تعرّف على قصة المرأة التي تمنت أن تقتدي بأم البنين (ع)… كيف حقق الله لها جزءًا من أمنيتها؟!
432
شارك
الحكمة – متابعة: من طوعة العصر … أم قصي التي انقذت طلاب قاعدة سبايكر من عصابات داعش، إلى (خنساء آمرلي) التي قدمت زوجها وأولادها الذين قاتلوا مسلحي التنظيم الإرهابي لمدة خمس ساعات متواصلة، وغيرهن من النساء اللواتي عرفن بصمودهن وقدمن الغالي والنفيس لحماية أرض الوطن ومقدساته، وصولاً – وليس انتهاءً – إلى “أم مختار” المرأة التي قدمت أولادها الخمسة قرباناَ لأرض الوطن ومقدساته أسوة بأم البنين (فاطمة الكلابية).. أم مختار تزف حتى الآن ثلاثة من أبنائها شهداء للعراق، وتأمل أن يلتحق ولداها سعيد وحسين الجريحين بعد شفائهما ليلتحقا بإخوتهم، ولتتحقق بذلك أمنية التأسي بأم البنين عليها السلام لدى أم مختار.
الأولاد الخمسة لأم مختار لبوا نداء المرجعية وانطووا تحت إمرة فصائل الحشد الشعبي المقدس، ليسجلوا انتصاراتهم بمنطقة (مكيشيفة) في صلاح الدين، بعد أن سيطر تنظيم داعش على المنطقة، إذ فُجعت أم مختار بنبأ استشهاد ابنها “محمد عبد الله سالم” من مواليد (1997) وبعد مضي شهر واحد فجعت مرة أخرى بولدها (احمد) من مواليد (1988) وبعد مرور عشرة أيام فقط على فاجعتها بولديها؛ يزف لها نبأ استشهاد ولدها سيف من مواليد (1995).
والدة الشهداء الثلاث أم مختار 60 عاما من سكنة قضاء (خانقين) التابعة لمحافظة ديالى بالقرب من الحدود الإيرانية العراقية. هذه الام المؤمنة الصابرة أخذت على عاتقها تربية وتعليم أولادها الخمسة “سعيد وأحمد وسيف ومحمد وحسين” بعد وفاة زوجها. أما بخصوص تسميتها بـ “أم مختار” فتعود إلى أهالي الحي الذي تسكن فيه، إذ يفضلون مناداتها بهذه الكنية، بعد استشهاد ولدها الأكبر “أحمد” الذي كان يكنى بأبي مختار.
تقول أم مختار “بشموخ واعتزاز أفتخر بأولادي الشهداء لأنهم رفعوا رأسي أمام أهلي وجيراني، ولم يستسلموا لهذا التنظيم القذر بعد أن سيطر على أرض العراق وقتل من عارضهم وشرد الكثير منهم”.
وتضيف “أولادي أعطوا حق المواطنة، وفدوا أنفسهم للوطن والمقدسات ولبوا نداء المرجعية على أكمل وجه، وأنا قدمتهم قربانا أسوة بأم البنين وإن شاء الله سيلتحق ولداي “سعيد وحسين” بأقرانهم ممن استشهد دفاعا عن الأرض والوطن والعرض والمقدسات”.
وتضيف أم مختار في حديثها “لقد تحققت أمنيتي عندما قدمت أولادي قرابين لله أسوة بأم البنين عليها السلام فنالوا شرف الشهادة لتكون أسماؤهم في سجل الخالدين”.
لكنها أكدت “لن أنساهم أبداً فهم باقون في ذاكرتي وقلبي فكيف أنسى عطفهم وحنانهم إذ إني أحترمهم كثيراً لشهامتهم “.
على درب إخوتي الشهداء… إما النصر أو الشهادة
أما أخو الشهداء “سعيد” فيقول “إخوتي الشهداء (احمد ومحمد وسيف) كانوا قدوة في الأخلاق الحسنة واجتمعت في شخصياتهم كل المزايا والصفات الحميدة… لقد خدموا وطنهم بشرف وإخلاص، وكانوا جنودا أوفياء لبوا نداء المرجعية واختاروا درب الشهادة”.
ويضيف سعيد “رحم الله الشهداء الأبرار…. أما أنا فأقسم اني سأقاتل الدواعش النواصب حتى النصر أو الشهادة كما فعل إخوتي الثلاثة”.
وفد العتبة الحسينية: إنها حقاً مدعاة للفخر والاعتزاز
العتبة الحسينية المقدسة أرسلت وفداً لزيارة “أم مختار” في محاولة منها لمواساة هذه المرأة المفجوعة بأبنائها، ولتقديم ما تمكن من الدعم المادي والمعنوي فضلاً عن إقامة مجلس عزاء لأرواح الشهداء الثلاثة.
يقول رئيس وفد العتبة الحسينية إلى عائلة أم مختار الشيخ فاهم الابراهيمي “أدهشتنا شجاعة هذه المرأة الصابرة… إنها حقاً مدعاة للفخر والاعتزاز، لقد أظهرت بتضحياتها بأولادها الشهداء الثلاثة حرصها على المذهب والوطن”.
وأضاف الإبراهيمي أن “الموقف البطولي لهؤلاء الشهداء الثلاثة وأخويهما الذين ينتظران دورهما بنيل الشهادة؛ لم يكن لطلب منصب أو ترقية لرتبة ما، إنما هم من الرجال الذين يرخصون دماءهم وأرواحهم من أجل الله والوطن والمقدسات”.
هنيئا لهم بأمهم وهنيئا لأمهم بهم فكلهم أصحاب بصيرة وهم ممن تاجروا مع الله عزوجل فربحت تجارتهم وشروا الآخرة بالدنيا