أهم أحداث عام 2015 في مجالي العلوم والبيئة
الحكمة – متابعات: في الوقت الذي تركز فيه اهتمام علماء الفلك على عوالم قابلة لأن تكون فيها حياة خارج المجموعة الشمسية، ركز المفاوضون في قمة المناخ في باريس على الحفاظ على حياتنا وممتلكاتنا الصغيرة في الكون.
العالم يتحرك
اعتبرت قمة باريس بشأن المناخ الفرصة الأخيرة أمام قادة العالم، لإيجاد طرق لمواجهة التغيرات المناخية الخطيرة.
وفي النهاية جاء الاتفاق، الذي توصل له القادة في العاصمة الفرنسية باريس، ليكون ملزما قانونيا في جزء منه، وطوعيا في جزء آخر.
ويتفق الكثير من المشاركين على أن النتائج لم تكن هي المرجوة تماما، لكن الجزء الأساسي فيها تم إنجازه، وهو توحد كل دول العالم في اتفاق واحد لأول مرة في التاريخ، لمواجهة التغيرات المناخية.
ويضع الاتفاق خطة طويلة المدى وواضحة، للحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الأرض في مستوى أقل من درجتين مئويتين.
لكنه يتضمن أيضا عملية للمراجعة، تسمح برفع سقف هذا الطموح مستقبلا.
وقال ديفيد نوسبوم، المدير التنفيذي للصندوق العالمي للطبيعة في بريطانيا: “اتفاق باريس هو مجرد إشارة البدء في سباقنا، من أجل تحقيق مستقبل يتسم بانخفاض الانبعاثات الكربونية”.
بريطاني في الفضاء
حينما اختير تيم بيك كأول رائد فضاء بريطاني رسمي، من جانب وكالة الفضاء الأوروبية عام 2009، لم تكن بريطانيا قد فعلت شيئا تجاه رحلات الفضاء المأهولة بالبشر.
وإذا ما استمرت هذه الحالة لربما ظل بيك، الذي ينتمي لمدينة تشيتشستر، يراقب زملاءه وهم يغادرون إلى المحطة الفضائية الدولية واحدا تلو الآخر.
لكن الحكومة البريطانية غيرت سياستها، ومن ثم غادر بيك إلى الفضاء في الخامس عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ويأتي ذلك بعد نحو 25 عاما، من إنطلاق رائدة الفضاء البريطانية هيلين شارمان إلى محطة الفضاء مير، في برنامج فضائي برعاية غير حكومية.
وأعاد انطلاق بيك إلى الفضاء من محطة بايكونور في كازاخستان اهتمام البريطانيين بالرحلات الفضائية، ويأمل المسؤولون عن مهمة بيك أن يستمر “تأثير بيك” إلى ما بعد انتهاء مهمته، التي تستغرق ستة أشهر، بل وأن يلهم ذلك جيلا جديدا ناشئا من محبي السياحة الفضائية.
اكتشاف الجديد عن بلوتو
حينما أطلقت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) المسبار الفضائي نيوهورايزونز عام 2006، كان بلوتو لا يزال يحظى بوصف الكوكب.
ولكن بعد أن حلق المسبار فوق هدفه في يوليو/ تموز الماضي، حاملا رماد جثة “كلايد تومباو” مكتشف بلوتو، تم تخفيض تصنيف بلوتو إلى فئة أقل من الكوكب.
وبينما اشتدت النقاشات، لم ينتقص ذلك من جاذبية مشاهدة آخر الكواكب التسعة التقليدية عن قرب للمرة الأولى.
وبكل المقاييس اتضح أن بلوتو مكان مفعم بالحيوية، بشكل أكثر بكثير مما كنا نتخيل عن هذا الكوكب الثلجي.
ويحتوي بلوتو جبالا ضخمة مثل جبال روكي، تتكون من صخور من المياه الثلجية، وكذلك أنهار جيلدية تتكون من النيتروجين المتجمد، وربما براكين محتملة تقذف تركيبات كيميائة منصهرة.
وسواء كان بلوتو كوكبا أم لا فإنه، كما يحب أن يقول علماء المهمة الفضائية، لم يخيب الآمال فيه.
عالم أكبر من الأرض
خلال ربع قرن، ومنذ اكتشاف أول كوكب خارج النظام الشمسي انهالت الاكتشافات مثل الطوفان.
وخلال العام الجاري اكتشفنا عالما أكبر من الأرض بنحو 60 في المئة، لكنه يدور حول نجم يشبه الشمس، على مسافة مشابهة للغاية لنفس مسافة الأرض من الشمس، مما يشير إلى أن هذه الظروف ربما تكون ملائمة لوجود مياه سائلة.
