في دراسة أجريت على الأجنة التي تميل إلى مص إصبع الإبهام الأيسر ، وجد أن ثلثي العينة قد أصبح شخصا أعسر بعد ولادته و نموه ؛ لذا لا تجبر الطفل على استعمال يده اليمنى ؛ حيث يؤدي ذلك لحرمان الطفل من استخدام اليد التي يمكنه الأداء بكفاءة أكبر بها.