صورة متكررة لمعاناة النازحين ترسمها عائلة اليتيمة “فاطمة”

333

dfdالنجف الأشرف – الحكمة: فقدت “فاطمة” والدها بعد خمسة أيام فقط من ولادتها، وهي إحدى أفراد عائلة تضم (21) فرداً ، عائلة تضم أرملتين و(19) يتيماً نزحوا قسراً من بيوت كان الدفء والأمان يحيط بها ، نزحوا عند سماعهم نداءات عصابات داعش بمكبرات الصوت يخبرونهم أنهم لن يؤذوا أحداً ، لكن أشكالهم كانت كفيلة لتخبر سكان مدينة الموصل بحجم خطرهم ، فهم جاؤوا متشحين بالأسود ويعربدون بطريقة السفاحين المتغطرسين وعندهم كل محظور مباح ، كانوا شديدي العطش للدماء فقد قتلوا ستةً من أفراد هذه العائلة وكان نهمهم للقتل يزداد فكلما رأوا الدماء تسيل من ضحاياهم  راحوا يقتلون واشتدت فيهم الرغبة أكثر في قتل الأبرياء، وأيديهم !! تلك الأيدي الآثمة التي تقطف الرؤوس بسيوف عمياء ، قطفت رأس والد الطفلة فاطمة وعمها وأربعة أفراد آخرين من عائلتها الريفية التي كانت تمتهن الفلاحة ورعي الأغنام .

هذه العائلة استغاثت بمؤسسة اليتيم الخيرية وعندما ذهبت المؤسسة لهم لتدوين بياناتهم وجدت أن العائلة تفتقر حالياً لأبسط مقومات الحياة فهم لا يجدون ما يقوّم أودهم  وحتى طبَّاخهم النفطي والذي تعتمد عليه افراد العائلة في تدفئة مياه الاستحمام وكذلك بالطبخ لا يملكون له قطرة نفط واحدة في بلد قلَّ نظيره بامتلاك النفط .

تقول والدة اليتيمة فاطمة إن لهذه العائلة 12 يتيماً يرتادون المدرسة ولا أستطيع شراء حتى مبراة الأقلام لهم كما أنهم لا يملكون الأحذية ويمشون طريقاً طويلاً جداً ليصلوا إلى المدرسة ولا يملكون غير ثيابهم هذه وعند غسلها وبسبب البرد القارس لا تجف بسهولة أما نحن السيدات الكبار فنتبادل حتى الجوارب فيما بيننا عند خروجنا من المنزل، وأما عن فاطمة فقد قطعت عنها الحليب لعدم مقدرتي على شرائه فنحن أحيانا لا نقوى على شراء كيلو الطماطم الذي نتقاسمه فيما بيننا جميعاً.

أما اليتيمة ألماس ذات الـ13 عاماً فهي تشكو من أمراض يتطلب علاجها كل شهر خمسة عشر ألفاً وهو الآخر لا نستطيع شراءه فيما أصيب الجدَّ العجوز بالجلطة نتيجة لفقده ولديه وعدداً من أحفاده وهو بأمس الحاجة لعربة المعاقين .

  عائلة اليتيمة فاطمة بوجوههم الآدمية التي بدت أشد شحوباً يبحثون عن ظل مستعار يحميهم من الشارع ، فهم ومنذ نزوحهم بتاريخ 10/6/2014 من قرية (قبك) في تلعفر  بعد رحلة شاقة عاشوا خلالها أياماً عصيبة في خيم قد نُصبتْ لهم في منطقة زمَّار اتجهوا إلى محافظة النجف الأشرف ليسكنوا في إحدى الحسينيات والتي هي عبارة عن غرفة واحدة يتزاحمون فيها فيما بينهم حتى وصل بهم الأمر لينام آخرهم عند عتبة باب الحسينية.

مؤسسة اليتيم الخيرية صرفت راتباً شهرياً لهذه العائلة لكنهم بحاجة ماسة إلى سكن يؤويهم بعدما اعتذر صاحب الحسينية عن استضافتهم مؤخراً .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*