وهذا الأمر مهم للغاية بالطبع، لأن المياه السائلة تعد شرطا أساسيا للحياة.
ومن غير المؤكد حتى الآن ما إذا كان الكوكب المسمى كيبلر 452 بي صخريا أو غازيا.
لكن من ناحية أخرى، فإن أغلب الكواكب السابقة، التي كان يعتقد باحتمال وجود حياة فيها، تقع حول ما يسمى بنجوم القزم الأحمر، وهي أقل حرارة من الأرض.
وهذا يعني أن هذه العوالم بحاجة إلى أن تصبح أقرب من نجمهم الأم، لكي تتلقى نفس المستوى من الحرارة.
وهذا يعني أيضا أن تلك الكواكب معرضة للقصف بجسيمات مشحونة من شموسهم، والتي ربما تكون معادية للحياة البايولوجية.
فرع جديد من الشجرة
أثار اكتشاف 15 هيكلا عظميا جزئيا في أحد الكهوف بجنوب أفريقيا، ينتمون لنوع بشري جديد، ضجة كبيرة خلال عام 2015.
وصنف العلماء أفراد هذا النوع البشري، الذين يمتلكون مزيجا من الخصائص البدائية والحديثة، ضمن جنس الهومو الذي يشملنا، نحن البشر الحاليين.
ولم يستطع الباحثون تحديد التاريخ، الذي تعود إليه هذه الهياكل العظمية لجنس هومو ناليدي، لكنهم يعتقدون أنها قد تعود إلى ثلاثة ملايين عام.
وفي اكتشاف مهم آخر، تعرف الباحثون على رفات للإنسان الحديث في الصين، يعود تاريخها إلى 80 ألف عام على الأقل.
ويثير هذا الاكتشاف الشك، في النظرية التي كانت مقبولة على نطاق واسع، بشأن توطن الإنسان الحديث في الأرض.
فهل كان هؤلاء المستوطنون الصينيون مجموعة طليعية من البشر انقرضت لاحقا؟ أو ربما تكون قصة البشر أكثر تعقيدا مما كنا نتخيل؟
وكما يقول بونتوس سكوغلاند خبير علم الوراثة: “لقد بدأنا بالكاد التعامل مع هذه المعلومات التي تمثل نقطة فاصلة”.
عراقيون فائزون
حصلت المهندسة المعمارية، زها حديد على الميدالية الذهبية للعمارة، التي يمنحها المعهد الملكي للهندسة المعمارية. وكرمت بذلك نظير أعمالها المتعددة. وتعد حديد أول امرأة تحصل على هذه الجائزة، إذ قامت بتصميم بنايات في مدن عديدة ،منها غوانزهو في الصين، وغلاسكو في اسكتلندا.
وحصل المركز العراقي لبحوث السرطان والوراثة الطبية في الجامعة المستنصرية على جائزة عالمية للاتقان والجودة والأداء المثالي من قبل مؤسسة اذرويز الفرنسية للإدارة والاستشارات التي تعد من أكبر المنظمات العالمية المتخصصة في مجال تقييم أداء المراكز البحثية والأكاديمية في العالم.
وحصلت الطبيبة العراقية سندس مروكي على جائزة أفضل طبيبة اسنان بمدينة سترلنك هايتش في ولاية مشكن الاميركية.
نوبل للعلوم
منحت الأكاديمية الملكية السويدية لتاكاكي كاجيتا وآرثر بي ماكدونالد جائزة نوبل للفيزياء لاكتشافهما أن جسيمات النيوترنيو ذات كتلة. وأن هذا الاكتشاف قد غير الفهم لكيفية عمل الجسيمات الداخلية للمادة وبرهن على أنه أمر جوهري بالنسبة إلى نظرتنا للكون.
كما ونال الجائزة في الكيمياء العلماء «ليندال توماس» و»بول مودريش» و»عزيز سانكار» نظير بحوثهم في مجال اكتشاف الآليات التي تستخدمها الخلايا لإصلاح الحمض النووي DNA. ومنح وليم كامبل وساتوشي أومورا في مجال الطب، وتقاسمت معهم، الصينية يويو تو النصف الثاني من الجائزة.
وقد استحق الأولان هذه الجائزة على اكتشافهما علاجاً جديداً للالتهابات الناجمة عن طفيليات الديدان الاسطوانية، بينما استحقتها الصينية على اكتشافاتها في مجال العلاج من الملاريا.
(BBC – IMN)
س م