المرجع السيستاني: الحكومات المتعاقبة أهدرت أموال البلد ولم تسخر إمكاناته لخدمة الشعب
371
شارك
كربلاء – الحكمة: قال ممثل المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني الجمعة إن الحكومة المتعاقبة على العراق أهدرت الأموال مما يهدد بانهيار الأوضاع المعيشية في البلاد، مشيرا إلى أن الحكومات المتعاقبة أهدرت أموال البلد ولم تسخر إمكاناته لخدمة الشعب، كما تطرق ممثل المرجع الديني إلى موضوع الحرب على داعش فضلا عن الخلافات بين القوى السياسية البارزة في العراق،، قائلا دعونا السياسيين إلى التعايش السلمي حتى بحت أصواتنا، وتابع “الشعب يستحق أفضل مما قدموه”
وأوضح السيد أحمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 11/ربيع الآخر/1437هـ الموافق 22/1/2016م: يعلم الجميع أن بلدنا العزيز العراق يمتلك مقومات الدولة القوية اقتصادياً ومالياً، بما أنعم الله تبارك وتعالى عليه من نعمٍ شتى وإمكانات واسعة سواء من عقول وسواعد أبنائه أو الثروات الطبيعية في باطن الأرض وظاهرها، ولكن الحكومات المتعاقبة على البلد منذ عقود من الزمن لم تعمل على تسخير هذه الإمكانات لخدمة الشعب وتوفير الحياة الكريمة له بل أهدرت معظم موارده المالية في الحروب المتتالية والنزوات الوقتية للحكام المستبدين”.
وأضاف “أما في السنوات الأخيرة بالرغم من قيام حكومات منبعثة من انتخابات حرة إلا أن الأوضاع لم تتغير نحو الأحسن في كثير من المجالات بل ازدادت معاناة المواطنين من جوانب عديدة فسوء الإدارة والحجم الواسع للفساد المالي والإداري من جهة والأوضاع الأمنية المتردية من جهة أخرى منعت من استغلال إمكانات البلد وموارده المالية في سبيل خدمة أبنائه وسعادتهم”.
وتابع ممثل المرجع السيستاني خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف حضرتها وكالة نون الخبرية أن العراق يعاني اليوم من مشاكل حقيقية وتحديات كبيرة فبالإضافة إلى التحدي الأكبر في محاربة الإرهاب الداعشي والتحديات الأمنية الأخرى الناجمة من احتضان البعض للإرهابيين ودعمهم لهم في الفتك بإخوانهم وشركائهم في الوطن بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وفي المقابل اعتداء البعض من حاملي السلاح خارج إطار الدولة على المواطنين الآمنين والتعدّي على أموالهم وممتلكاتهم، بالإضافة إلى التحدي الامني بمختلف صوره هناك التحدي الاقتصادي والمالي الذي يهدد بانهيار الاوضاع المعيشية للمواطنين نتيجة لانخفاض أسعار النفط في الآونة الأخيرة من جهة وغياب الخطط الاقتصادية المناسبة وعدم مكافحة الفساد بخطوات جديّة من جهة أخرى وقد بُحّت أصواتنا بلا جدوى من تكرر دعوة الأطراف المعنية من مختلف المكونات إلى رعاية السِلم الأهلي والتعايش السلمي بين أبناء هذا الوطن وحصر السلاح بيد الدولة ودعوة المسؤولين والقوى السياسية التي بيدها زمام الأمور إلى أن يَعوا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم وينبذوا الخلافات السياسية التي ليس وراءها إلا المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية ويجمعوا كلمتهم على إدارة البلد بما يحقق الرفاه والسعادة والتقدّم لأبناء شعبهم، هذا كله ذكرناه حتى بُحّت اصواتنا”.
وبين السيد أحمد الصافي “إن هذا الشعب الكريم الذي أعطى وضحى وقدّم أبناؤه البررة كل ما أمكنهم من دماء وأموال في الدفاع عن كرامته وأرضه ومقدساته وسطّر ملاحم البطولة مندفعاً بكل شجاعة وبسالة في محاربة الإرهابيين، هذا الشعب يستحق على المتصدين لإدارة البلد غير هذا الذي يقومون به، يستحق عليهم أن يسخروا كل إمكاناتهم في سبيل بناء البلد وتطوير مؤسساته وتطهيرها من الفساد والفاسدين وإصلاح القوانين والأنظمة الإدارية وإيجاد منافذ مالية جديدة ووضع خطط اقتصادية مناسبة للخروج من الأزمة الخانقة الراهنة”.
وختم الصافي حديثه “نسأل الله تعالى أن يُلهم هؤلاء الرشاد فيما يقومون به.. نسأل الله تعالى أن يحمي بلدنا من جميع المآسي ومن جميع الشرور وأن يرينا الله تعالى بلداً آمناً مطمئناً قوياً بإذنه تبارك وتعالى.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين”.