الرمادي قصمت ظهر الإرهاب وأكدت إمكانية تخلص المنطقة منه بوقت قياسي
الحكمة – متابعة: حظيت الأخبار الواردة من قلب المعركة في مدينة الرمادي بتغطيات واهتمامات صحفية عربية وغربية، إذ وصفت المعركة بالخاطفة التي قصمت ظهر العصابات الإرهابية التي باتت مهددة للعالم بأسره ووصلت إلى مدينة كانت تعد بعيدة عن مناطق نفوذه كباريس التي لن يكون الوصول إليها آخر ما يحلم به داعش الإرهابي.
من بين المهتمين بالخبر وما خلفه كان فردريك فويجيك: صحفي وإعلامي فرنسي متخصص في التحقيقات الخاصة والنشاطات الاستخباراتية إذ يقول “لا يمكننا التقليل من أهمية معركة تحرير الرمادي مهما رافقها من ملابسات تتعلق بالتوقيت وبالقوات التي نفذت هذه المهمة”.
الحشد الشعبي تعبير عن العمق الوطني
ويرى أن استبعاد الحشد الشعبي من معركة تحرير الرمادي كان غبنًا لهذه القوى، رافضًا وصف الحشد الشعبي بقوة «شيعية» يخشى من تماسها مع البيئة الجغرافية للرمادي بقوله “الحشد الشعبي أثبت أنه يقوم بما يمليه عليه الواجب الوطني في محاربة العدو الأول للعالم وللعراقيين بغض النظر عن الانتماء والدين والعرق”.
ورغم موقفه الايجابي من تحرير الرمادي إلا أن فويجيك ما زال متخوفًا من نوايا معلنة تجاه منطقة الشرق الأوسط الحساسة من قبل دول عظمى تراقب كل صغيرة وكبيرة، محملًا بطريقة أو أخرى تلك الدول العظمى مسؤولية ظهور داعش وفسح المجال له لإحكام سيطرته على مدن العراق كالموصل، موضحًا أن ما جرى بالرمادي يدلل بوضوح على افتقار القراءة التي قالت بحاجة إنهاء التنظيم إلى سنوات أقلها ثلاث، محذرًا من مخططات تسعى إلى تقسيم العراق وخلق كانتونات مستقلة عن المركز بحجة تفادي حدوث احتكاكات وتوترات طائفية والتي يمكن تجاوزها بسهولة من وجهة نظره وعطفًا على الواقع العراقي الذي يثبت رفضه للطائفية.
تحرير الرمادي والقضاء على السموم الآيديولوجية
رامتان عوايطية صحفية ومذيعة أخبار في إذاعة مونت كارلو الدولية عدت تحرير الرمادي بارقة أمل لخروج العراق والمنطقة من دوامة العصابة الإرهابية التي أتت على كل مقدس وثمين في وجداننا كعرب وفي وجدان الإنسانية، متمنية أن يكون هذا الإنجاز الكبير فاعلًا من خلال المواصلة على درب تحرير بقية المناطق من قبضة تنظيم داعش ومن ثم التفكير في إعادة التنمية وهي لا تشمل الوضع الإقتصادي فحسب بل يجب أن تعنى بالتنمية الإنسانية للقضاء على السموم الايديولوجية المدمرة التي بثها داعش من خلال عقيدته العنصرية التكفيرية المجرمة.
للرمادي تبعات نفسية على الدواعش
بدوره رأى الكاتب والباحث الدكتور جواد بشارة أن تحرير الرمادي من احتلال عصابات داعش الإرهابية كان متوقعًا بل يمكن القول أن عملية التحرير تأخرت عن موعدها بسبب حسابات عسكرية واستراتيجية ولوجستية عراقية وأميركية لا أحد يعرف تفاصيلها على وجه الدقة، مشيرًا إلى أنه بالرغم من كل ما يقال عن معركة الرمادي المهم أن تأتي هذه المعركة الحاسمة والمهمة على الأقل على المستوى المعنوي والسايكولوجي بالنسبة للعراقيين لرفع معنوياتهم وبث الأمل في نفوسهم في إمكانية التخلص قريبًا من هذا الوحش الرابض على أنفاسهم، منوها بتبعات نفسية لتحرير الرمادي على الدواعش الأمر الذي دفعه للاعتراف بالخسارة والهزيمة.
وأشار بشارة إلى أهمية التنسيق الدقيق بين القوات العراقية وقوات التحالف الدولي التي قامت بتأمين الغطاء الجوي المطلوب والضروري لكسب معركة التحرير، مبينًا أن معركة الرمادي تختلف عن تكريت من حيث اللغط الذي أثير حولها حيث رافق معركة تكريت ردود أفعال متشنجة وتشويه وإعلام مضلل ومبالغ به تجاه قوات الحشد الشعبي التي شاركت في عمليات التحرير المذكورة وقدمت الكثير من الشهداء والبطولات، داعيًا أبناء المنطقة إلى إحكام مسك الأرض بعد تحريرها كلياً من رجس داعش الإجرامي.
بداية العد العكسي لداعش
إلى ذلك وصف المحلل السياسي والصحفي في إذاعة مونت كارلو الدولية مصطفى الطوسة استعادة القوات العراقية لمنطقة الرمادي من أيدي داعش منعطفًا استراتيجيًا وأمنيًا مهمًا قد يؤشر إلى تراجع نفوذ داعش في المنطقة وبداية العد العكسي لعملية تقويضه والقضاء عليه، موضحًا أن عوامل عدة تضافرت للوصول إلى هذه الهزيمة التي اعترف بها البغدادي، مبينًا أن الجيش العراقي قادر على هزيمة داعش واجتثاثه فضلًا عن اتحاد مكونات المجتمع العراقي والعربي والإقليمي في فهم خطورة داعش وأن تكون على أساس الدفاع عن أمن واستقرار المنطقة.
(IMN)
س م