المرجعية: الأزمة المالية بلغت حدا خطيرا وكان بالإمكان تجنب الكثير من الأزمات لو أحسن الحاكمون التصرف ولم يلهثوا وراء المصالح
كربلاء – الحكمة: دعا المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني الحكومة إلى الاستعانة بفريق من الخبراء المحليين والدوليين لوضع خطة طوارئ لتجاوز الأزمة المالية الراهنة، كما دعاها إلى اتخاذ إجراءات تقشفية للكثير من المصروفات غير الضرورية في الوزارات والدوائر منها الإيفادات الخارجية، موضحا أن سوء التصرف واللهاث وراء المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية من قبل القوى السياسية الحاكمة جعلت العراق تتوالى عليه الأزمات المعقدة.
وقال ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 18/ربيع الثاني/1437هـ الموافق 29/1/2016م بما نصه “لقد اتصفت السنوات الماضية بعد تغيير النظام بتوالي الأزمات المعقدة على البلد وما كادت تخف أزمة صعبة وقاسية حتى برزت أزمة أخرى لا تقل صعوبة وشدة عن سابقتها، وكان بالإمكان تجنب الكثير منها لو كان من بيدهم الأمور من القوى السياسية الحاكمة قد أحسنوا التصرف ولم يلهثوا وراء المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية بل قدموا المصالح العليا للعراق والعراقيين على جميع المصالح الأخرى.
وأضاف “إننا لا ننكر أن المهمة لم تكن سهلة ويسيرة ولا سيما مع تعقيدات الأوضاع الداخلية من جهة وتدخل الكثير من الأطراف الخارجية في الشأن العراقي من جهة أخرى، ولكنها بالتأكيد لم تكن مهمة مستحيلة بل كانت ممكنة جداً لو توفرت الارادة الوطنية الصادقة لمن هم في مواقع القرار لمواجهة المشاكل وتجاوزها من خلال معالجة جذورها قبل أن تتحول إلى أزمات خانقة”.
واوضح الشيخ الكربلائي أن “المرجعية ولأكثر من مرة طالبت بتجاوز أزمات البلد في الوقت الحاضر من خلال اتخاذ قرارات حاسمة وإجراءات فاعلة، سواء على مستوى مكافحة الفساد المالي والإداري أو إنهاء نظام المحاصصة في تسنم المواقع الحكومية أو غير ذلك مما لا نجد ضرورة في تكراره على مسامعكم.، ولكن نكتفي هنا بالإشارة إلى أن الأزمة المالية للبلد بلغت حداً خطيراً حتى باتت المستشفيات تشتكي من عدم توفر الأموال اللازمة لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لإجراء العمليات الجراحية، كما لم يَعد يُوفّر كاملُ رواتب الموظفين والمتقاعدين”.
ودعا ممثل المرجع السيستاني الحكومة إلى الاستعانة بفريق من الخبراء المحليين والدوليين لوضع خطة طوارئ لتجاوز الأزمة الراهنة وأن تتخذ إجراءات تقشفية لا بحق عامة الشعب والطبقات المحرومة ولا فيما يحتاجه أعزتنا المقاتلون في جبهات المنازلة مع الإرهابيين بل بالنسبة إلى الكثير من المصروفات غير الضرورية في الوزارات والدوائر الحكومية كقسم من الإيفادات الخارجية التي لا جدوى منها ولا نحبذ الاستغراق بذكر الموارد الأخرى.
وختم حديثه بقوله نتضرع إلى الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي المسؤولين إلى ما فيه صلاح شعبنا وخيره وسعادته إنه سميع مجيب.
(نون)
س ف