المرجع السيستاني يدعو لتطوير القدرات الاستخبارية وعدم السماح بالتسلح خارج إطار الدولة
388
شارك
كربلاء – الحكمة: نددت المرجعية الدينية العليا، الجمعة، بالأحداث الأمنية التي شهدها قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، وفيما حذرت من تداعيات ذلك على السلم الأهلي، مجددة دعوتها إلى عدم السماح بوجود مسلحين خارج إطار الدولة. مشيرة إلى ضرورة وضع سياسة اقتصادية ومالية مناسبة من خلال الاستعانة بالخبرات العراقية والعالمية لمعالجة الأزمة الراهنة بصورة صحيحة.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 4/ربيع الآخر/1437هـ الموافق 15/1/2016م بما نصه لقد شهدت العاصمة الحبيبة بغداد في الأيام الماضية خروقات أمنية تمثلت بمهاجمة مجموعة من الإرهابيين الدواعش بأسلحتهم الرشاشة جموع المواطنين في بعض الأسواق المكتظة بالمتبضعين، مضافاً إلى التفجيرات المعتادة بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة في الأماكن العامة، وقد أرادت عصابات داعش أن تعبر بهذه الاعتداءات عن قدرتها على تكييف أعمالها الإجرامية مع متغيرات الساحة القتالية التي شهدت في المدة الأخيرة انتصارات متوالية للقوات المسلحة ومن يساندها من المتطوعين وأبناء العشائر الغيارى.
وأضاف أن “هذه الخروقات لا يمكن تفادي وقوعها بالأساليب الأمنية التقليدية ككثرة السيطرات وإجراءات التفتيش الروتينية فمن الضروري أن يتم العمل على تطوير القدرات الاستخبارية لأجهزة الأمن العراقية والاستعانة بعناصر شعبية للحصول على المعلومات اللازمة من حواضن العصابات الإرهابية لإجهاض مخططاتها الإجرامية قبل تنفيذها”.
وتابع الكربلائي “كما شهدت مدينة المقدادية في محافظة ديالى قبل أيام أعمالاً إرهابية واعتداءات مؤسفة على عدد من المساجد ومنازل المواطنين مما له تداعيات خطيرة على السلم الأهلي والعيش المشترك لأبناء هذا الوطن، وإننا إذ ندين بشدة هذه الاعتداءات نحمّل القوات الأمنية الحكومية مسؤولية المنع من تكرارها وعدم السماح بوجود مسلحين خارج إطار الدولة يهددون أمن المواطنين من أي مكون أو طائفة كانوا”.
ودعا ممثل المرجعية قواتنا المسلحة والمتطوعين الأبطال إلى إدامة الحذر واليقظة من محاولات العدو شن هجمات تعرضية هنا وهناك لاستعادة معنوياته بعد هزائمه الأخيرة في محافظة الأنبار وجبال مكحول، مؤكدا على ضرورة أن تدعم المؤسسة العسكرية المقاتلين الأبطال من المتطوعين وأبناء العشائر العراقية الغيورة بما يحتاجون إليه من السلاح والعتاد ليتمكنوا من القيام بما عهد إليهم من إسناد القوات المسلحة في مواجهة الإرهابيين.
من جانب آخر دعت المرجعية الدينية العليا إلى ضرورة وضع سياسة اقتصادية ومالية مناسبة من خلال الاستعانة بالخبرات العراقية والعالمية لمعالجة الأزمة الراهنة بصورة صحيحة بقولها على لسان ممثلها في كربلاء ما نصه “يعلم الجميع أن العراق يعيش أوضاعاً مالية واقتصادية صعبة نتيجة للانخفاض المستمر لأسعار النفط الذي يشكل وارده المالي معظم مدخولات العراق لموازنته السنوية خصوصاً رواتب الموظفين والمتقاعدين، ولا يمكن تجاوز هذه المرحلة العصيبة بأقل الخسائر إلا بتكاتف الجميع وتعاونهم واتّباع خطط علمية مدروسة يضعها أهل الخبرة والاختصاص بعيداً عن القرارات المرتجلة التي يمكن أن تحدث هزات اجتماعية خطيرة وتهدد المقومات الأساسية لمعيشة المواطن العراقي”.
وبين الشيخ عبد المهدي الكربلائي “إن اهتمام الحكومة بالملف الامني ودفع الخطر الأعظم وهو الإرهاب الداعشي لا يبرر عدم الجدية والاهتمام الكافي من قبل الجهات ذات العلاقة لوضع سياسة اقتصادية ومالية مناسبة بالاستعانة بالخبرات العراقية والعالمية لمعالجة الأزمة الراهنة بصورة صحيحة”.
وختم بقوله “نسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي المسؤولين إلى ما فيه خير بلدنا وشعبنا إنه سميع مجيب الدعاء”.