بعدما حذروا من تأثيرها على ملايين الوظائف.. ماذا تعرف عن “الثورة الصناعية الرابعة”؟
الحكمة – متابعة : تحدّث التقرير الأخير الصادر عن منتدى “دافوس” الاقتصادي، أن ما يعرف بـ “الثورة الرابعة” يمكن أن يتسبب في الاستغناء عن ملايين الموظفين، فضلاً عن وظائف كثيرة!
وتستند الدراسة إلى استطلاع رأي بين مسؤولين عن وضع استراتيجيات الشركات ورؤساء أقسام الموارد البشرية في قطاعات عمل جديدة في 15 دولة من بينها ألمانيا والصين والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا واليابان.
ما هي الثورة الصناعية الرابعة؟
نشأ مصطلح “الثورة الصناعية الرابعة” من مبادرة الحكومة الألمانية لزيادة القدرة التنافسية للصناعات من خلال الدمج المتزايد لـ “cyber-physical systems” أو الأنظمة الالكترونية المادية في عملية التصنيع، وفي العام 2011 ظهر مصطلح الثورة الصناعية الرابعة إلى النور خلال معرض هانوفر الصناعي.
الأنظمة الالكترونية المادية، هو مصطلح شامل لعملية تكامل الأجهزة الذكية المتصلة بالانترنت والعمالة البشرية، فعلى سبيل المثال لا يخطّط مديرو المصانع شكل خطوط الإنتاج فقط، إنما يقومون بتكوين شبكة من الآلات تستطيع الإنتاج بأخطاء أقل مقارنةً بالسابق، بل يمكن أن تبدل أنماط الإنتاج بشكل مستقل بالتنسيق مع المدخلات الخارجية، محافظةً في نفس الوقت على درجة عالية من الكفاءة.
ما هي آثار الثورة الصناعية الجديدة؟
بحسب الدراسة التي أعلن عنها “دافوس”، فإن “الثورة الصناعية الرابعة” يمكن أن تتسبب في الاستغناء عن نحو 7 ملايين وظيفة تقليدية في أهم الدول الناشئة والنامية، لكنها لن توفر في الوقت ذاته أكثر من مليوني فرصة عمل ذات كفاءة جديدة.
وجاء في الدراسة أن التزايد المستمر في استخدام الآلات ذاتية الحركة “روبوت”، والطابعات ثلاثية الأبعاد، والتقنية الجينية، وتقنية النانو، والتقنية الحيوية سيؤدي إلى “تحولات هائلة ليس فقط في النماذج الاستثمارية السائدة بل في سوق العمل أيضاً”.
رئيس منتدى “دافوس” كلاوس شواب، نصح الدول بأن تتكيّف بشكل أفضل مع “الثورة الرابعة” وأن تكثّف استثماراتها في التعليم والوظائف الآمنة مستقبلاً.
يسبق الثورة الرابعة المنتظرة، ثورات سابقة اعتمدت على أنماط مختلفة في الإنتاج، فالثورة الصناعية الأولى التي ظهرت ببريطانيا في أواخر القرن الـ 18، اعتمدت على مصادر جديدة للطاقة، فتمَّ استخدام الفحم الحجري ثم البخار فالكهرباء في تشغيل المحرّكات والآلات وفي تسيير البواخر والقاطرات، فازدهرت صناعة الغزل والنسيج وظهرت المصانع والأفران عالية الحرارة لصهر الحديد.
أما الثورة الصناعية الثانية، فبدأت في القرن الـ 20، مع استخدام الكهرباء وإنتاج الصلب والحديد بكميات ضخمة وعلى نحو واسع، بينما الثورة الصناعية الثالثة – أو كما يسميها البعض بالثورة الرقمية -، فقد بدأت في الخمسينيات من القرن الماضي، واعتمدت على الالكترونيات وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق مزيد من التشغيل الآلي في عمليات التصنيع.
هافينغتون
ك ح